الصفحة الأساسية > الأخبار > "معالي الوزير أسأتم التقدير فأعجزكم التعبير"(رأي حر)

"معالي الوزير أسأتم التقدير فأعجزكم التعبير"(رأي حر)

الثلاثاء 20 آب (أغسطس) 2019  10:50

الدكتور سيدي محمد ولد العربي

تابعت اللغط الذي صاحب تصريحكم حول استمرارية "النهج" في الخرجة الإعلامية الأولى لكم وقد تعثرتم فيها فكانت أول كبوة في أول خرجة ضمن مهمتكم الجديدة (النطق).

السيد الوزير نتفهم وفاءكم وصدقكم للأخ الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي خدمتم معه لمأمورية كاملة لها من النجاحات والإخفاقات ما يمكن أن يترك نقاشه لمن لهم أهلية ذلك من أكاديميين وطلاب ومستخدمين ...لكن الموضوع هنا موجه حول فلتة اللسان التي صدرت منكم في أول تصريح.

السيد الوزير، لقد أخطأتم إذ قارنتم الظرفية الحالية بالظرفية الماضية (2014) أيام اختياركم وزيرا للتعليم العالي حينها كنت تعيش نشوة أول اختيار في أغلبية محمد ولد عبد العزيز التي انضممتم لها حديثا بعد أن كنت مناوئا ومعارض لها فكافأتك بإدارة حملتها، وبالتأكيد فإن معارضتك لم تصل لمعارضة أبي سفيان بن الحارث بن المطلب لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بن عمه الذي يعترف بها ويصورها في قصيدته الدالية المشهورة التي يقول فيها:

لعمرك إني اليوم لأحمل راية

لتغلب خيل اللات خيل محمـد

إلى أن يقول :

هداني هاد غير نفسي ودلني

على الله من طردته كل مطرد.

فلا هاديه هو هاديك الذي أهداه إلى الخير والى الطريق المستقيم فشتان مابين محمده ومحمدك وشتان مابين مبتغاكما؛ فمبتغاه أثبته يوم حنين مع اثني عشر ألفا من السابقين إلى الإسلام ، ومبتغاك تكليف بحقيبة (....)

السيد الوزير إن الظرفية التي كلفتم فيها هذه المرة مختلفة عن تلك؛ فالرئيس هو محمد ولد الشيخ الغزواني الذي فاز بنسبة 52% في انتخابات كانت حادة وقوية شارك فيها الطيف السياسي بكامله بعد عزوف عن المشاركة دام قرابة 10سنوات منذ انتخابات عام 2009 حينها كنتم في الضفة المقابلة اللهم إن كنتم تصورتم أن عبوركم في 2014 إلى الضفة الأخرى اصطحبتم معكم رفقاءكم السابقين. .

أما في هذه المرحلة فقد شكل خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وبرنامجه الانتخابي (تعهداتي) نقطة التقاء بين أغلبية أنت جزء منها وأنا جزء منها وأجزاء أخرى متعددة الاتجاهات والمشارب منها من هو قادم من ضفتك السابقة، كان إجماعهم هو فقط على شخصية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وخطابه الانتخابي الذي رأوا فيه ملاذا آمنا لأفكارهم وطموحاتهم وتصوراتهم مما جعلهم يؤمنون به ويعملون على تحقيقه ولو كانوا يؤمنون "بنهجك ونهجنا" نحن الأغلبية السابقة لما عارضوا أو قاطعوا 2014و2013 ....

السيد الوزير إن ظرفية نجاح الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في آخر انتخابات له بنسبة 82% بمقاطعة طيف كبير من الفرقاء السياسين تختلف عن هذه المرحلة التي اتسمت بكثير من الجدية والتحدي من منافسين ألداء يحسب لهم ألف حساب في المشهد الانتخابي وقد برهن الصراع الشرس في هذه الانتخابات على ذلك فمع أننا أغلبية كانت موجودة انتسب لحزبنا مليون ناخب وزيادة؟ ، ومع وجود انسحابات كثيرة شملت أحزابا سياسية وشخصيات يحسب لها وزنها في الساحة السياسة كانت وقتئذ في الضفة الأخرى لم نتنفس الانتصار إلا بيسير من الأصوات 52%!، 48% لم تصوت لنا وهي نسبة كبيرة تحتاج الصبر والمسالمة وإرسال رسائل الطمأنة وبعث الأمل، هذا إذا أضفنا إليها ما فينا من المؤلفة قلوبهم ممن شاركونا شرف معركة النزال الذي أوصلنا إلى النصر .

السيد الوزير لم تقم سياسات الحكومات عبر التاريخ (بالنهج) التام سواء كانت حكومات في أعرق الديمقراطيات وحالة تريزا مي وكامرون ما زالت غير بعيدة، والحروب الدائرة بين الديمقراطيين في أمركا اتهاما وتخوينا و... ولعل أغرب شيء هو ما يقع بين الملوك فيوم موت الملك هو يوم عيد خلفه سواء كان أبا أو أخا ....وهو أصلا دليله إلى الملك، وممن يستشهد برأيه في هذا المقام جلالة الملك الحسن الثاني لما سئل (هل سيقتفي محمد السادس أثرك ؟أجاب لا أعتقد ذلك ولا أنصحه به فكل حكم له ظرفيته وآليته ).

السيد الوزير إن الظروف الزمنية والسياسية تقتضي نهجا جديدا وخطابا حكيما يبعث الأمل في قلوب المحبطين ويحقق آمال الحالمين ويعالج أخطاء السابقين ويحافظ للمستفيدين على "مدخراتهم".

السيد الوزير انتسابنا للأغلبية لا يعني أن نقف حاملي العصي والحجارة نرمي ونطرد كل من أراد أن يرتوي من حوضها شريطة أن يكون قد اغترف من بحيرة "العشرية" حالنا حال الاأرابي الذي قال (اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا ) لقد ضيقنا إذا واسعا.

السيد الوزير هون عليك وقم بالمسؤوليات المنوطة بك وحاول أن تجعل لنفسك مسافة مع الماضي، فماضي الرجلان أكبر مني ومنك ومن علاقتك،بالثاني، فعشرة أربعين سنة من مقاعد الدراسة إلى مقدمات الجيوش والثكنات إلى الإعداد والتنفيذ للانقلابات هي أعظم تأثيرا وتأثرا مما تعبر عنه فلتة لسان أو تعبير خاطئ يمليه حنين للماضي تهفو إليه عاطفة لم تمعن التفكير فأساءت التقدير.

الدكتور سيدي محمد ولد العربي

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016