الصفحة الأساسية > الأخبار > و انتهت الإنتخابات التشريعية... !/ تدوينة

و انتهت الإنتخابات التشريعية... !/ تدوينة

الخميس 13 أيلول (سبتمبر) 2018  13:14

الحسن محمد الشيخ

مثلت الإنتخابات الأخيرة نموذجا ديموقراطيا فريدا من نوعه في المنطقة رغم ما شابها من تجاوزات ... لكن التحدي يبقى قائما ؛ فعلى السلطة أن تعي أن نجاح هذه التجربة مرهون بالإستفادة من المحاولة و استخلاص العبر و العمل بالديمقراطية قلبا لا قالبا فقط ؛ ذلك أن المواطن سيكفر بها —حتما - ما لم تتحقق العدالة الإجتماعية و العيش الكريم فينزلق الجميع نحو المجهول.

إن النجاح في تنظيم انتخابات متعددية في مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية لأمر يذكر فيشكر غير أن التحدي الحقيقي يكمن في مدى جدوائية رونق الشكل على حساب المضمون و المظاهر دائما خداعة.

فالمواطن في موريتانيا بحاجة إلى معجزة ترتقي به لتخرجه من سلة المهملات قبل أن يدفعه جهله إلى الإنتشاء بنصر فلان أو التحسر على هزيمة علان.. بحاجة إلى خلطة سحرية من العدل و الحرية و المساواة، و إلى وجبة صحية من التعليم و الصحة و الشغل، ليتحقق بذلك نفاذه إلى الخدمة بكل كرامة و استقلالية تامة لا تهزها جاهلية بغيضة و لا عنصرية مقيتة ليساهم بكل كبرياء و شموخ في التنمية الشاملة..

إن ممارسة المواطن في الغرب لحقه في الإنتخاب أضحى ترفا سياسيا لا يزاوله إلا أصحاب الإختصاص و المهتمون بالشأن العام ، ممن يغلبون المصلحة العامة على المصالح الفردية الضيقة؛ لذلك تقدمت بلدانهم و تحسنت ديمقراطيتهم، فاستنسخنا -نحن- التجربة كرها لا رغبة و دون أن نؤسس لها قواعد متينة ننطلق منها إلى بناء وطن متماسك تذوب فيه الفروق الاجتماعية ذات النزعة الجاهلية ، فأضحت ديمقراطيتنا مشوهة تتغذى بالقبلية أحيانا و ترتوي حتى الثمالة بالعرقية و الشرائحية أحايين أخرى .

و اكتفينا بنجاح الشكل من حيث الإنسيابية و التنظيم و السلم الأهلي مع بعض الملاحظات ، و اختزلنا الديموقراطية في أمور كهذه مع توابل حارة ذات مخلفات ضارة؛ كاستخدام المال في جلب أصوات الناخبين و إذكاء النعرات .. إنها منغصات تفاقمت في الأعوام الأخيرة و في هذه الإنتخابات بالذات فأصبح المواطن يقوده بطنه نحو إذلاله و تقيده أمعاؤه عن أداء واجبه بكل شرف؛ فاعتلى السماسرة و التجار و الرجعيون كراسي صنع القرار لتتردى الخدمات أكثر و تتبدد الأموال و يبقى الشعب يعاسر شظف العيش و نكد الحياة في جحيم الحرمان.

إن من يريد لهذا الشعب المسلم المسالم الخير و النماء يجب أن يعمل جادا على إصلاح التعليم و توفير الصحة و تحقيق العدالة و تحسين ظروف العيش للمواطنين ؛ عندها يكون للفرح بنجاح الديمقراطية معنى و للإنتصار على الخصوم السياسيين طعم.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016