الصفحة الأساسية > الأخبار > لعصابه: حتى لا ننسى غياب المرحوم محمد محمود ولد محمد الراضي

لعصابه: حتى لا ننسى غياب المرحوم محمد محمود ولد محمد الراضي

السبت 9 آذار (مارس) 2019  08:11

حتى لا ننسى 28مارس2019

الذكرى العاشرة لأفول نجم وغياب شمس،تجسدا في فقدان رجل بحجم أمة:

الطفل المدلل لإحدى اكبر القبائل الموريتانية،الشاب الكادح المتشبع بالفكر التقدمي،المدرس الملهم،النقابي الجاد،،السياسي المحنك،شيخ القبيلة المجدد،ملاذ المظلوم،أمل المحروم،دفاع المطحون.

عاش ثائرا متمردا،ليموت فلاحا بسيطا.

رحم الله محمد محمود ولد محمد الراظي،واسكنه فسيح جناته.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

استحضارا لبعض مآثر فقيدنا وتذكيرا ببعض مناقبه،نورد نقلا عن وكالة كيفه في ذكرى تأبينية ماضية،جوانب مشرقة من حياة المغفورله بإذن الله،من خلال شهادات بعض رفاق دربه واصحابه ومعارفه ومقربيه.

نشأ المرحوم مدرسا ،متنقلا بين الكثير من مناطق الوطن: ( اندرنيه—ديسق— كيفه—گرو— مقامه— مونگل—والي چنتا—چوك—سيو—تجگجه...)

في سنة 1969 كان محمد محمود ولد محمد الراظي أحد المشاركين في الإضراب الذي نفذته نقابة المعلمين الفرنسيين، ثم حول إلي مدينة تجكجة سنة 1970 حيث وجدها ملتهبة بفعل النشاط القوى لخلايا الكادحين ، وفي هذا الظرف بالذات تعرف المرحوم علي مصطفي سيدات ومحمد ولد مولود وعلى عائشة بنت مني التي تزوج بها يومئذ حيث كانت هذه المجموعة تنشط في العمل السري وتقوم بأنشطة نضالية مكثفة في الخلايا الثورية للحركة الوطنية الديمقراطية فانخرط محمد محمود في هذا التنظيم بكل قناعة وحيوية وشارك في الاجتماعات السرية،ارتوى من معين دعوته للحرية والمساواة ووحدة المظلومين ضد الامبريالية العالمية وحلفائها الاقطاعيين في الداخل.

يقول رفيق دربه،محمد المصطفى ولد بدر الدين:

كانت سنة 1971 سنة ساخنة جدا وحافلة بالأحداث ، فقد قررت النقابات العمالية تنظيم مهرجان بثانوية البنات حالا فواجهته ا لسلطات بالقمع الشديد وتم اعتقال 20 من النقابيين وحولت هذه الأحداث تلك السنة إلي سنة بيضاء خاصة عندما دخلت الثانويات في تلك الاحتجاجات ، فكان محمد محمود ولد محمد الراظي محركا أساسيا لهذه الأحداث وقد أظهر شجاعة وإقداما قل نظيرهما في اندفاعه في ذلك النضال و بشكل مبهر.

يضيف العميد محمد المصطفي ولد بدر الدين :

كان تولي محمد محمود لإتحاد العمال نقطة تحول إذ أظهر جرأة وصلابة بلا حدود وبدا الرجل قائدا لا يشق له غبار وكانت الحركة الاحتجاجية التي فجرها من خلال النضال النقابي قد مهدت بشكل مباشر لرسائل ال50 وال125 المطالبة بالديمقراطية .وبذلك يكون هذا الرجل قد ساهم بشكل محورى في الانفتاح الذي دخلته البلاد سنة 1991 مكرسا جهوده يومئذ للدفاع عن الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة والديمقراطية .

يقول الأستاذ عينين ولد احمد الهادى :

تعرفت علي محمد محمود سنة 1969 إبان تفجر الاحتجاجات النقابية وكان رجلا مؤمنا حقا بقضيته وفي سنة 1972 كان يمر بي دائما بمدينة مقطع لحجار في طريقه إلي مدرسته بضواحي كيهيدي وقد طلبت منه في إحدى المرات حين كان يبيت معي أن يقضي معي اليوم التالي لكنه أعتذر وذهبت معه إلي محطة الركاب وودعته وفي الزوال أخبرت بان الدرك أوقفه فجئت إليه وأخذت أمزح معه:لقد امتنعت عن القيلولة معي فألقي بك الدرك في المخفر. لقد كان متابعا بشكل دقيق من قبل الأمن - يقول عينين، ويواصل مستطردا أعرف في هذا الرجل: الصدق والشجاعة المطلقة والكرم النادر والحب العميق للوطن .

