الصفحة الأساسية > الأخبار > تراجع دور المعارضة.. مُلاَحَظَاتّ عُجْلَى/محمد الأمين إسلم

تراجع دور المعارضة.. مُلاَحَظَاتّ عُجْلَى/محمد الأمين إسلم

الأحد 14 شباط (فبراير) 2021  17:01

يلاحظ المتتبع للفترة المنصرمة من مأمورية الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني  أن المعارضة لم يعد لها دور يذكر إذا ما استثنينا بيانات خجولة تصدر من هنا وهناك عن حزب تواصل أساسا وحزبي التكتل وقوى التقدم، مقارنة بمسيراتها ومهرجاناتها التي كانت تجوب شواع العاصمة نواكشوط وتمتد لتصل الداخل الموريتاني في بعض الأحيان خلال مأموريات الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.

صحيح أن ولد عبد العزيز استطاع أن يشتت المعارضة ويقسمها إلى معارضة ناصحة وناطحة وناصعة دون أن يكلفه ذلك كبير عناء ولامشقة، وصحيح أيضا أن المعارضة عانت في فترته من المضايقات والسجون بل وصل الأمر إلى تخويف بعض رجال أعمالها من المحاسبة وإدخال السجن ورغِب البعض في الوظائف فأطاع الرئيس وهو ذليل صاغر، ومن المؤكد أن كثرين تعففوا عن تلك الوظائف تصريحا أوتلميحا.

لكن المفاجئة التي لم أستطع فهمها وأعتقد أن كثيرين يشاطرونني الرأي هو أنه لمجرد وصول ولد الغزواني سدة الحكم وإعلانه الانفتاح السياسي أصبحت المعارضة تلهف خلفه وتسبح بحمد إنجازاته التي لم يشاهد منها لحد الساعة إلا ارتفاع الأسعار وتدوير المفسدين، وسحل أفراد قوات الأمن للمواطنين،  إضافة إلى ترويع المواطنين في منازلهم وفي الشوارع والأسواق من طرف اللصوص وأصحاب السوابق.

ومادامت المعارضة قررت أن تصمت عن صفقات التراضي التي قام بها النظام الحالي خلال الأشهر الماضية لمجرد أنه أعلن عن انفتاح سياسي واستقبل قادة المعارضة في القصر فإنها قررت بذلك القضاء على نفسها من حيث لاتشعر.

فلو أن ولد عبد العزيز أعلن مع بداية مأموريته الأولى (2009) الانفتاح على المعارضة واستقبل قادتها في القصر الرئاسي لما شاهدنا تلك المهرجانات المطالبة بالرحيل والمسيرات الراجلة (السعي بين مسجد المغرب ومسجد بن عباس)، وكانت تسبح بحمده آناء اليل وأطراف النهار.

ومن باب الحرص على أن يظل للمعارضة دور محوري في تقويم أداء النظام وتنبيهه على الأخطاء فإنني أرى أنه تتوفر لمسار الفعالية والتطوير بالنسبة لها عدة أسباب وفرص، أبرزها تآكل المحتوى الدعائي للنظام، حيث إن أغلب المشاريع التي أعلن عنها النظام باءت بالفشل، وتراكمت الأزمات السياسية والاقتصادية في البلد، أضف إلى ذلك عدم محاسبة المفسدين بل تم تعيين بعضهم في مناصب حساسة، وعاد الحديث عن تغلغل وتوسُّع للفساد في المؤسسات الحكومية.

  ولاشك أن هذه الفترة فترة مناسبة للمعارضات السياسية - إن وجدت - تتخذ منها منصة لمهاجمة النظام، وتحميله المسؤولية عن الواقع الذي تعيشه موريتانيا وعن مستقبلها.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016