بسم الله الرحمان الرحيم

التقرير النهائي عن نقاش صالون باركيول حول التعليم

نشيد بجو المسؤولية الذي طبع النقاش ونسجل ارتياحنا إلى أن التدخلات كانت نوعية ورائعة واستطاعت تناول الجوانب المختلفة للموضوع بصفة شاملة.

1- تشخيص واقع التعليم في المقاطعة

اجمع المتدخلون على أهمية التعليم بالنسبة لساكنة مقاطعة باركيول وأكدوا على أن جل المشاكل البنيوية المعقدة التي يواجهها السكان تعود إلى نقص التعلم وما يترتب على ذلك من معيقات التنمية.

لاشك أن مشاكل التعليم في باركيول تعتبر جزءا من المشكل العام الذي يواجهه هذا القطاع على مستوى الوطن وقد أثبتت جل المقاربات التي تم اعتمادها فشلها ولم تؤدي إلى النتائج المرجوة وهو ما ينعكس بصفة واضحة على مقاطعة باركيول نتيجة تراكمات من الإهمال على مدى العهود الماضية رغم ما قد تم من إنجازات في السنوات القليلة الماضيه.

التقري العشوائي وسياسة التجميع

إن غياب التخطيط والفوضوية في توفير خدمة التعليم وعدم ملائمتها مع التوزيع الجغرافي والديموغرافي للسكان عوامل خلقت جوا من الفوضى في القطاع وأدت إلى اتخاذ السلطات المعنية قرارات بغلق مدارس بحجة نقص الكوادر التعليمية وتجميع أخرى بحجة سياسة ضم التجمعات وهي قضايا لم تكن مفهومة من طرف السكان المستفيدين ولم تكلف السلطات نفسها عناء شرحها للساكنة. من جهة أخرى فإن نقص الكادر التعليمي وضعف قدراته المعرفية أدى إلى تدني مستويات التلاميذ ورداءة نوعية الخدمة المقدمة.

المعطيات الديموغرافية والمدرسية

وتعتبر مقاطعة باركيول من أكبر مقاطعات ولاية العصابة إن لم تكن من أكبر مقاطعات الوطن إذ يبلغ عدد سكانها في 2019 حوالي 90  ألف نسمة  حسب تقديرات المسح الديموغرافي الذي أقيم به في العام 2013 وتشير التقديرات إلى أن حوالي 13 الف شخص هم من الفئة العمرية البالغة سن التمدرس في المستوى الابتدائي (من 6 سنوات إلى 11 سنة).

يتركز حوالي 12 ألف من السكان في البلدية المركزية بينما يتوزع باقي السكان على البلديات السبعة الأخرى.

توجد في المقاطعة ثانوية واحدة واربع إعداديات موزعة على أربع بلديات.

كما توجد حوالي 15 ابتدائية مكتملة

في كل بلدية من البلديات الثمانية توجد مدرسة ابتدائية مكتملة على الأقل

باعتبار نسبة 30% من إجمالي المدارس يعتبر مكتملا فإننا يمكن ان نقدر عدد الابتدائيات الاجمالي حيث يمكن أن يتراوح هذا بين 30 إلى 40 مدرسة

توجد في المقاطعة مدرسة امتياز واحدة لم تستقبل التلاميذ حتى الآن.   الحالة العامة للسكان

 ومن خلال دراسة الوضعية العامة للمقاطعة تم تصنيف السكان في ثلاث فئات:

1- فئة لم تتلق أي نوع من التعليم العصري ولم تتح لها فرصة الولوج إلى المدرسة

2- فئة التحقت فعلا بالمدرسة لكنها ذهبت ضحية التسرب المدرسي وعوامله المختلفة ولم تكمل أقل قدر من التعلم يسمح لها بالولوج إلى الحياة النشطة بصفة فعالة

3- فئة ثالثة لازالت تتابع دراستها لكن مستوياتها متدنية بفعل غياب تعليم نوعي متاح لها وهي بذالك خارج المنافسة ولا تستطيع الاستفادة من الفرص المتاحة للولوج إلى تعليم عالي ذا جودة يسمح لها بالولوج إلى سوق العمل

2- التوصيات:

1-  دعوة أبناء المقاطعة إلى إنشاء لجنة متابعة للتعليم يعهد إليها بتصور خطة عمل شاملة والعمل على تنفيذها بالتعاون مع الجهات الرسمية وهيئات التعاون ومنظمات المجتمع المدني والفاعلين المحليين للرفع من مستوى التعليم في المقاطعة

  2- مضاعفة جهود توعية السكان على أهمية التعليم وضرورة التضحية من أجل ضمان تعليم الأبناء (تفعيل دور الشباب والمجتمع المدني)

3- مطالبة الإدارة والمنتخبين المحليين بتحمل كافة مسؤولياتهم من أجل توفير خدمات التعليم على أحسن وجه وتسهيل ولوج واستفادة السكان منها.

4- دعوة ممثلي المقاطعة لتحمل مسؤولياتهم من أجل المطالبة على المستوى الوطني بتوجيه الدعم المادي والمعنوي إلى المقاطعة من أجل الرفع من مستوى التعليم فيها

5- مناشدة رجال أعمال المقاطعة واطرها وكافة أبنائها إلى تبني مبادرات مبتكرة من أجل المساهمة في الرفع من مستوى التعليم

6- دعوة المجتمع المدني بكافة مستوياته إلى لعب دوره كاملا في تأطير المؤسسات التربوية طبقا لتوجيهات المرسوم الصادر مؤخرا في هذا الشأن

7-  إنشاء جائزة للمتفوقين والمتميزين

8- إجراء مسح من أجل تقييم وضعية التعليم وجمع المعلومات المتعلقة بالموضوع

9- معالجة ظاهرة التقري العشوائي وتأثيرها على التعليم

10- معالجة ارتفاع نسبة الأمية وسبل محاربتها

11- تفعيل المحظرة ودورها في النظام التعليمي

12-   المطالبة بتفعيل دور التعليم الفني والمهني

13- توفير دروس تقوية لصالح التلاميذ من أبناء المقاطعة الذين يشاركون في المسابقات الوطنية لتمكينهم من المنافسة والحصول على نتائج إيجابية