الصفحة الأساسية > الأخبار > العملة واحدة/الحسن ولد محمد الشيخ

العملة واحدة/الحسن ولد محمد الشيخ

الخميس 18 نيسان (أبريل) 2019  15:55

العملة واحدة !

تعج الساحة السياسية هذه الأيام بلافتات متنوعة و خطابات متعددة تستجدي ود الناخب الذي لا تنقصه الوعود و لا يخصه الإذلال .

لقد تميز الوضع السياسي خلال عشر خلت ، بالشد و الجذب بين موالاة أغراها الطمع فأعماها عن واقع مر يعيشه المواطن ، و معارضة أعياها الحرمان فلم تعد ترى إلا ما كان أسودا حالكا .

اليوم و نحن في حملة انتخابية سابقة لأوانها يبدو المشهد السياسي قد آل إلى تقلبات في الطرح ، و انقلابات على المبادئ يصعب معها التنبؤ بما قد يحدث غدا .

فالسياسة في النهاية لعبة المصالح لا دروسا في الأخلاق.

و أن كانت الأخلاق قد طفت على السطح معيارا للمفاضلة في هذا الموسم حتى جاءت التسريبات الحميميمة - بغض النظر عن مدى صدقيتها - لتحيدها عن الفعل السياسي تماما .

لقد شكل ترشح السيد سيدي محمد ولد بوبكر زلزالا سياسيا، هدم صرح المنتدى الذي شيدوه في بضع سنين ، و هدت هزاته الإرتدادية أركان الموالاة .

و ما إن أفاق الجوق السياسي من الصدمة حتى كان التموقع و إعادة التموقع ، لنجد حزب تواصل خلف الرجل الثاني في نظام جلادهم و حزب عادل وراء الرجل الثاني في نظام المنلقب عليهم .. إنها السياسة حقا و قد أينعت . و يكتفي حزب التكتل بدعم باهت للسيد محمد ولد مولود دون أن يكون له صوت مسموع فيما يحدث .

و ربما هناك من ينتظر خروج الرئيس محمد ولد عبد العزيز بشكل نهائي من المشهد ، حتى يأخذ موقفا يطمئن له ضميره أو يرتاح له جيبه .

كثرت المبادرات و كثر اللغط و تميعت الاصطفافات؛ ذلك أن ثنائية الطرح أخذت في الإنحسار لتقارب مرجعيتي المترشحين الرئيسيين حتى الساعة .

لقد كان ولد بوبكر رجل تكنوقراط و ليس مسؤولا عما حدث في عهده ؛ هكذا يقولون . و هو الرجل الثاني في الدولة .!! و كان ولد الغزواني قائد الأركان العامة للجيوش وليس مسؤولا عما حدث في عهده ؛ هكذا يقولون . و هو الرجل الثاني في الدولة أيضا !! . لقد كان الإثنان يعلمان أن الفساد مستشري، و أن الشعب يعاني ، لكن طبيعة عمليهما تمنعانهما من تغيير المنكر و لو بالقلب و ذلك أضعف الإيمان . أي منطق هذا ؟ إن العملة واحدة .

لقد كانا يحسان بمعاناة الشعب لكنهما كانا -فيما يبدو- صبورين صبر المواطن على الجوع و العطش . كانا ينتظران هذه اللحظة لنكتشف -فجأة- قربهما من المواطن .!

إلا أن حرصهما في البداية على الظهور مع بعض الشخصيات العلمية الدينية ، و الشخصيات التقليدية -على الطريقة الإفريقية- في الوقت الذي يضنون فيه بلقاء مواطن كادح أفنى زهرة عمره متيما بوطن ضن هو الآخر عليه بالعيش الكريم ؛ جعلهما سياسيين موريتانيين بامتياز لا ما سوقه "الأنصار" و "المهاجرون" لهما من أحلام وردية .

الحسن محمد الشيخ

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016