الصفحة الأساسية > الأخبار > عين على العالم بعد كورونا / الحسن محمد الشيخ

عين على العالم بعد كورونا / الحسن محمد الشيخ

الجمعة 10 نيسان (أبريل) 2020  07:47

قبل هذا القرن كانت شرارة الحرب تشكل بداية تغيير موازين القوة مهما يكن سببها و وجاهته أو تفاهته ، إلا أن الأحداث بعدها قد تنسي فيه. أما جائحة كورونا و الظاهر من حالها أنها حرب ضد البشرية فسيكون تضرر القوى العظمى (أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية) منها أكبر ؛ مما قد يجعل الفرصة سانحة لتصدر دول كانت صاعدة أو حتى أخرى كانت بلا نفوذ .

لقد شكل انتصار الصين -حتى اللحظة- على المارد المتخفي أملا وقشة تتعلق بها الكثير من البلدان، و كانت تجربتهم مفيدة للهيئات العاملة في المجال .

و هذا ما حدا بالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية و وزير خارجية إثيوبيا الأسبق السيد تيدروس غيبروسوس أن ينصح بمقاربات شبيهة بتلك التي أنقذت الصين التنين ، و هو عذر و موجة ركبها الرئيس الأمريكي ورجل الأعمال دونالد ترامب فلوح بقطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية المعني الأول بمحاربة كوفيد19 و غيره من الأمراض متهما إياها بالانحياز للصين ؛ مما يفسر بجلاء أننا في معمعان حرب عالمية ثالثة ، سلاحها بيولوجي بامتياز .

و حين تفقد هذه المنظمة القدرة على الانتصار يمكن اعتبارها الشهيد الأول، مع احتمال سقوط الثاني قريبا، و الذي جرح في بداية المعركة؛ ألا و هو المنظمة العالمية للأغذية و الزراعة (الفاو) .

و بسقوط هاتين الهيئتين التابعتين للأمم المتحدة و مع سياسة الإغلاق و الانغلاق التي تلتزم بها معظم الدول، ربما يدخل النظام العالمي الحالي بداية الإنهيار ، فيفتك فيروس كورونا بالبشرية مخلفا الكثير من الضحايا ، و تتفشى المجاعة و بعض الأوبئة المصاحبة، و تتهاوى الأنظمة الإقتصادية الكبرى و الأنظمة السياسية المنبثقة عنها مباشرة، و تحل الفوضى في العالم بأسره؛ من قبيل القرصنة والسلب و الاجتياح ، و تتوقف معظم الشركات الأجنبية العاملة في مجال التعدين .

و حين يتم القضاء على البلاء قد نكون أمام عالم جديد تغيب فيه ممالك أوروبية عتيدة و تستأسد فيه بعض البلدان الآسيوية و الأفريقية اقتصاديا و سياسيا ، و ربما يكون عقد الولايات المتحدة الأمريكية قد انفرط و شمس روسيا أفلت . عندها -لا محالة- سيتم إنشاء منظمة دولية جديدة تقوم على أنقاض هيئة الأمم المتحدة الثكلى و الجريحة و التي فشلت في تحقيق أهدافها خلال عقود خلت.. هذه المنظمة ستكون أكثر واقعية و عدالة من سابقتها ...

إن هذا التشكل يفرض على بلادنا أن تسرع في حجز مكان غير متأخر في التنظيم الدولي الجديد الذي ستطبعه الاخلاق و قيم التعاون أكثر من عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية .. سيكون عالما سلاحه الماء و الغذاء و ستضعف فيه أو تختفي قوة عملات اليوم (النفط و الغاز) .

لذا فإنه من الضروري أن تعيد حكومتنا ترتيب أولوياتها انطلاقا من الموقع الجغرافي للبلاد (الجيوستراتيجي) و بما يتماشى مع متطلبات النظام العالمي الجديد ، فتركز على الاستثمار "الحقيقي" في التعليم و في الزراعة و الصيد حتى تكون بلادنا قادرة على المنافسة في الوقت الذي توفر فيه أمنا غذائيا و نفسيا للمواطن .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016