5 أیاما بعد الانقلاب نظم الرئیس اعل ولد محمد فال أول مؤتمر صحفي للمجلس العسكري للعدالة والدیمقراطیة بالقصر الرئاسي، كنت من الصحفیین الحاضرین ممثلا لأخبار نواكشوط قال الرئیس انه سیتحدث بالفرنسیة فطلبت منه العدول عن ذلك فاستجاب.

2006 كنت حینها المستشار الإعلامي للجنة الوطنیة الوطنیة المستقلة للانتخابات ورافقت رئیس لجنة الانتخابات الموقر الشیخ سید احمد ولد بابا مین في جولة إلى الولایات الشرقیة و الضفة للتواصل مع هیئات اللجنة، وعلى مقربة من تمبدغة أبلغني احد النواب هاتفیا بلقائه قبل قلیل برئیس المجلس العسكري اعل ولد محمد فال وأن الأخیر أشار إلیه بضرورة تبني ودعم خیار سیاسي معین، أبلغت الرئیس على الفور فاستغرب ولم یصدق وطلب على الفور من السائق التوقف توقفت سیارات الموكب وصعد تلة جنب الطریق و اتصل بالرئیس الذي فتح الخط و انقطعت المكالمة لضعف التغطیة وباءت كل محاولات الاتصال اللاحقة بالفشل.

ولأن الاتصال ملح و تغطیة الشبكة ضعیفة اقترحت على الرئیس الشیخ سید احمد الاتصال بهاتفي المتواضع من نوع موتورولا 6000 اوقیة حتى لا یكون لنوعیة هاتف "السامسینغ" المتطور الذي یستخدمه تأثیر علي جودة الاتصال ،أعاد الاتصال من هاتفي وأكمل المكالمة وسلمني الهاتف قائلا هاك هذا الهاتف المعجزة ومنذ تلك اللحظة وهو یسمیه كذلك.

قال لي الرئیس ولد بابا مین وكان غاضبا إنه جدد التأكید للرئیس على وجوب احترام الحیاد وسهر اللجنة على ضمان الاضطلاع به وان الرئیس جدد له حیاد المجلس وارجع الشائعات إلى أن اغلب الذین یستقبلهم یطلبون منه تحدید الجهة التي یدعمها المجلس العسكري وهوما یرفض توضیحه لهم ویؤكد وقوفه على الحیاد بین مختلف الفرقاء.

2009 أثناء التحضیر للانتخابات الرئاسیة بعث الي الرئیس المترشح اعل أحد المقربین مني ومنه مقترحا رئاستي اللجنة الإعلامیة فرحبت بالاهتمام واعتذرت لارتباطات مهنیة.

وبعد طلبنا في النقابة لقاء كل المترشحین لتقدیم العریضة المطلبیة للصحفیین كان أول مستجیب للطلب من المترشحین الرئیس المترشح اعل ولد محمد فال ودعاني وزملائي بالمكتب التنفیذي لمأدبة إفطار بالمنزل بالمناسبة وحینما جلست بجانبه لتقدیم العریضة قال بأدب ... اسخر إلاه كافیك ذمن لهروب منا.

أشهرا قبل وفاته التقیته صدفة بمطار الدار البیضاء وكان حدیث صریح عن محاولة الانقلاب الفاشلة تركیا وعن الإسلامیین وغیاب ثقافة الاحتجاج النقد لدى الموریتانیین حیال الخدمات المقدمة لهم ....

بعد وفاته التي تصادف الیوم، 5 مایو، زرت رفقة زملاء إعلامیین أسرة الراحل كانت أم كلثوم أرملة الرئیس الرزینة الواثقة الصبورة تؤكد خصاله وصبره وحسه الوطني وكیف قرر قیادة المرحلة الانتقالیة بمقاربة بعیدة من الانتقام والإساءة وكیف صفح عن كل الذین ظلوا ینتقدونه ویشون به ، وذات مرة تقول، اقبل علیه احد منتقدیه وقال باریحیة وصراحة صدقني لقد كنت اعتاش بالإساءة إلیك لدى السلطة فاعذرني فتبسم الراحل اعل وقال سامحك االله والسماح من بعدك لكل من ارتكب بحقي ذلك، إنني جد متفهم وصبور و لا أحاسب الأشخاص على الانتقادات التي یقومون بها مضطرین غیر مقتنعین أو التي قد تدفعهم إلیها ظروف لا یتحملون صبرها.

رحم االله الرئیس اعل ولد محمد فال