الصفحة الأساسية > الأخبار > المرابطون  / الحسن ولد محمد الشيخ

المرابطون  / الحسن ولد محمد الشيخ

الأربعاء 31 آذار (مارس) 2021  15:12

انبرى خيرة فرسان الرياضة (المرابطون) بقيادة "أبي بكر" كمرا مزهوين بملابسهم التي تتزين بلون العلم الوطني في يوم مشهود من شهر معلوم، و زحفوا نحو الميدان و كأنهم يرتلون "و من رباط الخيل".

التقى المنتخبان على أرضية ملعب محفوف بالمخاطر من كل الجهات (الحرب و الوباء) في العاصمة بانكي .. ملعب طالما سودته الأيام و تجاوزته الأحداث .

كان الرهان على كسب ثقة جمهور في انواكشوط، هرم في انتظار تحقيق الحلم .. و قد كان وقع نعال الشباب يشي بقوة ضاربة و ثبات مطمئن؛ فلم يسقط لهم خف و لم ترتد لهم صولة .

أزفت ساعة الحسم و اشرأبت الأعناق نحو الميدان ليتضح في رابعة النهار أن الفرق بينهم و الخصم علو الكعب .

كاد الجمهور من خلف الشاشات الصغيرة يثور غضبا في الدقائق الأولى لرتابة اللعب و تضييع الفرص -و في الثورة تتضح الصورة أو تختلط الأوراق- في لحظة فارطة حين ابتدأ الخصم بالهجوم و بالضغط .

لكن الله من على لاعبينا بهجمات متتالية قرأنا فيها أن إرادة الفريق لا تقهر، و أن اليأس و الإحباط لا يصنعان الحدث، و أن الإنتظار في طوابير الأمل هو محض الفشل و الندم .

جال لاعبونا و صالوا فانبت عقد التواصل بين الخصوم الوسط افريقيين، و ارتدت هجماتهم و ارتبكت حساباتهم فلم يقو لهم ساعد و لم يقم لهم مارد.

تعالت الزغاريد في كل ركن من موريتانيا احتفاء بنصر مبين أراده الله للوطنيين الأحرار الذين لا تلهيهم أقوال السياسيين و لا أفعال العسكريين.

إنهم الرياضيون وحدهم هم المتشبثون بأصالتهم و المكرسون أنفسهم لخدمة الوطن و المسخرون في سبيل ذلك كل وسائلهم المادية و المعنوية و طاقاتهم البدنية.

جابت الجماهير طرقات العاصمة مكللة بنصر من الله انتظره الشعب طويلا بعد أن كاد لسان الحال يقول "مسنا وأهلنا الضر" حتى في كرة القدم ؛ من هزائم تدثر المتسببون فيها دائما بمغالطات مفضوحة و نتائج هزيلة.

لقد من الله على لاعبينا باتحاد الصفوف و الجبهات و حسن توجيه الضربات فسددوا و أثخنوا، و ارتفعت رايات النصر خفاقة فوق كل بيت موريتاني يريد لمسيرة التنمية أن تنطلق و يتوقف قطار الفساد نهائيا.

لقد ظل المنتخب مفخرة الجميع من معارض و موال، و سيظل كما كان ؛ يجمع الضعيف و القوي و الفقير و الغني في مدرجات لا تعرف العنصرية و لا الطبقية، و يبلسم في دقائق معدودة جراح المكلومين من عبث العابثين بموارد البلد.

و كانت الاتحادية خلال السنوات القليلة الماضية خلية نحل، كل يقوم بدوره و الكل مشارك في بناء منتخب رياضي يعطي الهيبة و الكبرياء و الشموخ لوطن مزقته السنون. .

فاز المرابطون بأقدام راسخة في عمق التاريخ، ثابتة الخطو نحو مستقبل زاهر تنشده كل نفس أبية تواقة للصحة و التعليم و الأمن و الاستقرار، و الفوز بكأس الأمم. فاز المرابطون و تركوا أهل السياسية يجرون أذيال الهزيمة من بيت إلى بيت و من مبادرة إلى مبادرة و من حزب إلى حزب ؛ فقد بارت تجارتهم و تكدست في رفوف الخسران، و باتت قاب قوسين أو أدنى من التلف و الضياع.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016