لم يكن ليقدر لقضية ضرائب روتينية ان تشغل هذا الحيز من اهتمامات الرأي العام لكل هذا الوقت وعبر كل هذه الوسائل لوكانت متعلقة بشخص آخر غير بوعماتو وفي زمن نظام آخر غير نظام محمد ولد عبد العزيز...
و لو كانت في سياق آخر غير السياق الموريتاني المشخصن إعلاميا وسياسيا وتجاريا وسلطويا... ورغم كل ما قيل ويقال ما يزال الموضوع يراوح مكانه وما تزال هنالك اسئلة محيرة دون اجوبة شافية... فلما ذا مثلا يحول الموضوع من قضية ضرائب روتنينية إلي قضية سياسية كبري ؟ ولماذا ينجر (الطرف الآخر) مهما كان ومن كان وراء مزايدات غير محسوبة العواقب؟ وهل يعقل ان يصدر غثيان المواقف هذا عن معظم احزاب وهيئات وشخصيات بلاد المنكب البرزخي المرتهنة السائبة الضائعة بهذه الضراوة وبهذه السرعة؟ أليست هنالك قضايا اخري اكثر الحاحا واكثر حيوية واكثر اهمية ؟
لماذا تدفع مؤسسات الجمهورية نحو مطبات اقصائية ظالمة في معالجاتها لموضوع كان بإمكانها ان تعالجه بمهنية وأخلاقية تضمن بقاء قسم مهم من الرأي العام إلي جانبها؟ ولماذا يتحدث كل الناس عن الموضوع إلا محمد ولد بوعماتو الذي هو الموضوع؟ وهل يكون الموضوع برمته خرج من عقال المنطق ومن سلطة الدولة وسلطة بوعماتو واصبح موضوع اشاعات وسجال سياسي واصبح بوعماتو وعزيز من ضحاياه واصبحوا مسيرين بالريمنت كونترول والاشاعات المغرضة ؟ وهل هي محاولة لاحتواء الرجلين من خلال تفتيت ثروة احدهما وتبديد سلطة الآخر ؟ وما ذا تكسب موريتانيا في النهاية؟ وما هي اجندات المتكلمين وحساباتهم المعلنة وغير المعلنة؟ ولأي هدف تقرع اجراس الصراع بين مراكش والطويلة؟
لا أجد جوابا اركن إليه عن كل هذه الاسئلة ولا أجد مبررا لكل هذه "العذيطات" الاعلامية والسياسية المافيوية الشعبوية ولا أجد مبررا لتضخيم قضية ما كان لها ان تكون لو تحلي الجميع بالرزانة والمسؤولية ووضع المصلحة الوطنية فوق المصالح الشخصية وفوق كل اعتبار.
سلامي ولد خبوزي للرأي المستنير