الصفحة الأساسية > الأخبار > محام من أبناء الولاية في المهجر يكتب..دعوها فإنها مٌنتِنة

محام من أبناء الولاية في المهجر يكتب..دعوها فإنها مٌنتِنة

الاثنين 19 آب (أغسطس) 2019  08:54

ذ/ اسلم ولد محمد المختار ولد مانا

إن القبيلة قد كانت ككيان اجتماعي تمليه ظروف المجتمع الرعوي بسبب عدم وجود الدولة الحديثة ، وقد كانت القبيلة توفر لأفرادها قدرا من الحماية و التضامن في تلك الظروف الصعبة .

ولكن مع تقدم الشعوب و نزول الديانات السماوية ، ثم بعد ذلك قيام الدولة الحديثة ، كل ذلك قلص من دور القبيلة الاجتماعي حتي كاد ينعدم في الدول المتحضرة و شبه المتحضرة .

إلا أنها أي القبيلة بقت على عكس ذلك عندنا ككيان صامد عصي على التغير رغم قيام الدولة الموريتانية الحديثة و محاولة رئسها المرحوم المختار ولد داداه التخفيف من سلبيات المجتمع القبلي عن طريق دمجه في الحزب الحاكم وكذا النقابات و الحركات السياسية الاخري .

ولكن القبيلة سرعان ما أعاد لها الجيش الوطني ألقها بالإنقلاب العسكري الذي قاده في صيف 1978 وذلك بمحاولة إشراك القبيلة في اتخاذ القرار السياسي و اعتبارهامصدرا للتوظيف و التعينات وكذا الصفقات العمومية ، ثم وضع أسماء بعض القبائل على اسم الوليلايات و المناطق الجهوية معتقدا أن ذلك سوف يقرب القبائل منه على حساب الرئيس المنقلب عليه ويعود سبب ذلك التوجه بالنسبة للجنود الى ضعف تكوينهم الثقافي و الفكري مما جعلهم يلجؤن الى مافي مخيلتهم من مخزون تاريخي منفوخ بحكايات شعبية أقرب ماتكون إلي الأساطير منها إلي التاريخ ، و بذلك قضوا هؤلاء على الخطى المتسارعة التي كان يخطوها المختار ولد داداه في اتجاه الحرية و العدالة الاجتماعية و المساواة و تذويب الفوارق الاجتماعية و تكافؤ الفرص بين مكونات شعبنا.

و من هنا أيضا دعونا نعود لنعط لمحة ولو وجيزة عن ( ماهية ) القبيلة و هل هي كيان يقوم على أسس سليمة يحكمها نسيج اجتماعي يتأقلم مع كل وافد جديد سواء كان ذلك الوافد النظام الإسلامي في ثوبه القديم أو الدولة الحديثة في محيطها الدولي المعاصر .

و الذي ينظر بترو و إمعان سيجد القبيلة ( البيظانية) أنها كيان هش يقوم على التفاوت الاجتماعي و الدونية الشئ الذي يجعل الولاء للقبيلة يختلف من فئة الى أخري . بل إن بعض الفئات تري عدم تكافئ البعض لها مما يولد الحقد المتبادل بين هذه الفئات ، فمثلا شريحة لمعلمين يزدريها بعض الفئات الاخري رغم أنها أفضل منهم و أكثر ما قدمت للمجتمع من خير و منافع ، أما شريحة لحراطين رغم بذلهم و عطائهم و تفانيهم في خدمة المجتمع فهم يعاملون بنوع من الدونية يقربهم من قاعدة السلم الاجتماعي في آخر نقطة داخل القاع ، و رغم ذلك فهؤلاء و أولائك جزء من القبيلة .

و هناك من الفئات من لا نرى من يقبل الأنساب لها إذا ماتحسنت وضعيته الاقتصادية أوالثقافية مثل ( آزناكة) .

فمجتمع هذه وضعيته يعد غير منسجم ولا يمكن ان يخلص بعضه لبعض و ان يضحي من اجله ، علما ان هذه الفئات التي تقع في أسفل الهرم الأكثر تحمسا لشؤون القبيلة من نبلائها ظنا من هؤلاء المساكين أن ذلك يرفع من شأنهم لدى أفراد القبيلة ، ولكن بمجرد ما يشرئب عنق أحدهم و يطمح إلي المصاهرة فإنه سوف يرد عليه بقول الشاعر العربي ( غض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا ) .

و حينئذ لا يبقي أمامه إلا ابتلاع رغبته و لوم أجداده أما إذا قارنا ولاء المواطن القبلي للدين الإسلامي والقبيلة فإذا به يغضب و يرضي بكل ماله علاقة بالقبيلة ، في حين لا نري لديه شئا من ذلك إذا ما نقص أحدهم من الإسلام أوتراثه .

و من هنا جاء نبذ الرسول صلى الله عليه وسلم و شجبه للقبيلة ووصفها بالنتنة مما يسبب ذلك الوصف نوعا من الاشمئزاز لذوي الذوق السليم ، و الخطير في الأمرأن السلم الاجتماعي يتوارث فإذا كان الواحد أبوه من شريحة أجتماعية منحطة و لو كان هو عالما تقيا أوطبيبا ماهرا فإن ذلك لا يقدمه خطوة واحدة تجاه السلم الاجتماعي الذي يعلوه خصوصا قبائل قمة الهرم المتنازعة مابين القبائل الحسانية و الزوايا .

إن النظام القبلي المشار الى بعض ثقافته لا يؤمن ( حقا) بقوله تعالي :( إن أكرمكم عند اللّه أتقــٰكم )( و ما ألتنــٰهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين ) بل إن إيمانهم يكاد ينحسر في تلك التراتبية الاجتماعية القبلية البالية .

و أخيرا فإن القبيلة ككيان اجتماعي فهي أداةفي يد الرجعية الوطنية تستخدمها في سوق النخاسة السياسي و تشتري أصوات أفرادها من طرف الأنظمة الدكتاتورية العسكرية المغطاة بلبوس الاستبداد الديمقراطي وذلك بأبخس الأثمان خصوصا إذا ما كان الثمن هو تعين وزير أو مدير أو ماشابه ذلك .

ذ/ اسلم ولد محمد المختار ولد مانا

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016