الصفحة الأساسية > الأخبار > شذرات من سيرة الإمام: محمد محمود ولد ولد الصيام/بقلم عبد القادر ولد الصيام

شذرات من سيرة الإمام: محمد محمود ولد ولد الصيام/بقلم عبد القادر ولد الصيام

الخميس 12 أيلول (سبتمبر) 2019  16:30

طلب مني كثير من الاخوة الباحثين نشر سيرة لشيخنا و والدِنا الإمام: محمد محمود ولد الصيام "دده" -رحمه الله- و قد تأخر ردي كثيرا بسبب بعض المشاغل و عدم ترتيب مادة علمية يمكن نشرها ، رغم أتي كتبت -منذ فترة-مسودة لسيرة حياة الوالدة و مسيرته بعنوان: (الفوائد: مِن سيرة و مسيرة الوالد) ، و لكن لم أجد وقتا لتنقيحها و ترتيبها، و لكني اليوم-و بعد إلحاح بعض الباحثين- أنشر شذرات من سيرته لعلها تعطي نبذة عن حياته و مسيرته -سائلاً المولى عزّ و جلّ أن يغفر له و يرحمه و يتقبل منه، و أن يرحم علماءَنا و موتانا و موتى المسلمين.

أولا: التعريف به:

هو الإمام: محمد محمود (لقبه :"ددَّه" و "ممود") ولد محمدْ ولد السالك و لد محمود ولد سيدي ببكر و لد عبد الرحمان و لد ألمين و لد عبدَ الله ولد الحاج أحمد (عبد الرحمان) الصائم -الجد الجامع لعشيرة "الصيام" و أحد الحجاج الأربعة المؤسسين لمدينة وادان التاريخية سنة -٥٣٦ هجرية- على إحدى الروايتين المعروفتين.

و أمه: عائشة بنت الطالب أحمد (بَيْدَّ) بن عبدَ الله (الداهي) بن محمود بن طوير الجنة بن عبدَ الله بن أحمد الوافي بن أحمد (عبد الرحمان) الصائم -الجد الجامع لعشيرة "الصيام" و أحد "الحجاج الأربعة" المذكور آنفا.

وُلد -بين سنتي ١٩٣٥ و ١٩٣٨ في منطقة "اتْوَيميرِتْ البارْدَة" بين قريتي "آمْرِجِّلْ" و "واد أم الخز" على الطريق الرابط بين مدينتي "كيفة" و "تامشكط".

نشأ في محيط علمي متميز ،و درس على شيوخ و علماء في المنطقة و في أنحاء أخرى من البلاد.

ثانيا: شيوخه:

١- درس الفقه على خاله الفقيه -المعروف بمنطقة "ارگيبه"-عبد الرحمان ولد الداهي و خاله الآخر سيد أحمد ولد الداهي في منطقة "دِيسَق".

٢-كما درس على الفقيه: عبد الرحمان ولد سيدي عالي الهاشمي في "انْوامليْن".

٣-و درس على فضيلة القاضي العلامة: المصطفى ولد سيدي يحي المسومي (والد الشيخين الجليلين: عبدَ الله و محمد -حفظهما الله تعالى) شمال "وايَ و اقْواوِيت" على طريق كيفة -انواملين.

٤- كما درس على القاضي لمرابط ولد أحمد نوح في "حلة الشيخ ولد القوث" في منطقة "بوبْليْعِين" في "وادي أم الخز"

٥- كما درس مختصر خليل بين ١٩٥٧ و ١٩٦٠ على العلامة: محمد محمود ولد أحمد الهادي اللمتوني في منطقة "الواد الأبيض" قرب "آكْرَرايْ" و قرى "السياسة" و " جَوْنابَ" و "جَيْينور" ب"آفطوط".

٦- كما درس القرآن و علومه على العالم المعروف : سيد المخطار ولد محمد ولد عبدِي المسومي في قرية "قِرْد أهل عيسى بَوْبَّ" (و هو والد الفقيه و النائب البرلماني عن مقاطعة كيفة الشيخ: اماد ولد سيد المخطار- وفقه الله-).

٧- و في سنة ١٩٦٤ درس بعض متون اللغة العربية على العلامة محمد ولد أبي مدين في مدينة أبي تلميت.

٨- كما درس بين ١٩٦٤ و ١٩٦٥ على ابن عمه العلامة : سيدي عالي ولد الطالب أحمد ولد اطوير الجنة بعضا من علوم اللغة العربية في منطقة كيفة.

٩- كما درس المنطق و بعض "علوم الآلة" على العلامة: الإمام ولد مانَّاه الجكني في مدينة گرو -أثناء عمله -في المدينة- معلما للغة العربية بين سنتي ١٩٦٧ و ١٩٦٩.

ثالثا: العمل و التدريس:

١- شارك في مسابقة لتكوين أول دفعة من معلمي اللغة العربية بعد الاستقلال في اكتوبر ١٩٦١م ، و تم تدريبه في مدينة لعيون -عاصمة الحوض الغربي-

٢- بين ١٩٦٢ و ١٩٦٥ عمل معلما في قرية "گَرَلَّ" التابعة لمركز "هامد" الإداري (٢٠ كم جنوب مدينة "كنكوصة") على الحدود مع مالي.

