تُواصِل محاظر "قرية الشفاء" تحفيظ القرآن وتدريس مختلف العلوم اللغوية والشرعية، مستفيدة من تاريخ طويل وتجربة رائعة تعود إلى قرابة قرنين من العطاء، وفي جولة لها في ال 22 يوليو 2020 سجلت وكالة كيفه للأنباء في هذا الحي 12 محظرة يدرس بها العشرات، وفيما يلي نقدم لمحة عن أمهات هذه القلاع العلمية :

1- محظرة الصغير ولد أحمد

أولا: نبذة عن مؤسسها

هو القارئ والفقيه اللغوي اللامع الصغير ولد محمد بن المصطفى بن أحمد التاكاطي ولد حوالي سنة 1890م في أفله حيث مضارب أهله .

حفظ القرآن وهو في السابعة من عمره ، ثم درس بعض المتون في علوم القرآن على شيخه وابن عمه امحمد بن أجوها ، ثم انتقل إلى الحوض الشرقي حيث محظرة أهل الإمام فمكث عندهم حتى نال سندهم في قراءة الإمام نافع ، ثم انتقل إلى محاظر اركيبه والكبلة حتى تضلع في علوم الفقه واللغة .

ثانيا: تاريخ تأسيس المحظرة

بعد أن أكمل دراسته ورجع إلى أهله في أفله أسس محظرته وذلك حوالي سنة 1935م فبدأ الطلاب تأتونها من كل حدب وصوب من داخل البلاد وخارجها .

وكان طلابه لكثرتهم واجلالهم له إذا كان يوم الرحيل وكانت المسافة غير بعيدة يحملون خيمته مبنية بكل ما لها من ركائز وأوتاد وغير ذلك حتى يقيموها في المنزل الجديد .

وقد تخرج من هذه المحظرة خلق كثير نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر سيد محمد الأخظر ومحمد فال ولد القاسم ... إلخ

ثالثا: وفاته

توفي رحمه الله حوالي سنة 1960بعد أن عاش حوالي سبعين سنة أفناها في طلب العلم وبثه .

رابعا: شيخ المحظرة الحالي

هو محمد شعيب بن سيدينا

2- محظرة محمد فال ولد القاسم

أولا: نبذة عن مؤسسها

هو القارئ المقرئ محمد فال بن القاسم بن محمد فال بن سيد بكر بن عثمان التاكاطي ولد سنة 1935م في مضارب أهله حفظ القرآن الكريم في محظرة أهله وكان رحمه الله معروفا بإتقان القرآن الكريم ، وقد أجازه بن عمه الصغير بن احمد في قراءة الإمام نافع فقال له : " لا تشغلنك علوم القرآن عن الفقه" فذهب إلى محاظر اركيبه وتكانت والحوضين حتى أتقن علوم الفقه وقد شهد له الإمام بداه بأنه لم ير أحدا قط أعلم بعلوم القرآن منه .

ثانيا: تاريخ تأسيس المحظرة

بعد نهل من شتى العلوم المحظرية رجع إلى حيث أهله ليؤسس إحدى أشهر وأنفع محاظر أهل التاكاطي ، بل محاظر المنطقة كلها ، ليتقاطر عليه الطلاب من كل أنحاء المعمورة من عرب وزنوج وقد اشتهرت بيوتهم الكثيرة التي بنوها من الحطب والقش في جواره ب "محامل لكور" وقد أجاز رحمه الله كثيرا من الطلبة من بينهم حفيده محمد عبد الله بن عبد الوهاب إمام جامع التوحيد في قرية الشفاء

ثالثا: وفاته

في يوم الاثنين بعد أن صلى بالناس العصر وجلس يقرأ عليهم ـ كعادته ـ من كتاب تفسير القرآن ، وبجانبه أحد طلابه ناوله الكتاب ثم ما لبث أن أغمي عليه فحمل إلى منزله ثم إلى مستشفى مدينة كيفه ولم يزل فيه حتى صعدت روحه إلى باريها ، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 22/05/2001م ودفن في قرية الشفاء تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته .

رابعا: شيخ المحظرة الحالي

هو محمد محمود بن محمد فال بن القاسم

3- محظرة امحمد ولد محمد (أجوها)

أولا: نبذة عن مؤسسها

هو القارئ المقرئ والفقيه المتقن امحمد ولد محمد (أجوها) بن سيد المختار بن عثمان بن اعلي التاكاطي ولد في الربع الأخير من القرن التاسع عسر الميلادي في ضواحي تامشكط ، ولم يهتم في بداية عمره بالدراسة حتى بلغ السن الخامس عشر من عمره لا يعلم شيئا ، فأقبل بعد ذلك على طلب العلم بعد أن عيرته إحدى نساء الحي بالجهل فحفظ القرآن في زمن قياسي في محظرة ابن عمه محمد الأخظر ، ثم انتقل إلى غيرها من محاظر الحوضين وأركيبه حتى أتقن علوم القرآن والفقه واللغة .

ثانيا: تاريخ تأسيس المحظرة

بعد أن أمضى امحمد بن أجوها في محظرة أهل الإمام سبع سنوات ، وبعد أن استحق الإجازة ولم يعد في محظرة شيخه ما ليس عنده استأذنه في الرحيل إلى أهله فحاول شيخه ثنيه عن قصده ، وأغراه بكل ما عنده ، فأبى إلا الرحيل فأجازه ثم سافر معه أياما يودعه، وبعد أن وصل امحمد إلى دوحته أصبح صاحب المحظرة الأشهر في محيطه وذلك حوالي سنة 1920م وكان بينه وبين ابن عمه الصغير بن احمد عهد وهو أن امحمد يتولى تحفيظ الطلاب القرآن ويتولى الصغير إجازة من يستحق ذلك منهم .

ثالثا: وفاته

توفي امحمد حوالي 1965م وذلك يوم السبت بعد أن أحس بحمى خفيفة وكان وقتها يملي على طلبته فأحس بضيق تنفس فنادى ابنه الأكبر محمد الأمين قائلا له : "أكمل للطلبة دروسهم..." وما لبث بعد ذلك إلا ساعات حتى اسلم الروح باريها رحمه الله فكأنه بانتدابه ابنه محمد الأمين ليملي على الطلاب يكلفه بحمل رسالة التدريس من بعده

رابعا: شيخ المحظرة الحالية

هو محمد الأمين بن امحمد بن محمد (أجوها )