الصفحة الأساسية > الأخبار > صرخة باركيول/ مصطفى يحي باب

صرخة باركيول/ مصطفى يحي باب

الثلاثاء 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2019  10:00

طال الانتظار .. و امتلانا بالشوق إلى لحظة ميلاد الحكومة التي قيل لنا أنها ستكون حكومة كفاءات و أنها ستعكس العمق الانتخابي.. إذ لا شيئ امثل من جمعها بين هاتين المزيتين .. و قبضنا على هذا الأمل بأيدينا .. و لأننا بسطاء انخدعنا بترويجات ابواق التزلف و خفافيش الامن و الجرذان المدونين .. و تمسكنا بأن للعهد معناه في إعلان " تعهداتي" ، و لأن الوقت قد حان لخيارات جدية تأخذ في الحسبان حاجة البلد لخدمة أبنائه الأقوياء الأمناء و حاجة الناس لوطن آن له أن يفيق و ينطلق إلى الفضاء .

لقد كانت خطابات غزواني و تعهداته مسكرة لطلاب العدل و للمهمشين في هذه الأرض ، و اترعتنا كؤوسا ملأتنا بالأمل و أحيت في نفوسنا مشاعر الانتماء لوطن جديد تعهد بانه سيولد على يديه ، و بأن العدل و الأمانة و الاطمئنان عناوين مرحلته .

لكن غبار الوهم قد انقشع .. و مات الحلم الذي سكننا خلال الاسابيع الماضية في أحداث تغيير جذري و قطيعة مع ممارسات المنصرف ، لم يطل الوقت حتى سطعت الحقيقة و اشرقت عالية في السماء .

زالت الغيوم و ظهرت الحكومة ، و تبدى وجهها فإذا بها تحتفظ بأسوأ من كانوا في حكومة المنصرف أداءا .. إضافة لبعض الوجوه التي لم تعرف التدرج الطبيعي داخل وظائف الدولة ، و لم يذكر لها دور في السياسة ، و لم تتألق في العلم و لا في المعرفة فكانت " خداج " لا هي سياسية و لا تقنية .

حكومة بينها المجاهيل من أصحاب الحقائب المتجولين بحثا عن من يعدون له استشارة تعتمد على تقنية القص و اللصق التي تضيع معها هوية البلد و خصوصياته التي لا يعيها المقص و لا يفهمها صاحب المعالي الجديد ..

حكومة بينها من أوصلهم أصحاب الرتب و النياشين العسكرية في محاصصة كريهة ألبست اثوابا أخرى لم تستر عوراتها ، و بينها من خرج من ادراج رجال الأعمال و صناديقهم أو أوصت به برقيات المخبرين ، و البقية من مكاتب سماسرة التعيين و التزيين ، او من رحم القرابات و المصاهرات و الصداقات الشخصية .

لن تستطيع هذه الحكومة الهشة تشغيل ماكينات البلد ، و ليس بمقدورها تحريكها و المؤسف حقا أنها ازالت اللثام عن حقيقة " التربية و التعهدات " و أطاحت بصاحبهما من السماء الذي رفعه سقف الخطاب إليه .

ان حكومة لا ينتمي أغلب افرادها إلى أي من اسلاك الوظيفة في الدولة ، و لم يتدرجوا في مفاصلها و لا في مستوياتها الدنيا ، لن يحملوا فكر الدولة و لن يتسلحوا بالمنطق اللازم لتطويرها ، و لن يحسوا بتوعكها ، و لن يفهموا اسقامها او يخترعوا الترياق الشافي لعلاتها .. و لا يشفع لأهلها ما احيطوا به من دعاية كاذبة بأنهم كفاءات ..، و الواقع انه ليس بينها مبرز من أي جهة و لا مؤلف لأي كتاب ، و لا اعرف معنى لقمة الكفاءة في غياب ذلك .

و على كل حال فإن طوق التهميش الذي كان مضروبا على بعض الجهات و ساكنتها لا يزال قائما ، و السبيل الى العدل يبدوا موصودا و لا أمل في فتحه ، و يبقى باركيول معكتفا في نعيم حرمانه كما كان دائما ، اذ لم تحظ منطقتي الحبيبة بأي اعتبار خلال 59 سنة عرفت فيها موريتانيا ازيد من 700 وزير تربعت على مختلف القطاعات و ازيد من الفي سفير تم اعتمادها في مختلف جهات العالم ، و ذلك رغم ما يزخر به من كفاءات سياسية و علمية في مختلف مجالات المعرفة .

لن يفلح الامن في تزييف حقيقة هذه الحكومة التي شكلت صدمة للشارع الموريتاني .. و طوح شكلها و مضمونها هامة القيم و ثقافة الأمة .. و خابت معها الظنون الحسنة .. و اغتالت التطلع إلى العدل الذي رامه المهمشون و المظلومون .. و اتضحت الحقيقة الحارقة و هي اننا امام سراب يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا .

حكومة تنطبق على أفرادها مقولة كارل ماركس الذي صرخت امامه زوجته يوما متهللة فرحة بان أخاها عين وزيرا فقال لها ألم أقل لك انه غبي ، فردت عليه مندهشة ، لم أفهم ، فقال لها كنت اتوقع انه سيكون وزيرا لأنه غبي .. ،

مصطفى يحي باب

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016