تؤكد مديرة مكتبة رياح الجنوب اعرق مكتبات العاصمة انواكشوط ان كتاب "موريتانيا الامل الخائب – 2006 – 2008 – ديمقراطية بلا افق " رغم عرضه في النصف الاخير من السنة المنصرمة استقطب اهتماما كبيرا ومتزايدا، وان نسخه تحجز حتي قبل عرضه ويباع المعروض منها بصورة كبيرة وبشكل تصاعدي دفع المكتبة إلي استيراد طلبيات مستمرة من الكتاب الصادر عن دار "الارمتان" الباريسية العريقة في طبعة فرنسية انيقة.

وحسب متابعين ثقافيين محليين اطلعوا على الكتاب وانا من بينهم يعود مصدر الاقبال على الكتاب إلي اهمية ووضوح رؤي مؤلفه وشجاعته الثقافية ونزاهته الفكرية، فالرجل فتح علبة "بانادور" الديبلوماسية الموريتانية من خلال تجربة رائدة طبعت مسارا ديبلوماسيا مهنيا مميزا من كل المواقع وبكل المقاييس. لقد استطاع الديبلوماسي السفير و الوزير السابق محمد السالك ولد محمد الامين تشخيص الموجود واستشراف الموعود ووثق بعمله هذا حقبة كانت آمال الموريتانيين خلالها تتجه إلي احداث القطيعة التامة مع الانظمة الانقلابية الاحادية وكان منصبا على ارساء حكامة ديمقراطية تعددية تضمن تداول السلطة والتناوب على دفة الحكم عبر صناديق الاقتراع.

وكان المؤلف خلال تلك المرحلة وربما قبلها وبعدها من رواد بعث وخلق ديبلوماسية موريتانية جديدة تساهم في رسم ملامح مشرقة لموريتانيا وتسوق صورتها الناصعة كبلد ديمقراطي منفتح مستقر متصالح مع ذاته ومع حقائقه العميقة داخليا ومع محيطه الاقليمي والدولي جانح للعب دور ديناميكي معقلن وممنهج في حركة المجتمع الدولي نحو التكامل والرقي والتقدم.

وما يميز ولد محمد الامين هو انه استطاع من خلال ممارسة العمل الديبلوماسي من كل المواقع تحديد مكامن الاختلالات الديبلوماسية الكبرى ووضع التصورات والبرامج لتجاوزها ما وسعه ذلك خلال ربيع الديمقراطية 2006 – 2008.

لقد جازف الرجل رغم كل الاكراهات وحاول اخراج العمل الديبلوماسي من مراكده الآسنة إلي آفاق الابداع والعطاء وحرص بعد وأد مشروع حداثي كان احد ابرز منفذيه ان يسجل تجربته ويضعها تعت تصرف الاجيال الموريتانية اسهاما في خلق التراكم الفكري الضروري وإيمانا بأن التغيير عمل مستمر يرتكز على سلسلة من التراكمات يفضي بعضها إلي بعض لتصب في مجري التحول المنشود الموعود... لقد نجح المؤلف في إيصال عصارة تجربته المستمرة ونجح الكتاب وانتشر رغم نقيق بعض ضفادع العهود الاحادية المتعطشة إلي الدسائس والسباحة في المياه الشعبوية الآسنة التي تجاوزتها الوقائع والاحداث... فكل تلك الحشر جات الجانبية شكلت دعاية للكتاب ولمؤلفه واصبح بالفعل كتاب 2012 وقد يصبح كتاب 2013 ولا يستغرب ان تلاحقه جائزة شنقيط في طبعتها القادمة لكن بعض قراء العربية ينتظرون بفارغ الصبر طبعته العربية المتوقعة والتي يمكن ان تتوسع لنشر ملاحق خاصة بالآراء والافكار التي عبرت عنها مجموعة كبيرة من كبار مثقفي البلاد وشخصياتها المرموقة التي احتضنت المؤلف وتبنت الكتاب.

سيد احمد ولد محمود