افتتاحية : "أرواية كيفه" .. و السير نحو الاضمحلال

كم يعجبنا ما قام به حراك "أروايت كيفه" العظيم ، وكم كنا سعداء بتحمل أولئك الشباب الرائعين لمسؤوليتهم التاريخية حين تخلى عن تلك القيمة السامية أطر ومنتخبو ووجهاء المدينة .

وقفات شجاعة في كيفه وانواكشوط وأمام رئيس الجمهورية في جولاته في الداخل تطالب بحل مشكلة عطش ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وفي اعتقادنا أن "أروايت كيفه" قد دفعت بقضية شراب المدينة أشواطا هامة واستطاعت في وقت قصير أن تجتذب الكثير من المناصرين للقضية، وأن تصبح أزمة عطش أمهاتنا وأطفالنا عناوين بارزة في كافة وسائط الإعلام وحديث الشارع والصالونات. !!

وقد حاولت السلطة جاهدة وأد هذا المولود النضالي في أول يوم وقد فشلت على مدى قرابة سنتين من وضع الشراك،وكان سلاحها في ذلك واحد هو أن توصم الشباب "بالتسيس" غير أن تلك التهمة لم تثبت بأي دليل فقد كان المناضلون الشباب من كل الأحزاب والتيارات ؛جامعهم هو المصلحة العامة وانتزاع حقوق المواطنين .

واليوم فإنه من دواعي الأسف أن تقدم هذه "أروايه" على تشكيل جناح سياسي فتلكم هي ضالة المتربصين بهذا الحراك الرائع أصلا و بهذه الخطوة تكون "أروايت كيفه" قد أطلقت وفي مقتل على نسفها الرصاصة القاضية. !!

غدا أو بعد غد يقوم الجناح السياسي باسم "راوايت كيفه" التي تَلُمُ الجميع - على اختلاف رؤاهم السياسية - بدعم هذا المرشح أو ذاك أو حضور هذه المبادرة أو ذلك المهرجان، وحينئذ لن يكون هناك بد من تبادل الاتهامات والتخوين ثم الانقسام والتشرذم .

وعندئذ يكتب التاريخ أن "أروايت كيفه" كانت محاولة متقدمة لخلق فعل جماهيري اجتماعي يناضل فيه أصحاب المصالح المشتركة وفي طريقه إلى إنضاج ذلك سلك طريق السياسية فانتهى. !!

وكالة كيفه للأنباء