الصفحة الأساسية > الأخبار > التعليم: ثنائية الإصلاح والفساد حالة مفروضة على الشعب أم اختيار ؟

التعليم: ثنائية الإصلاح والفساد حالة مفروضة على الشعب أم اختيار ؟

الثلاثاء 10 آذار (مارس) 2020  11:37

سيد محمد ولد احمدو ولد الشيخ

أود في البداية أن أقدم توطئة تأصل الموضوع وتضعه في مرمى التحليل الأبستمولوجي الدقيق لوضعية التعليم. إن فهم حالة التعليم في الوقت الراهن تعتمد على فهم الواقع التعليمي كما هو. انطلاقا من واقع التعليم ذاته والمحيط البيئي والسوسيولوجي الذي يحتضنه .وتطوره الزمني في سياق الفعل السياسي والإداري والمالي والتربوي .والخصوصية الحضارية والهوية التي نريد صناعتها . في زمن الخيارات الصعبة, والتي لا تعطي فرصة للتفكير والتأمل في واقع ومستقبل التعليم. بل تسمح بالخيارات السهلة الارتجالية, والتسرع والبيروقراطية المميتة. التي جعلت التعليم يوصف في أرض المنارة والرباط بالفساد واليبوسة. وكأن البيئة العلمية والتعليمية ضربها جفاف ماحق. يدفع هذا الشعب الأبي الأصيل, إلى الموت العلمي البطيء, هذا الوضع المزري للتعليم كان نتيجة لتسيير غامض مازال عصيا على الفهم العلمي. إن واقع التعليم أصبح يترنح بين الفساد ووهم الإصلاح. إصلاح الفساد وفساد الإصلاح من 1960 إلى غاية 2019.فما العمل؟.

العمل علينا أن ندرك أهمية تصحيح البداية.فهنالك لحظة تاريخية في حكم البلد في الوقت الراهن وهي أن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أكاديمي إلى حد بعيد في المجال المعرفي و العلمي. خبرة وتكوينا وتجربة.ونظرا لمكانته العلمية وتمكنه من فهم التراث والحداثة إلى درجة الإنتاج المعرفي. أصبح للمثل العربي ( تحدث من حيث تسمع ) أرضية وأذن صاغية وواعية. وبالتالي أصبح من الممكن طرح السؤال التالي من المسؤول عن التعليم ؟ الإجابة الارتجالية المتسرعة ترى أن التعليم مسؤولية الجميع ولكن هذا الحكم يحمل عائقا ابستملوجيا يجعل التعليم خارج دائرة المسؤولية الفردية المحددة قانونيا وتربويا والتي تسمح بالمسائلة . صحيح أن التعليم مسؤولية الجميع ولكن في مستوى من مستويات العمل الميداني المحدد الذي يلتقي فيه :( الآباء والمجتمع المدني والفاعلين والخيرين) ولكن ليس على مستوى القرار والمسؤولية العامة للتعليم . فأصل المسؤولية عن التعليم في أرض المنارة والرباط كدولة ديمقراطية هو الشعب الموريتاني ولكن عن طريق صناديق الاقتراع المباشر أنتخب الشعب رئيسا للدولة وحمله مسؤولية التعليم ومنحه صلاحيات مطلقة و انتقلت سلطة الشعب ومسؤوليته عن التعليم إلى رئيس الجمهورية ووقع الطرفين الشعب والرئيس المنتخب عقد اجتماعي. يسمى البرنامج الإتخابي للرئيس وأطلق عليه فخامة الرئيس اسم أكثر دلالة وعمقا ( تعهداتي ) هذا البرنامج في جزئه المتعلق بالتعليم يعتبره فخامة الرئيس قناعة والتزام لدية هذه القناعة مؤسسة على قيم أخلاقية صلبة جذورها الصدق والأمانة والوفاء بالعهد لهذا الشعب الأبي الذي يبوح ويتألم بسبب هذا الجرح الذي أصاب تعليمه . ونظرا لجسامة التحديات الضاغطة وشح الموارد فإن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لن يهدأ له بال ولن يغمد له جفن حتى يرى تعهداته تتجلي للشعب على أرض الميدان يحس بفورية وقوة وقع الإصلاح . من هنا تصبح حلقات قيادة التعليم من رئيس الجمهورية كقائد أعلى للتعليم وحتى مدير مدرسة ابتدائية في العمق الريفي ملزم بتطبيق برنامج فخامة الرئيس في مجال التعليم لأنه يمثل إرادة الشعب ولكي يصل فخامة الرئيس إلى هذا الهدف ينبغي النظر:

