أثار خطاب بيرام ولد إعبيد في جنيف زوبعة من ردود الفعل المنسجمة في وصف خطابه بأنه ، يرسخ الكراهية ،وينمي روح العداء والنقمة بين مكونات المجتمع ،بسبب ما يتسم به من شحن وتأجيج ، وما يرتكز عليه من مغالطات، وتوصيف دولة تتعايش فيها الأعراق والاجناس بسلام منذ أمد بعيد ،وتتطور فيها جهود السياسيين وحركات المجتمع المدني وحركات حقوق الإنسان بما فيها ميثاق لحراطين الذي يحصل على ترخيص لكل نشاطاته، وحركة إيرا نفسهاالتي تتبنى متابعة الإسترقاق في البلد والتي تحصل على تجاوب كامل مع السلطات المحلية والقضائية ،وحركة الحر ،ونجدة العبيد والالتزام الخطابي لدي السياسيين ،فكل المترشحين الأربعة في الإنتخابات الرئاسية الماضية تضمن خطابهم والتزامهم وبرامجهم السياسية تصورا للملف الإجتماعي بشكل أولوي وموسع وعملي ، وقد جسدت تعهدات الرئيس الفائز في الإنتخابات ذلك من خلال إنشاء برنامج تآزر بالسرعة والإمكانيات اللازمين، وهو بالأساس أول خطة عملية وظيفية في برنامج ولد الغزواني ،رغم الميوعة التي تحيط به في جوانبه الأخرى ، وكذلك الدعوات المتعالية من أجل تفعيل الترسانة القانونية التي تم سنها خلال الفترات المتعاقبة وبضغوط الطيف الوطني، سواء في الأيام التشاورية المفتوحة ،أو في الحوارات ،وحول تقليص الفوارق الإجتماعية ومعالجة ملفات عدم المساواة ،والتعجيل بوضع أسس عدالة إجتماعية شاملة ومحاربة مخلفات العبودية وظواهر الإسترقاق ،كل ذلك عبر جهود الموريتانيين دون تصنيف أو توصيف وفي وضح النهار وعبر وسائل الإعلام ومنابر الدولة ، ورغم أن أحدا لم يزعم أن الأمور على ما يرام وأنه لاتزال أمامنا مساحة لترقية وصون المكتسبات في الخصوص ،إلا أن هذا الخطاب تجاوز الكفر والجحود بكل ما هو موجود إلى وصم مجتمع كامل ودولة بأوصاف لايصف بها المسلم أخاها المسلم ولا يصف بها مواطن مخلص مجتمعه ولا دولته .هذا وفي إطار التفاعل دائما مع زوبعة بيرام قام بعض رواد فضاء التواصل الإجتماعي بنشر الصورة أعلاه في شكل رد مباشر عليه ،وذلك أن حكومة الفصل العنصري لا يمكن أن تتضمن هذا الكم من المجموعة التي يمارس في حقها الفصل العنصري معبيرين في نفس الوقت عن وجود مسافة كبيرة بين الفصل العنصري وبين وجود نقص في بعض المطالب السياسية الفئوية ،هذا وكان بيرام قد وصف موريتانيا بأنها دولة آبرتيد في غرب إفريقيا.

كتب المدون نور الدين ولد محمدّو

إيقاف بيرام عند حده بكشف أكاذيبه وتناقضاته وانتهازيته المادية والمعنوية وعشقه لذاته على حساب الدولة الموريتانية، ليس أبدا نكرانا لحقوق أي طبقة من طبقات مجتمع البيظان ولا مجتمع الفلان ولا السوننكي ولا الوولوفي. لكن طبقة مجتمع البيظان (أو المجتمع العربي الناطق بالحسانية) المصطلح على تسميتها بشريحة لحراطين تحديدا، طبقة طيبة، كادحة، مسالمة، ظلمها التاريخ والمجتمع كثيرا، فكان نصيبها من الحيف والظلم هو الأكبر نظرا لحجمها و طول زمن هذا الظلم وتنوع مخلفاته، ومع ذلك هناك فيئات وطبقات كثيرة أخرى ظُلمت وتُظلم إلى الْيَوْم.

فإن أقمنا دولة العدل والقسط في هذه الربوع، فسينتزع كل حرطاني وكل صانع (أمعلَّم) وكل آزناگي وكل إيگِّيو وكل نجار وكل حوات وكل امرابط وكل زاوي وكل محارب وكل مغفري...(بِظانيا كان أو فلانيا أو سونونكيا أو وولفيا) كل حقوقه بقوة القانون وسلطة الدولة الوطنية الجامعة، المانعة، لا ببذائة بيرام وعدوانيته الحاقدة. أما خطاباته المتنوعة، المتبدلة، المتلونة، المبتذَلَة، بذيئة الألفاظ، خبيثة المقاصد، المجردة من الأمانة العلمية... فلن تقطع أرضا ولن تبقي ظهرا.