الصفحة الأساسية > الأخبار > مبادرة مسعود: فرصة أخرى في طريقها إلى الضياع

مبادرة مسعود: فرصة أخرى في طريقها إلى الضياع

الأحد 10 شباط (فبراير) 2013  01:17

يستعد الرئيس مسعود ولد بولخير للإعلان بصفة رسمية عن مبادرته يوم غد، على أمل جمع مختلف الفاعلين حول طاولة واحدة للبحث عن مخرج للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سنة 2008. ومع أم مختلف الأطراف سبق وأن أعلنت موقفها –قبولا وتفهما ورفضا- من المبادرة، إلا أن زعيم التحالف الشعبي مصر فيما يبدو على المضي قدما في المراهنة على "الحس الوطني للفاعلين" لوضع حد لنهج التحدي المتبع من طرف بعض الأطراف والذي "قاد إلى مسلسل من الفرص التي أدت إضاعتها إلى تعقيد الوضع المعيش اليوم".

عبر محاولته لجمع الفاعلين يسعى ولد بولخير إلى دفعهم نحو "بناء جبهة داخلية صلبة، ذات مصداقية لمواجهة الأخطار الخارجية التي تهدد وطننا" من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات توافق عريض ستعتبر –من وجهة نظره- "ثاني تجل تاريخي لإرادة الموريتانيين في تجاوز فوارقهم وخلافاتهم، باعتبار أن التجلي الأول كان ذلك الذي قاد إلى الانعتاق من الاستعمار سنة 1960".

يسعى ولد بولخير إذا إلى نوع من "إعادة التأسيس" يتطلب درجة عالية من الشعور بالمسؤولية والاحساس بالتضحية، غير أنه يصطدم ومنذ اللحظة الأولى بالرفض العلني والصريح لأهم محاور مخططه الرامي إلى "التحصين الدائم للبلد وسكانه من أخطار الفوضى العارمة وضمان تنظيم وسير الانتخابات المقبلة بمشاركة الجميع"، الذي ليس شيئا آخر سوى "الحكومة التوافقية ذات الصلاحيات الواسعة" من طرف الرئيس عزيز الذي يعتبرها "فكرة متجاوزة وغير عملية". فلماذا إذا يصر رئيس الجمعية الوطنية على طرح مبادرة حكم عليها مسبقا بالفشل؟

قد لا تكون هناك أوهام كبيرة لدى الرئيس مسعود بتوفر كل أسباب النجاح لمبادرته، غير أن حيويتها بالنسبة لاستقرار البلاد وتوطيد ديمقراطيتها بالاضافة إلى أهمية القطب السياسي والاجتماعي والمدني الذي تشكل حولها، كلها دوافع تشجع على طرح المبادرة لتبقى "العلاقة الخاصة" التي تربط مسعود بعزيز هي الأكثر حسما في النتائج المنتظرة. ذلك أنه رغم التحفظات التي أبدتها بعض أطراف المنسقية، فإنه لا شيء يدفع إلى الاعتقاد بأن هذه الأخيرة قد تشكل عقبة أمام أي حد أدنى من التفاهم يمكن التوصل إليه وإن كان من غير الوارد الجزم بجاهزيتها للتخلي عن "حوار إضافي" ترفضه المعاهدة ويعلن عزيز الاستعداد له.

غير أنه لا شيء أيضا –باستثناء تسريبات حول استعداد عزيز لاتخاذ إجراءات تخدم المبادرة- يشير إلى بروز إرادة جدية لدى السلطة للتجاوب مع أجندة مسعود، نظرا لتصادمها المباشر مع أجندة لدى عزيز تركز على الإصرار على إبعاد المعارضة عن تسيير الشأن العام واستمرار تأجيل الانتخابات لغاية نضج ظروف تنظيمها بطريقة متحكم فيها.

وإذا ما تذكرنا طبيعة العلاقة المضطربة بين الرئيسين عزيز ومسعود منذ انطلاقة الحوار بينهما، فلن نجد تنازلات جوهرية استطاع الأخير الحصول عليها من الأول لكننا أيضا سنلاحظ حرص الأول على عدم التفريط في العلاقة مع الأخير وعلى الإبقاء على "شعرة معاوية" رابطة بينهما. فهل سيعني ذلك أن تلك الشعرة باتت مهددة وأننا مقبلون على عملية إعادة تشكل للخريطة السياسية قد تفقد فيها الأغلبية الرئاسية بعض أهم القوى المشكلة لها والتي تقف حاليا إلى جانب مبادرة ولد بولخير؟

سيتعلق الأمر بنوعية المؤشرات التي سيعتمدها الرئيس مسعود لقياس مدى نجاح مبادرته: فهل ستعتبر ناجحة بالنسبة له فقط حين تسفر عن حوار جامع وحكومة خلاص وطني؟ أم حين تمنحه الغطاء السياسي لإعادة تقييم علاقاته بالسلطة؟ أم أنها لن تكون ناجحة إلا حين تمنح شهادة ميلاد لقطب سياسي جديد يحتل المنطقة الوسطى ما بين السلطة ومنسقية المعارضة؟

اقلام

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016