الصفحة الأساسية > الأخبار > المعارضة و الموت الرحيم ..!/ الحسن ولد محمد الشيخ

المعارضة و الموت الرحيم ..!/ الحسن ولد محمد الشيخ

الخميس 31 كانون الأول (ديسمبر) 2020  10:05

تمر الساحة السياسية هذه الأيام بوقفات احتجاجية متعددة ، و استغاثات متنوعة تستجدي ضمير حكومة لا ينقصه الغياب، و لا تستنهضه آلام شعب غارق في المعاناة منذ أمد بعيد، بفعل سوء التسيير رغم وفرة الموارد الاقتصادية .

لقد تميز الوضع السياسي خلال الفترات السابقة ، بالشد و الجذب بين موالاة أغراها الطمع فأعماها عن واقع مر يعيشه المواطن ، و معارضة أعياها الحرمان ، لا ترى إلا ما كان أسودا حالكا .. إلا أن ذلك الاستقطاب شكل دائما ثنائية سياسية تعمل بشكل إيجابي من أجل خلق ديمقراطية ناضجة في بلد عربي أفريقي و لو بوتيرة بطيئة .

اليوم و نحن في منتصف المأمورية الأولى للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، فقد آل المشهد السياسي إلى تقلبات في الطرح و كفر بقدسية العهد و الانضباط الحزبي، و إلى انقلابات على المبادئ يصعب معها التنبؤ بما يختمر في وجدان ساسة هذا البلد .

والسياسة في النهاية فن الممكن و لعبة المصالح لا دروسا في الأخلاق.

و إن كان قادة الموالاة يتبجحون بالأخلاق، و يغلفون كل عمل ميداني بها، بغض النظر عن مدى جدوائيته أو حجم مردوديته، وهم في ذلك يغفلون عن قمع السلطات الأمنية من حين لآخر للمطالبين ببعض حقوقهم، و يتناسون حاجة المواطن إلى الماء و الغذاء و الدواء في كل خرجة إعلامية لهم .

لقد رفع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز خلال مأموريتيه شعار تجديد الطبقة السياسية، و ظل في صراع محموم مع المعارضة التقليدية التي أتعبت قبله كل حكام البلد .

ولكنه في النهاية تمكن من انهاكها دون أن يخلق بديلا مقنعا .. و جاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لينفذ فيها عملية الموت الرحيم برضاها ( لقاءات، تعيينات، اكراميات، علاجات .....) قبل أن تتجدد الطبقة السياسية التي بشر بها صنوه، و إن كانت وسائط التواصل الاجتماعي تشهد مخاضا متسارعا ينبئ عن تشكل رأي عام يتمدد أفقيا .. يرفض الظلم .. يناصر القضايا العادلة، و يسمو على الأطر الضيقة و المقاربات النفعية الأنانية ..

لذا تبدو دفاعات الموالاة قليلة و ضعيفة أمام الكم الهائل من الحقائق التي تعج بها صفحات المدونين .

و لقد شكل ثناء رموز المعارضة التقليدية على النظام الحالي مفاجأة لأنصارهم الذين لا يرون فيه إلا تحويرا و تدويرا لنظامي ولد عبد العزيز و ولد الطايع المثيرين ...

إن رضى الرموز دون الاتباع يشي بخلل يضع المصداقية على المحك، و يجعل القيمة السياسية في مهب الريح .

الحسن ولد محمد الشيخ

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016