الصفحة الأساسية > الأخبار > بدر الدين ... أيقونة العمل الثوري في موريتانيا / إسلمو ولد آحمد سالم

بدر الدين ... أيقونة العمل الثوري في موريتانيا / إسلمو ولد آحمد سالم

الاثنين 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2020  01:50

إسلمو ولد آحمد سالم

كنت قد برمجت أن أحضر أي ندوة تأببنية للراحل محمد المصطغى ولد بدر الدين ، لأسباب ، أولها أنه فقيد أمة و مجتمع ، و ثانيها للمكانة التي يحتلها في كل محبي موريتانيا و المؤمنين بمعركة وحدتها و بنائها كقضية ، و وثالثها أنه فقيد مقاطعة مقطع لحجار و أحد ثوارها الذين رسموا طريق الرفض و النضال في أجيالها المتتالية ، و جعلوا منها نموذج في الإيمان بالدولة ، و توالت من بعدهم أفواج من الطلاب و الموظفين المتميزين غرست صورة مشرقة للمقاطعة في أخيلة الموريتانيين ..

لقد تم التأبين و لم تتم دعوتي ، و كنت قد أوصبت أكثر من جهة أن تسعى لإبلاغي، عندما يتم تنظيمها ، لكن قدر الله و ما شاء فعل .. الحديث عن الفقيد محمد المصطفى ولد بدر الدين هو بمثابة الحديث عن تاريخ الأمة الموريتانية والتجربة الثورية العميقة للشعب، و حلقات مضيئة من سيرة حياة رجل كرس كل حياة لرؤيته و الدفاع عن قناعاته . إنه حديث عن تحديات الشموخ و الثبات و الأصالة، عن رجل جاب السجون و الساحات و المنابر مدافعاً عن حقوق الموريتانين، لا يميز في ذلك بين لون و شريحة و طبقة ، عرفته كل ساحات النضال بقوته وبصلابته، وبإصراره، وبعطائه الذي لا ينضب، و بإيمانه بوحدة هذا الشعب .

عندما كانت الأيدي تمتد للكادحين كنت بعد طفلا ، لكن الرجل كان ملء المسامع ، و كانت القصص تزاحم مسامعنا عن بطولاته و رفاقه ، و لقد أريد له أن يكون بدرا على أرض الشاي الأخضر ، لكنه أطل على بلاد النخلة و السنبلة و الزورق و المحراث و الإكاف و الرحل و اللثام و الطربوش ، و حمل هم كل هذا التنوع الثقافي ، ليجعل من شبابه شعلة تضيء طريق التحول و تذيب الفوارق و تبني اللحمة ...

محمد المصطفى ولد بدر الدين هو رمز الممانعة ، قائد الثائرين و القائد الثائر ، و الكادح الرافض ، صوت المهمشين ، الأديب الشاعر الأريب.. هو قدوة لكل مؤمن بالثورة و كل أبي همام لا يتوانى عن دفع ظلم ، و لا يتورى عن صاحب حاجة .. لقد ثلمت مقاطعة مقطع لحجار في رجالاتها الأقوياء الوطنيين المؤثرين ، و ثلمت موريتانيا في جيلها الذي أسس لثوابتها و ثقافتها و وحدتها الترابية و الاجتماعية .. أعزي جيلا كاملا من موريتانيا كان محمد المصطفى لهم رمزا ، و قرى و مجتمعات كان لها ملهما ، و أمة كان أحد ركائزها ..

أعزى رفوف الكتب المتزاحمة في مكتبته ،و الآي و الذكر التي تآلفت معه من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه ، و شلالات القوافي المتدفقه بين ثناياه، و اللغة السهلة المنسابة رقراقة إلى المسامع، و الصوت الجازم المفحم على مقاعد البرلمان ، و الخطاب القوى المزلزل لكيانات الظلم في المهرجانات، و جواهر القول البليغ و الثقافة الأصيلة الطافحة، المضمخة بلآلئ لعكل و صدق آفطوط..

رحم الله محمد المصطفى فقد كان مدرسة ارتوت منها أنفس و رتعت فيها أجيال .. و إنا لله وإنا إليه راجعون

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016