يقول رفيقه في النضال محمد ولد سيد احمد:

في سنة 1994 رشح الحزب الجمهوري لائحته لبلدية كيفه رافضا كافة اللوائح التي تقدم بها حلف ولد محمد الراظي فقام بالاتصال بكافة القوى التقدمية التي تنشد التغيير وشكل لائحة تمكنت من هزيمة الحزب الجمهورى و اقنع المجموعات القبلية الموجودة في حلفه باعتماد التناصفية مع تلك القوى فكان رقم 01 محمد محمود ورقم 02 خليل ولد الدد عن حزب إتحاد القوى الديمقراطية وعلى هذا المنوال رتبت اللائحة.

يقول الدكتور خليل ولد الدده:

ظل محمد محمود على صلة وثيقة برفاقه القدامى المندمجين بحزب اتحاد قوى التقدم وظلت علاقته بهم حميمية وبلغ ذلك أن ساهم المرحوم في التبرعات لصالح حملة الحزب 2007 .

وحسب رفيقه سيد محمد ولد صناب:

فقد كان الرجل بالنسبة لهم مكسبا استراتيجيا وكانوا يسعون دائما إلي توليه لمهام حيوية ودقيقة ولكنها في النهاية لا تعرضه للاعتقال فبقاؤه طليقا يعتبر هما كبيرا بالنسبة لقادته ، ويضيف ولد صناب :

إنهم قرروا في سنة 1970 تنظيم مظاهرة من ثلاثة أجنحة تنطلق من ثلاثة أماكن بمدينة كيفه في اتجاه المنصة الرسمية تطالب بتوزيع المعونات الغذائية علي الفقراء ونظرا للقمع الذي واجهته هذه المظاهرة فلم يستطع غير الجناح الذي يقوده محمد محمود الصمود والوصول إلي المنصة ،إنه رجل لا يتسرب إلي قلبه الخوف أبدا - يقول ولد صناب - مضيفا أنه تنقى من الفوقية والإقطاع والطبقية بشكل مثير حقا للاستغراب .

يقول السيد اخيارهم ولد اسويدان،رفيق المرحوم:

كان محمد محمود صلبا في مناصرة القضايا العادلة ولينا مع أصدقائه وعامة الناس وكان شجاعا مقدما مكانه في الخطوط الأمامية للنضال . إنه شخصية وطنية كبيرة .

انتخب محمد محمود سنة 1981 مندوبا جهويا لإتحاد العمال الموريتانيين بولاية لعصابة وفي ال 4 ابريل 1989 وبالتزامن مع تفجر الأحداث العرقية في موريتانيا تم اختياره أمينا عاما للاتحاد العام للعمال الموريتانيين بعد نجاح مجموعة الحركة الوطنية الديمقراطية بالدفع به بعد ما رفضت الحكومة المرشح الزنجي ممادو صار واعترضت القوى اليسارية علي مرشح الناصريين الكوري ولد احميت؛ فظهر ولد محمد الراظي مرشحا مقنعا ومناسبا في خضم ذلك المنعطف الخطير الذي تشهده موريتانيا في ذلك الوقت ، وحينها بادر الرجل إلي إصدار بيان عاجل يحمل فيه مسؤولية الأحداث الأليمة للنظامين الموريتاني والسنغالي ويطالب فيه بتوفير الأمن والحماية للسنغاليين ، ثم أصدر في ال4 ابريل 1991 رسالة يطالب فيها بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في التجاوزات الإنسانية وبالديمقراطية وبفتح مفاوضات بين النقابات والشركاء ودخل في مواجهات مفتوحة مع النظام.

يذكر صديقه خطري ولد محمد الناجم:

كان يبدى جدية ومثابرة على عمله منقطعة النظير رغم ما كان يواجهه من بطش ومضايقات من قبل مرؤوسيه، فكان يواظب على واجباته المدرسية كل يوم فلا يعير أي اهتمام لأي شيئ قبل تحضير درس اليوم الموالي.

وقد قام فور توليه قيادة المجموعة بجولة في جميع المناطق،مرشدا بيئيا محرما قطع الأشجار ومذكرا بأن الناس شركاء في الماء والمرعى،ولاخصوصية لأحد في ملكيتهما.

