الصفحة الأساسية > الأخبار > افتتاحية/ يوم "الحصره" في لعيون : الغزواني سائر على خطا أسلافه !!

افتتاحية/ يوم "الحصره" في لعيون : الغزواني سائر على خطا أسلافه !!

الخميس 29 كانون الأول (ديسمبر) 2022  07:40

تشهد مدينة لعيون عاصمة ولاية الحوض الغربي منذ عدة أيام زحفا للأحلاف والأقطاب والقبائل ومندوبيها من كل أنحاء الولاية ومن مناطق شتى من الوطن لتقديم الولاء، ولإظهار الحضور واستعراض القوة أمام رئيس الجمهورية الذي يحل بالمدينة اليوم .

وإن كانت المناسبة فيما هو معلن تتعلق بموضوع تنموي هو تدشين بعض المشاريع فإن القليل من النتائج المتوقعة من هذه الزيارة قد نسفتها عودة أساليب "الحصره" التي كان المستعمر ينظمها لإحكام قبضته وما يحمله ذلك من تجذير لأسباب التشرذم والتفرقة والإسفاف وإيقاظ العصبويات المقيتة.

لقد أٌفرِغت هذه المناسبة من أي معنى حين تم تحويلها إلى احتفال قبلي كرنفالي تتبارى فيه الزعامات التقليدية والأطر ورجال المال لتجديد البيعة، وتقديم آي الولاء وتمجيد الرئيس الزائر الذي هو ولي نعمتهم لما خصهم به من مناصب وامتيازات.

إنها نفس الأساليب وذات الممارسات التي كانت تٌأخذ على الأحكام الفاسدة البائدة، كونها تضرب الاندماج الاجتماعي في الصميم ،وتدمر ما بقي من قيم الجمهورية وترسخ خسيسة التدجين والغوغائية في حق المواطنين ،وتصرفهم عن التفكير فيما يكابدون من مشاكل وما يعيشونه من أزمات.

لماذا يقبل رئيس الجمهورية هذه الاستقبالات المدمرة ،الهادرة للوقت والمال والجهد؛ وهو الذي يقوم بزيارة عمل تقتضي الجدية والترشيد والاحتكام للعقل ؟ ،وليس في زمن التعبئة والدعاية والحشد واللعب على العواطف الذي قد يجد التبرير في زمن المنازلات الانتخابية؟ لماذا يرضى رئيس الجمهورية هذه الأساليب المخجلة وهو الذي بشر فيما يرى مؤيدوه بعهد من الاخلاق؟

هل سيوجه رئيس الجمهورية في هذه المناسبة خطابا للأمة يتحدث فيه عن مفاجآت وأمور حيوية تستحق هذه التعبئة منقطعة النظير وهذا الحشد؟

كيف يقبل نظام الحكم الحالي أن يسير بالحافر على الحافر بما كان ينكر على أسلافه؟

لقد ناقض رئيس الجمهورية أقواله الماضية حين أصدر تعليماته في مجلس الوزراء بضرورة التزام الوقت والمكوث في المكاتب لقضاء حاجيات المواطنين، وهو اليوم يفتح الباب على مصراعيه ليتدفق آلاف الموظفين العموميين إلى تلك المدينة البعيدة لحضور "الحصره" تاركين هَمَ الدولة والمواطن في مكاتبهم الموصدة.

لا يوجد أي مصوغ للسكوت على هذه الاستقبالات الصاخبة، التي تتعرى من أي صبغة مدنية، وتفتقد أبسط مظاهر اللباقة، وتبتعد كل البعد عن الأساليب الحضارية الجامعة ،وتظهر الناس رعية لا مواطنين.!

ماذا لو اقتصرت هذه المناسبة على القطاعات ذات الصلة والمعنيين بالمشروع في تلك المنطقة وتم تسيرها بأقل الأثمان بدل هذه الجوقة الممجوجة المنتمية إلى أسباب تخلفنا وهواننا.؟

حين سمح النظام الحالي بتدوير المفسدين، وبنهج ذات السبل في التعيينات والقرارات التي عودتنا عليها الأنظمة السابقة ضجر الناس غير أنهم جاهدوا أنفسهم كي يبق معهم بعض الأمل، وحين فشل فيما مر من زمنه بتغيير الأوضاع في اتجاه الأحسن صدم المواطنين المتعلقين دوما بأبسط بارقة، المصدقين للشعارات مهما كانت زائفة؛ لكنهم لم يقنطوا من رحمة الله.

لكن الوضع تحرك حثيثا من الكارثة إلى المأساة وخرج عن كل التوقعات بالعودة أيضا إلى "الزيدنة" وضربات الدفوف والمزامير وزغاريد نساء "المسؤولين" لاختلاق فرح وهمي .!

ليس هذا النظام قطعا نظاما إصلاحيا ولا يمكنه أن يكون كذلك؛ غير أن أهلنا المطحونين بجور وفساد أسلافه قد صدقوه في جوانب مما أعلن فأمهلوه وسامحوه لثلاث سنوات مع كل دقيقة تمضي أن حظهم عاثر هذه المرة أيضا وأن حاكمهم سائر تماما على خطا أسلافه. !

وكالة كيفه للأنباء

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016