الصفحة الأساسية > الأخبار > كيفه/ القبيلة والحلف والمبادرة

كيفه/ القبيلة والحلف والمبادرة

الأربعاء 5 حزيران (يونيو) 2019  23:10

انطلقت الحملة الانتخابية للاستحقاقات الرئاسية هذه المرة مبكرا ،و أهلنا في كيفة يعاسرون شح المياه و حرارة المناخ و ترهل الخدمات الأساسية .. إنها عاصمة الولاية التي ينحدر منها مرشح السلطة او" مرشح راصو" .

غير أن حرارة المناخ و كآبة الأوضاع لم يمنعا سكان الولاية من التظاهر أو التمظهر مثل كل بني الوطن في مبادرات شعبوية يبدع مسيروها في صناعة أنماط جديدة من التملق و التزلف .

و لقد شكلت زوبعة هذه المبادرات المتجاوزة للحزب الحاكم اختبارا للفاعلين السياسيين و الناخبين الكبار الذين لم يفهموا القصد من صمت الحزب عن أمرها ، و إن كانت السلطة من وراء ذلك أصبحت على بينة تامة من حجم الكتل (القبائل) الداعمة للمترشح . و في ذلك الصمت مباركة ضمنية للقبلية المطلقة و تشجيع على الدعوة الجاهلية المقيتة .

في هذه الأيام يتخندق الجميع في كيفة وراء لافتات مموهة لا تحجب الواقع عن المتأمل . و سماسرة الشعب غافلون بل متغافلون الأوضاع المزرية التي تعيشها المدينة من عطش حاد و تعليم متردي و صحة معتلة و قمامات تتكدس في الشوارع و الأسواق تكدس المبادرات و الأحلاف و التيارات على مكتب الرئيس المنتظر !!

فليست الأحلاف السياسية إلا واجهة زركشت قليلا لتتدثر خلفها قبيلة معينة .. فهي لم تكن سوى واجهة سياسية بخلفية قبلية .

و من الغريب أن يكون عراب هذه الأحلاف هو ذلك المثقف الحاذق الذي تحول في غلطة أو لقطة إلى البطل الهمام و حامي الحمى الذي تتكسر رماح التغيير الشحيحة فوق دروعه المحصنة بفكر صلد ينظر للشرف و الوجود .

لقد ساهمت هذه المبادرات في تكريس القبلية بأبشع الصور ، فهي ليست إلا قبائل بأسماء مستعارة مثلها في ذلك جل أحزابنا الوطنية التي أضحت تتناقض مع مبادئها و تتفنن في طرق اقتناص القبليين المغاضبين و السياسيين المارقين حديثا من بحبوحة السلطة و الموالاة .. اولئك الذين لايؤمنون بها فكرا و لا منهجا .

و مع أزمة الوعي في كيفة و أزمة التناقضات التي تسيطر على المشهد السياسي في البلد ، يغدو المواطن ضحية ينتظر تصويته على اختيار آكله من ذئاب غابتنا السياسية .

إن عدم احترام الأحزاب لمبادئها و نظمها يؤدي في النهاية إلى وجود إدارة غير مكترثة لمعاناة المواطن، و لا إلى تطلعاته و آماله لأنه - ببساطة- حين تغيب الثوابت ترتبك المعطيات و لا تتحقق الأهداف و عندها يسيرنا اللامقبول كفاءة باللامعقول منطقا ، فنتيه -كما كنا خلال عشر عجاف- مع التائهين في "بلاد السيبة" لا ندري اي مسلك يوصلنا إلى بر الأمان . فالحذر الحذر من متاهات السياسيين و من سفسطة الرجعيين .

و اعلم أيها الناخب أن خطاب جل رجال السياسة حلو معسول و أداؤهم مر زقوم .

و أن الوطن يستجدينا ك

كي نحسن الاختيار لئلا ننجر وراء المغريات نحو المجهول مرة أخرى.

و علينا أن نعلم أنه لن تكون هناك تنمية ناجحة ما لم يكن هناك تشخيص حقيقي للواقع و تخطيط واضح يرسم أهدافا منطقيا قابلة للتحقق في المستقبل المنظور تنطلق من حاجيات المواطن في القرى و آدوابة بعيدا عن التوازنات القبلية و كرنفالات المبادرات الربحية و فلسفة أحزابنا السياسية النفعية .

الحسن محمد الشيخ .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016