الصفحة الأساسية > الأخبار > الطريق إلى بامبيره/ الحسن ولد محمد الشيخ

الطريق إلى بامبيره/ الحسن ولد محمد الشيخ

الأحد 19 آب (أغسطس) 2018  11:33

أرسلت الشمس أشعة ذهبية "بلون الأمل" ، تنفث في الجسم حرارة تبعث على التجلد ، و على التشبث بطعم الحياة الحلو، رغم مرارة كل المنغصات .

كان ذلك غداة افتتاح الحملة الإنتخابية لاستحقاقات 2018. تلك التي قادني الفضول لحضور حفل افتتاحها، و قد كان باهتا حقا، و فيه من المفارقات ما لم يترك للحقيقة من مصداقية.

في الصباح ، انطلقت سيارتنا من حي السيف بمدينة كيفة، و كانت تجوب شوارع عديدة أسلمتنا في النهاية إلى طريق الأمل، و في ذلك عمدنا أقصر الطرق و أنظفها؛ بل أقلها أوساخا، و كنا نلقي التحية على ساكنيها من الجن و الإنس مباركة لهما على حسن الجوار و التعايش بسلام و أمان بضع سنين...

امتطت سيارتنا طريق الأمل .. و كان الأمل غايتنا و الألم هاجسنا .. و في حي النزاهة و قبل أن نودع الديار قابلت أحد أصدقاء الدراسة في دكان صغير على قارعة الطريق .. حدثني في أشياء متفرقة؛ من بينها أنه في مقدمة اللائحة الجهوية، و أن صاحب الدكان هو مرشحهم للنيابيات، فابتعت منهما بعض الأغراض و تمنيت لهما التوفيق و النجاح جملة لا تقسيطا.

تابعنا رحلتنا إلى بامبيرة جنوب ازرافية و في لحظات ودعنا المنازل و النوازل..و قرأنا من القرآن ما تيسر مستحضرين قوله تعالى "لقد جاءكم رسول من أنفسكم... الآية "

و بدأت الطبيعة تكشف بعض محاسنها على استحياء و في حياء تتوق له النفس البشرية في هذا الزمان...

فلا شيء يكسر ذلك السكون إلا رنين الهاتف الذي أبى أن يخرس في وجه هذه الطبيعة الساحرة.

كان المناخ أخاذا ، و كان العبق الفياح من السدر و الشيح الطلح و من أعشاب "التيلوم" ينسينا دخان وعود تصدح بها حناجر ساسة البلد في ترانيم الصباح و المساء، و كان هديل اليمام كأنه يخبرنا أن التغريد خارج السرب كالشرود عن القطيع، كلاهما نشاز في زمن الانصياع للأوامر و الانبطاح في المخافر .

مخرت سيارتنا أرضا مخضلة مبتلة تتباهى أحيانا ببرك أنقى و أصفى من مياهنا المعدنية أيام عذوبتها ؛ ذلك أن نسبة التدليس فيها تساوي الصفر...

هناك خفت الوساوس و ارتاح الضمير و اطمأن البال ؛ فحن القلب و استرجعت الذاكرة أيام الطفولة يوم كنت مولعا بتسلق الأشجار و الهضاب و حتى الأفكار...فأمرت بتوقف المسير لأزقزق قليلا مع العصافير بعيدا عن مكبرات الصوت كي أختبر حريتي، و أثغو مع حملان تترقب عودة الأمهات في زمن الوفر كي نخبر العزيز معا أننا "نعرف عدد الحب في السنبلة" و أننا يوم يعدل سنحسن الانصياع للأوامر و الانسجام في الجماعة و الانضباط الحزبي، و نخاف من التطرف لأن الذئب لا يأكل إلا القاصية .

وهناك أحسست أنني عدت طفلا لا أحمل هما بقدر ما أحمل يما من الآمال و حلما بسيطا بحجم عقل صانع هذا الهاتف الذكي الذي أستخدم.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016