يقول لقظف ولد محمد العبد مجهشا بالبكاء :

لم يستطع محمد محمود أن يكون رئيس قبيلة وظل رجلا وطنيا بامتياز وكان بمثابة الطوق الذي فيه تذوب كل الفوارق ونحن معشر "لحراطين " لو ظل حيا لما احتجنا لوكالة للتضامن أو أخرى لمحاربة الرق،فقد كان يرحمنا ويعطف علينا ويولينا من التقدير ما لا يولي لأبنائه وأعمامه .

وحسب زينب بنت سيديني التي كانت قريبة من الرجل فترى أن قبول محمد محمود ولد محمد الراظي لتولي شأن القبيلة قد انطلق - فيما سمعت منه- من تقدير وتحليل معمق للوضع المحلي والوطني حيث تخرج البلاد لتوها من أحداث التسعينات المؤلمة ولما تندمل جراحها بعد، وكان الشك و تحطم الثقة بين مكونات الشعب الموريتاني من بين أمور أخرى تنذر بعودة شبح المجابهة وكانت أطراف وطنية تذكي ذلك ، وهو ما أجبر محمد محمود على تولي ذلك المنصب التقليدي فبادر إلى بث روح السكينة والاندماج والإخاء بين هذه المكونات على الأقل بولاية لعصابة وشكل بديلا عن ارتماء الطبقات المهمشة في أحضان المتطرفين واستغلالها فيما يسيء للوحدة الوطنية ويهدد استقرار البلاد. لقد ارتقى- تقول بنت سيدني - بالعمل القبلي فكون حلفا كبيرا من كل القبائل ذابت فيه النعرات والاهتمامات الضيقة بشكل ترجم موريتانيا الكبيرة .

يقول مزارعون عملوا معه أنه استثمر ما عنده في استغلال ذلك السد الكبير وأن حصاده ذلك العام كان اسثنائيا حيث أكلوا وخزنوا.

ويحكون أنه استقبل أحد الأشخاص السامين في سده جاء لدعوته للعدول عن معارضة الانقلاب فأكرمه وأحسن وفادته ثم أهدى له خنشة من " آدلكان" وأخرى من الزرع وثالثة من النبق وقال له هذا أفضل لك من أن تعود بدعم محمد محمود لانقلاب على رئيس منتخب.

شهادة مكتوبة من الباحثة الفرنسيةMariella Villasante Cervello التي كانت تعد بحثا، في التسعينيات عن تكتل أهل سيد محمود تقول فيها:

الرجل متواضع جدا ، وذا كرم لا يوصف ،وهادئا بصرامة ويقول الحق دون مجاملة ، وكنت أتعب عندما امشي معه في شوارع كيفه لكثرة من يستوقفونه ويسيرون بجانبه .

لقد علمت بخبر وفاته وحزنت لذلك وآسف إذ لم أتمكن من زيارة ذويه وحين أتذكر أنني لن أتحدث معه علي مائدة الشاي أدرك أن لا جدوى من تلك الزيارة .

يقول الوالد الداه ولد سيد المين ولد احمد في رثاء المرحوم:

رباه هذا الكون والثقلان *** في مأتم الأحزان ينتحبان

قد هد الرزء كل عزيمة *** ورمى الأسي قاصي الوري والدانى

هذي السماء تسح فيض دموعها *** والأرض واقفة عن الدوران

رباه أنت مجيب كل ضراعة *** قيض لهذا الكون من سلولان

هذا امتحان الله يا أهل النهي *** هذي مشيئة باري الأكوان

الموت حق من يجعل يومه *** يمضي وكل مؤجل لأوان

من ذا يصدق أن سيد قومه *** ترك الحمى في ساعة وثوان

ترك الرعية والبلاط وعزه *** ومرابع الأتراب والأقران

ترك المآثر والمكارم والندى *** ومجالس العلماء والأعيان

امحمد محمود هذا مأتم *** يرثي خصالك فيه كل لسان

يا ايها الهرم الذي ما هزه *** في الروع ألف مهند وسنان

يأيها الشيخ الذي ساد ألوري *** ومشت مناقبه بكل مكان

يأيها المعطي إذا منع الحمي *** ومفرح الفقراء والضيفان

هذي المآثر أجرها وثوابها *** تلقاه عند الواحد الديان

استسمح عن الإطالة في الموضوع واختم بهذا الگاف من انتاجي المتواضع:

لُعَادْ الْ مُسَثْنِ مَوْجُودْ *** وَلَ مَا مَحْدُودَ لَعْمَارْ

مَا يَصْبَحْ مُحَمَدْ مَحْمُودْ *** رَوْظَ فَ افَيْرَنِ تَنْزَارْ

النهاه ولد احمدو

22442289

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016