إلى التعليم نظرة ابستمولوجية نقدية تعتمد على العقلانية الواقعية من خلالها نبحث عن الخطط والإستراتجيات التي تنتج التغيير المفيد والنجاعة والفاعلية على أرض الواقع حسب المتاح والممكن من الوسائل المادية والعلمية للأمة . بمعنى إرساء إدارة تعليمة حديثة تسير المصادر البشرية والمالية بشكل سليم . وتعتبر عمل المتفشية العامة للدولة والرقابة البرلمانية ومحكمة الحسابات والرقابة الشعبية, تزكية للعمل.إدارة تعليمية تستحضر في عملها اليومي اليمين الدستوري لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني .إن الفساد والتعليم خطان متوازيان لا يلتقيان وبتالي لا بد من القضاء على أحد أطراف هذه الثنائية . إما القضاء على التعليم لتنمية الفساد والتخلف أو القضاء على الفساد من أجل التعليم والتنمية والتقدم والتطور. إن التعليم في أرض المنارة والرباط لم يشهد يوما من الأيام أي شكل من أشكال الفساد منذ زمن عبد الله ابن ياسين إلى غاية 1960 والدليل على ذلك أنه تطور بشكل طبيعي ولم يجمع بين الإصلاح والفساد يوما من الأيام سواء على مستوى المعلم أو المتعلم أو المقرر أو المجتمع بل كان الجميع يعمل بشكل منسجم كفريق ليس له من هدف سوى التحصيل العلمي والتميز فيه وتثمينه والإشادة بالعلم والعلماء . هذا الجهد الشعبي الهائل حقق نتائج مذلة من أهمها :

1 ـ أن الشناقطة وجهوا رسالة للإنسانية مفادها أن التعليم ليس مرتبطا بالضرورة بالتمدن بل يمكن تحقيقه على ظهور العيس وفي طلب الانتجاع .

2 ـ المكتبات العلمية ليس بالضرورة الرجوع إليها في تحضير المادة العلمية. بل صدور الرجال مكتبات متنقلة مادتها العلمية جاهزة و لا تحتاج إلى الشموع أو الرجوع إلى المصادر والمراجع.

3 ـ تربع الشناقطة على عرش الثقافة في الوطن العربي في زمن الانحطاط الفكري والمعرفي في الوطن العربي ورفعوا راية الثقافة العربية والإسلامية خفاقة ترفرف على شمال وغرب إفريقيا والوطن العربي .

4 ـ ساهمت بعثاتهم العلمية في الخارج في إرساء دعائم المنظومات العلمية في إفريقيا والوطن العربي .

5 ـ وفي زمن الربيع الدموي ظهر للعالم أجمع أن رؤية الشناقطة للتعامل مع هذه الكارثة كانت تنطلق من فهم عميق لطبيعة النفس البشرية في فهمها للخير والشر وقدموا تفسيرا لأصل الشر واعتبروه هو الجهل والتعصب والغلو فدعوا العالم إلى العلم و السلم والوسطية والمحبة بين الشعوب .

6 ـ عرف الشناقطة بخاصية فريدة في مجال طلب العلم وهي : (ما إرد لوح ) .

إذا كانت صورة الشناقطة..... أنهم الممثلون الأوفياء للثقافة العربية الإسلامية في صفائها ... وأنهم سدنتها في قاصية ديار الإسلام . هذه الصورة تطرح السوائل الإبستملوجي الذي يطرح نفسه في الوقت الحاضر ما الذي حصل للتعليم في ظل الدولة المدنية منذ تأسيسها سنة 1960 إلى غاية 2019 ؟ هذا السؤال يجيب عليه برنامج فخامة الرئيس بكلمة واحدة وهي ضرورة إعادة التأسيس ولكنها كلمة لها ما بعدها .

وصفوة القول: تأسيسا على القراءة الدقيقة في إدراك وفهم اتجاه بوصلة رؤية فخامة الرئيس للتعليم. أننا مقبلين على قطيعة ابستمولوجة جذرية مع جميع أنواع فساد التعليم . وسوف يتم القضاء على ثنائية: (الفساد والإصلاح ) ولا يبقى سوى الإصلاح والمصلحين. ففخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد الشيخ الغزواني مصر على تأدية الأمانة وتكريس سلطة الشعب , الذي جعلته القائد الأعلى للتعليم في أرض المنارة والرباط. كيفه :

سيد محمد ولد احمدو ولد الشيخ

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016