الصفحة الأساسية > الأخبار > من معوقات الوحدة الوطنية / الحسن ولد محمد الشيخ

من معوقات الوحدة الوطنية / الحسن ولد محمد الشيخ

الاثنين 1 آذار (مارس) 2021  22:59

تعتبر النخب ربان المجتمعات و قادة الرأي فيها، فهي التي يكون على عاتقها دور التوعية و التثقيف، و العمل على صهر مكونات المجتمع في بوتقة واحدة تجعلها أكثر التحاما و تماسكا ، إلا أن بعض النخب المؤثرة في بلادنا -للأسف- هي أول من يذكي النعرات و يحيي الجهالات و يعزف كل وتر حساس يحدث طنينا أو ضجيجا من حين لآخر .

هذا ما يعمل عليه بعض النخب في مكون اجتماعي واحد يشترك أفراده في اللغة و الدين .. فما بالكم بما تنتهجه معظم النخب من سلبي القول و الفعل بين مختلف مكونات مجتمعنا التي لا تزيد على أربع أو خمس قوميات .. علما ان الجميع يشترك في الدين الذي يعتبر عامل و حدة لا فرقة .

لقد كانت مجتمعاتنا الناطقة بالحسانية (العربية) من جهة و الأخرى الناطقة باللغات الإفريقية من جهة أخرى تعيش منذ عقود بل قرون في انسجام و وئام، مع احترام تام للخصوصيات الثقافية و الهوياتية ، لكن الاستقلال رغم إيجابيته جعل النخب في هاتين المكونتين تتصارعان من أجل الحصول على ريع الدولة الوطنية الوليدة مما ساهم في شق الصف مبكرا ، ليزداد الشرخ عمقا و اتساعا بفعل اختلاق مشكل اللغة .

اليوم و بعد ستين سنة من الاستقلال نلاحظ أن كل مؤشرات الفرقة للأسف ترتفع (العنصرية .. الشرائحية .. القبلية) و ذلك لفشل الدولة في معالجة الأسباب القائمة على ماض قديم تأسس على طبقية انتجت تراتبية لايزال يعاني منها طيف واسع في كل مكونات مجتمعنا .

إن الدولة مسؤولة عن إصلاح ما بها من خلل، و عن ترميم ما قد يعتري بنية جسمها من تصدع .. لكن نخبنا التي توجه سياساتها لاتزال تستبطنها جاهلية منتنة، تفوح رائحتها كلما كانت المساواة في الحقوق و الواجبات أو في الولوج إلى المناصب و المكاسب تصطدم بما تستأثر به من امتيازات متوارثة .

فالخلل إذا خللان:

خلل حديث النشأة بدأ مع ميلاد الدولة و هو يستفحل، و يستوجب منا أن نستشعر الخطر و نتصالح مع أنفسنا، فنكبح فينا سوءة الطمع و نحل محلها خصلة العمل .

و خلل متأصل مجتمعي موروث في اللاشعور ... يستوجب هو الآخر أن نستأصل تضخم أناه الزائف، و نحل محله المواطنة و المواطنة فقط دون رتوش .

و نعلم أننا سواسية في الحقوق و الواجبات .. لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، و أننا محكومون بضرورة العيش المشترك -شئنا أم أبينا- على هذه المساحة الجغرافية بأسودنا و أسمرنا ...

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016