٣- و بين سنتي ١٩٦٥ و ١٩٦٦ عمل معلما في قرية "دِيسَقْ".

٤- و بين سنتي ١٩٦٧-و ١٩٦٩ عمل معلما في مدينة "گرو".

٥- و تم تحويله إلى مدينة كيفة ،و استقر بها منذ ١٩٧٠ و حتى أحيل للتقاعد سنة ١٩٩١- و قد سبق ذلك "تفريغه" للعمل في الدعوة و إمامة "جامع قباء"، و قد عمل مدرّسا في المدارس الابتدائية رقم ١، ٣، ٤ بكيفة.

٦- مارس التدريس و الخطابة و الفتوى في "جامع قباء" ابتداء من ١٩٧٠ و حتى فترة قصيرة قبيل وفاته -رحمه الله- في اكتوبر ٢٠١٨.

٧- عمل مستشارا للمحاكم الابتدائية و محكمة المقاطعة بكيفة و محكمة الاستئناف بولاية لعصابة ، و دأب كثير من القضاة و المدعين العامين على إنابته لإجراء عقود الزواج و الطلاق و الصلح بين المتخاصمين و تعديل الشهود و التوثيق. ٨- عمل في لجنة آباء التلاميذ على مستوى ولاية لعصابة.

٩- عمل عضوا في لجنة "حل النزاعات العقارية" على مستوى المقاطعة.

١٠-عمل كعضو مؤسس في رابطة علماء لعصابة -التي يرأسها أخوه و صديقه و ابن شيخه العلامة: عبدَ الله ولد سيدي يحي -حفظه الله-و شغل منصب "نائب الرئيس" حتى وفاته -رحمه الله-

١١- ساهم في النشاط السياسي و الفكري و الثقافي الجهوي على مستوى ولاية لعصابه من خلال "الإنعاش الثقافي"

ل"هياكل تهديب الجماهير" و "جمعية غرناطة للثقافة و الفنون" و "الجمعية الثقافية" و "نادي مصعب بن عُمير" و بعض المبادرات و الأندية الأخرى، كما ترشّح عضوا في إحدى اللوائح البلدية لسنة ١٩٩٠، و ربطته علاقات أخوة و صداقة مع معظم العمد و الفاعلين السياسيين و كثير من الولاة و الحكام و المسؤولين الجهويين، و كان من الذين يسعون إلى نشر العلم و الدعوة و السعي في إصلاح ذات البين و نزع فتيل التوتر و الخلافات بين القبائل و الأفراد و المجموعات التي تعيش في المنطقة كما يصف ذلك الشاعر الأستاذ: محمد ابراهيم ولد الداه ولد سيد ألمين ولد أحمد الكنتي- وفقه الله-:

نهجه السمح نال كل ثناء** و له الفضل قبل ذَا و الثناء

علّم الدين رحمة و سلاما ** يجمع الكل ما به غُلواء

جعل الصفح و التسامح دِينا ** و دعا للذي دعا الأنبياء

يا سليل "الصيام" كنتَ بهاء ** في دُنانا فأين منك البقاء

نهجك السمح سوف يبقى منارا ** في رؤانا و هو الشفا و الدواء

صُنتَ جيلا عن المزالق طُرا ** يفتديك السراة و البسطاء

يا أبا العلم في الربوع جميعا ** لك منا و من حِمانا الوفاء

١٢- أسس مسجد قباء -حوالي ١٩٧٠/١٩٧١ و الذي تحول إلى جامع قباء بعد سنوات من ذلك تحت إشراف العلامة: حمود ولد مُتار القلاوي -رحمه الله- و ظل "قباء" مركزا و مقرا ل"الدعوة و التبليغ" في كيفة حتى بناء "مركز الدعوة الجديد" في حي "الفردوس" -حديثا- و كان -و لا يزال- مسجدا عامرا بالدعاة و المربّين -يُدرّس فيه العلماء و الدعاة و في مقدمتهم العلامة:محمد ولد سيدي يحي -أثناء زيارته للمدينة- و كذلك أساتذة "المعهد السعودي" و العلامة: البخاري (لارباس) ولد محمد ولد البخاري السباعي -حفظه الله- و غيرهم من العلماء و الدعاة و المصلحين.

و قد ساهم جامع قباء في الحفاظ على الهوية الحضارية و القافية للمدينة و الوقوف في وجه "التنصير" و انتشار الفواحش و الرذيلة، كما حافظ على تقوية اللحمة الاجتماعية و الإخاء و المحبة بني مختلف مكونات المدينة.

و لا يزال "قباء" اليوم من أكبر مساجد المنطقة و يتسع لأكثر من ألف مصل -و يغص بالمصلين أثناء خطبة و صلاة الجمعة- تقبل الله من كل من ساهم فيه أو تطوّع فيه أو صلى فيه-.

