الصفحة الأساسية > الأخبار > مسعود...والخيارات الصعبة

مسعود...والخيارات الصعبة

الأحد 2 كانون الأول (ديسمبر) 2012  05:29

قالها ولد عبد العزيز بكل وضوح في لقائه الأخير مع الصحافة الوطنية " حكومة الوحدة الوطنية لا محل لها من الإعراب"، وهو ما يعني باختصار أن مبادرة رئيس الجمعية الوطنية، لم تكن سوى جملة اعتراضية، في سفر الأزمة السياسية الموريتانية.

قال الرئيس كلامه ذاك، ثم تأبط حقائبه في اليوم التالي، وعاد إلى باريس، دون أن يلتقي بالرئيس مسعود، بينما خص حليفه في "المعاهدة من أجل التناوب السلمي"، رئيس حزب الوئام " بيجل ولد هميد بمقابلة في القصر الرئاسي وهو مؤشر آخر ربما يوحي، بأن العلاقة بين الرجلين تمر هذه الأيام بمنطقة مطبات.

لكن لابد من الإشارة إلى أن الرئيس وقبل أن يطلق "رصاصة الرحمة " على مبادرة مسعود، حاول أن يحمل وزر فشلها للمنسقية، قائلا بأنها هي أول من رفضها، وكأن ولد عبد العزيز أراد أن يقول لحليفة إن "رصاصة الرحمة" تلك إنما جاءت إشفاقا على مبادرته بعدما أصبحت شبه ميتة، لكثرة ما أمطرتها به المنسقية من رصاص غير صديق.

وهكذا وجد رئيس الجمعية الوطنية نفسه في موقف لا يحسد عليه، بعدما تم رفض مقترحه من كلا الطرفين، فتفرق دم المبادرة بين النظام والمنسقية.

فلا مسعود يستطيع اليوم القطيعة مع النظام، لأن ذلك سيعني ببساطة انفراط عقد المعاهدة، خاصة وأن ولد هميد الذي لم يكن أصلا مقتنعا بحوار جديد، عاد وأكد بعد لقائه مع رئيس الجمهورية ومن خلال البيان الذي أصدره حزبه، بأنه متوجه نحو الانتخابات، وهو ما يعني أن طريق العودة إلى الوراء بات مسدودا.

ولا مسعود قادر اليوم على الرجوع إلى المنسقية، لأنها أول من سام مبادرته سوء العذاب، كما أنها وجهت له أكثر من ضربة موجعة، من خلال اتهاماتها الأخيرة له بحماية نظام ولد عبد العزيز في غيابه.

وعلاوة على ذلك فإن إعادة الروح إلى المبادرة، والقيام بمساعي جديدة لجسر الهوة بين الأطراف، يبدو أمرا صعبا المنال في الوقت الحالي. وربما يكون الخيار الوحيد الذي تركه النظام والمنسقية أمام ولد بلخير هو القيام بتأسيس قطب سياسي جديد، يجمع المؤيدين لمبادرته تحت مظلة واحدة، في محاولة للضغط على الطرفين وإجبارهما على الالتقاء في منطقة وسطى، تجعل حل الأزمة ممكنا قبل التوجه للانتخابات. باختصار يمكننا القول بأن الوضعية المعقدة، الناجمة عن رفض ولد عبد العزيز الضمني لتك المبادرة، هي ما جعل صاحبها يلتزم الصمت حتى الآن، في انتظار أن يستجمع ما تيسر له من أوراق مبادرته التي زاد موقف الرئيس من تبعثرها، بحيث باتت عصية جدا على إعادة الترتيب.

آراء حرة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016