لعصابه: الحمى النزيفية تعود فهل البنية الصحية جاهزة؟

ضربت الحمى النزيفية في نهاية شهر سبتمبر 2015 ولاية لعصابه وظهرت حالات منها في كل المقاطعات وقضت في غضون شهرين على 15 من المصابين من الحالات فقط التي دخلت مركز الاستطباب بكيفه أي ما نسبته 90% من الحالات المؤكدة ،و على مستوى الإصابات التي لم تبلغ المستشفى الله وحده أعلم بما زهقت من أرواح .

وقد كانت وكالة كيفه للأنباء سباقة إلى نشر أخبار المرض عندما تناولت وجود حمى غامضة قتلت عدة أشخاص في قرية دار ولد الطالب القريبة من مدينة كيفه في 25 سبتمبر 2016.

وقد أنكرت السلطات الصحية يومئذ كونها الحمى النزيفية لتتراجع بعد ذلك بأيام وتذعن للواقع المؤلم.

وقد انتشر الهلع يومها بين السكان الذين صدموا بعجز السلطات العمومية عن مواجهة المرض وغياب أي تدابير استعجالية ناجعة فاضطر السكان إلى الإحجام عن شرب لبن مواشيهم وفروا إلى المدن وتعكرت راحة الخريف واستعجل القادمون من انواكشوط،، ورغم ما بذله الأطباء في مستشفى كيفه من جهد وهم في مربع الخطر فإنهم كانوا عزلا من الوسائل والأدوية الضرورية الفعالة فاقتصر العلاج على المضاعفات الجانبية.

وبقدرة الله زال فصل المطر وهبت رياح أكتوبر الحارة فمات الفيروس وغابت ذلك المرض الفتاك.

يأتي الخريف هذه المرة وهو موسم هذا المرض ولم تحرك السلطات الصحية ولا البيطرية ساكنا لتجنب تكرار ظهور الوباء

،ثم ظهر وبدأ يزهق الأوراح في بيئة صحية أنهكتها مخلفات وباء كورونا الذي مازال هو أيضا نشطا فهل استفادت هذه السطات من الضربة الموجعة للمرض سنة 2015 وبالتالي هي اليوم جاهزة للمواجهة.؟

لا يعتقد أحد ذلك تأسيسا على مسألة واحدة فخلال ذلك العام لا توجد لدى المصالح الصحية بالولاية حتى أداة للكشف عن المرض وتمر 5 أعوام بعد ذلك وهذه السلطات عاجزة أيضا عن ذلك ؛ فهي اليوم مرغمة على انتظار نتائج الفحوص التي ترسل عبر السيارات في الأكياس المبردة.؟

أم سننتظر هذه المرة أيضا الخلاص على يد رياح "ألاوه" الحارة ؟