١٣- ذهب إلى الحج عام ١٩٦٧ بصحبة والدته و صديقه و شيخه العلامة: محمدْ ولد البخاري السباعي -رحم الله الجميع و تقبل منهم-

رابعا: وفاته:

توفي الإمام محمد محمود ولد السالك ولد الصيام بعد صلاة العشاء يوم الاثنين ٢٠ صفر ١٤٤٠ هجرية الموافق للتاسع و العشرين (٢٩) من اكتوبر ٢٠١٨ - رحمه الله تعالى رحمة واسعة- و صلى عليه أخوه و صديقه العلامة: عبدَ الله ولد سيدي يحي -في "الجامع السعودية- و دُفن في "بلنوار" ، و قبره بين قبور: أمه: عائشة و خاله: عبد القادر و شقيقه الفقيه: عبد الرحمان "الداه" و شقيقته: "خدّاجَ" و ابن أخته و سَمِيّه نقيب البحرية التجارية : محمد محمود ولد أحمدُ ولد أرفاقَ -رحم الله الجميع-

خامسا: قالوا عن الإمام محمد محمود ولد الصيام رحمه الله:

رثى الشيخَ كثيرٌ من العلماء و الأدباء ، و منهم صديقه: العلامة محمد محمود ولد أحمد يورة التندغي و آخرون، و سأكتفي بذكر نماذج مختصرة مما قيل في الشيخ رحمه الله.

١- قال الشاعر الأديب التقي ولد الشيخ:- حفظه الله- و قد كان جارا له أثناء عمله في كيفة-:

إلا رَيتْ النهج المحمود ** إِعْلَ سنة سيد الأنام

عزّيه افْ محمد محمود ** ولد السالك ولد الصيام

٢-يقول الأستاذ محمد ابراهيم ولد الداه ولد سيد ألمين ولد أحمد الكنتي- وفقه الله- (و هو أستاذ لغة و أدب بثانوية "الامتياز" بكيفة) :

كفكفِ الدمع و اصبرن يا "قباء" ** دأبُك المجد و الحيا و الإباءُ

لا تنال الخُطوب منك و لا تحـ**ـنِي عُلاك الأهوال و الأرزاء

فمناراتك العتاق نجوم ** يغمر الكونَ نورُها اللألاء

فاصدحن بالأذان في كل وقت ** سيُلبي الهداة و الفضلاء

و ادع للفجر خاشعا و مُنيبا** سيفيق الأهلون و النزلاء

و انشر الفضل و الهداية فينا ** فهُداك الذي به يُستضاء

قد عرفناك ساحة من علوم ** لجميع الورى إليك الرجاء

و عرفنا إمامك السمح شيخا ** زانه العلم و الحيا و البهاء

في حضور و في مجالس علم ** يكبر الحب عندها و الإخاء

نهجه السمح نال كل ثناء** و له الفضل قبل ذَا و الثناء

علّم الدين رحمة و سلاما ** يجمع الكل ما به غُلواء

جعل الصفح و التسامح دِينا ** و دعا للذي دعا الأنبياء

يا سليل "الصيام" كنتَ بهاء ** في دُنانا فأين منك البقاء

نهجك السمح سوف يبقى منارا ** في رؤانا و هو الشفا و الدواء

صُنتَ جيلا عن المزالق طُرا ** يفتديك السراة و البسطاء

يا أبا العلم في الربوع جميعا ** لك منا و من حِمانا الوفاء

يغمر اللهُ روحك الطهر عفوا ** و لكَ القبر جنة فيحاء.

٣- يقول الشيخ الفقيه : ابراهيم ولد محمد ولد فضل الله ولد أهل أيدّ الجكني- حفظه الله-: ( و هو أستاذ ب"المعهد السعودي" و شيخ محظرة معروفة بحي "ألاگ" بمدينة كيفة) :

بموت ذي الخلق السني المحمود ** إمامِنا محمدٍ محمود

أظلم هذا الجوُّ، و المدينهْ ** أضحت بفَقد شيخنا حزينه

شيخٌ وقورٌ صادقٌ فإن وعظ** ترى المخاطَب بوعظه اتعظ

كم أرشد الشيخُ الحيارى و اقترب ** لِرَبّه بما يُحب من قُرَب

حُلو الفكاهة، إذا ذو الغم جا ** حلّ مكان غمه ذاك الرجا

ذا قليل من كثير أعلمه ** في شيخنا و اللهُ ربي يرحمه

فَهَبْ له الرحمة والرضوانا ** و الفوزَ و النجاةَ و الغُفرانا

يا ربَّنا و جنّةَ النعيم ** و الأمنَ مِن عذابك الأليم

و اجعلْ لنا في عَقب الشيخ الخلَفْ ** يقوم بالعلى الذي خلَّى السلف

و ألّفنْ بين القلوب و اجعلِ ** كلاًّ عليا يقتفي إثر علي

و صلّ يا رب على المختار ** و آله و صحبه الأبرار.

آمين ، والحمد لله رب العالمين.

بقلم/ عبد القادر ولد الصيام

2 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016