الصفحة الأساسية > الأخبار > كيفه: القول النفيس في نصيحة الرئيس/ عبد القادر الصيام

كيفه: القول النفيس في نصيحة الرئيس/ عبد القادر الصيام

الأربعاء 15 آب (أغسطس) 2018  07:10

عبد القادر ولد الصيام

يعود الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى مدينة كيفة -عصر الْيَوْم الثلاثاء ١٤ اغسطس- بعد ما غادرها منذ يومين نحو الحوض الشرقي، و قد عُرِفَ سكان كيفة -كغيرهم من أهل موريتانيا- بحُسن الضيافة و الترحيب بكل الضيوف بِغَضِّ النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم معهم في التوجه السياسي.

و بهذه المناسبة فإنني أرحِّب بالسيد رئيس الجمهورية -في مدينة كيفة- متمنّيا له مقاما سعيدا، و عودة آمنة إلى العاصمة، و أنتهز هذه الفرصة لأقدّم بعض النصائح الهامة و المستعجلة لفخامة رئيس الجمهورية باعتباري من أهل المدينة و مواطنا موريتانيا يحبّ الخير لبلده و شعبه و قياداته، و هي نصائح يوجبها الدين الحنيف كما في حديث البخاري :"الدين النصيحة" ، و فيه :" و لأئمة المسلمين و عامّتهم"، كما تتطلبها مقتضيات "العقد الاجتماعي" الذي يربط بين الحاكم و المحكوم.

سيادةَ الرئيس:

إن هذه النصائح تنقسم إلى قسمين:

- قسم عام يتعلّق بالوطن و الأمة الموريتانية كلها.

- و قسم يتعلق بالمقاطعة المركزية و الولاية التي تزورونها.

و فيما يتعلّق بالشقّ الأول فإني أذكركم -سيادةَ الرئيس- بأنكم دفنتم أربعة رؤساء سابقين للبلاد- رحمهم الله تعالى- و هو ما يدلّ على أنها "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك"، كما يدل على أن لكل بداية نهاية ، و لكل رئيس فترة محددة و محدودة، و بعد ذلك لقاء الخالق -سبحانه و تعالى - ثم الحساب "يوم يفرّ المرء من أخيه"، و لن ينفعه وزير و لا حكومة و لا حزب أو قبيلة، و هو ما نغفل عنه جميعا!!

و احذروا -سيادة الرئيس- من المنافقين الذين يزيّنون لكم خلف العهد و الحِنث باليمين، و يأمرونكم بمخالفة الدستور، و يطالبونكم بالترشح لمأمورية ثالثة، و يهددّون بالانتحار أو محاكمتكم إن لم تفعلوا، و يُقسمون بالله-جَهد أيمانهم- أن البلد لا يصلح بدونكم ، ناسين -أو متناسين- أن موريتانيا عاشت أربعة عقود و نصف بدون حكمكم، و تعاقَب عليها رؤساء -منهم مَنْ قضى نحبه و مِنْهُم مَن ينتظر- و مع ذلك لم تتوقّف عجلة التاريخ، و هو ما سيحدث بعد مغادرتكم للقصر الرمادي -طوعا أو كرها- و سيكون هؤلاء المنافقون أوَّل مَن يَقلب لكم ظهر المجنّ و يسبّكم بعد أول لحظة تغادرون فيها قصركم -كما فعلوا مع مَن سبقكم-!!

سيادةَ الرئيس:

لقد عانت موريتانيا -في الفترة الأخيرة- من قحط و جفاف، و قد عانت المناطق التي زرتم خلال اليومين الماضيين (في لعصابة و الحوضين) من ذلك أشدَّ المعاناة، و ماتت قطعان كثيرة من البقر، و رغم وعدكم لهم بأن "بقرهم الأحمر" سيزداد و ينمو بعد تصويتهم للتعديلات الدستورية ، إلا أنه -و للأسف- حصل عكس ما وعدتم - و الله غالبٌ على أمره- فقد افتقرتْ أسر كثيرة، و ذلك بسبب ضعف التدخل الحكومي الذي جاء متأخرا و بشكل محدود جدا؛ و بالتالي فإن مسؤوليتكم -كرئيس للجمهورية- تقتضي الاهتمام بهؤلاء المنمّين و دعمهم و تعويضهم حتى لا ينتشر الفقر في البلاد.

سيادةَ الرئيس:

انتشرت في موريتانيا -في الفترة الأخيرة-موجة من حوادث السير راح ضحيتها مآت الأفراد -رجالا و نساء و أطفالا- و هو ما يتطلب منكم العمل على تحسين الطرق و تطبيق القوانين و إجراءات السلامة و معاقبة المخالفين لها، و اعلموا -سيادة الرئيس- أن الله تعالى سيسأل كل من فرّط في هذه الدماء الزكية ،و تذكروا قولة عمر "لما ذَا لم تفسح لها الطريق يا عمر"؟!

سيادةَ الرئيس:

إن موريتانيا تحتاج إلى تحقيق العدالة و تطبيق الشريعة، و العدل بين الرعية، و القسم بالسوية، و العدل في المناصب و الوظائف و المِنَح و الصفقات و الاستثمارات و تقسيم الموارد و الثروات بين الجهات و المواطنين بشكل عادل، وهو ما يتطلب منكم جهودا مضنية لتحقيق ذلك.

و مِن الأمور الملحّة :إنصاف الحمّالين، و تطبيق الحدّ في المسيء إلى النبي -صلى الله عليه و سلم- و هو أمر تناسته حكومتكم و إعلامكم منذ فترة!! كما أنه يوجَدُ معتَقَلون سياسيون معارضون منهم رؤساء أحزاب و مترشحون على قوائم برلمانية وطنية، و بعضهم لا تُعرَف أسباب اعتقاله، و لم تتم إحالته إلى القضاء، وهو ما يتطلب منكم شخصيا -باعتباركم رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء- السعي إلى إحقاق الحق امتثالا لقوله تعالى :" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتكم بين الناس أن تحكموا بالعدل".

سيادة الرئيس:

فيما يتعلق بالقسم الثاني - و المتعلق بالمدينة التي تزورون- فإني سوف أكتفي بأربعة قضايا مُلحّة يحتاجها ساكنة المدينة و هي :

- أولا: توفير المياه الصالحة للشرب:

فَهذه المدينة التي تعتَبَر ثاني أكبر مدينة في البلاد يحتاج سكانها إلى الماء ، و يجدر التنبيه هنا إلى أن المشروع الذي ستدشّنون (آبار نگّط) لا يحل المشكلة ؛ نظرا لقلة المخزون المائي و ملوحته و كثرة الطلب على الماء، و هو ما يستدعي البحث عن حلول دائمة توفر مياها كثيرة و صحية مثل "آفطوط الساحل".

- ثانيا: الكهرباء:

رغم استمرار مشروع بناء المحطة الحرارية -غربي كيفة- و الذي لم يكتمل بعد- إلا أن ضعف الجهد الكهربائي و شبكة التوزيع يستدعيان ضرورة تقوية الخدمة الكهربائية في كيفة و تجديد الشبكة، و نظرا لعلم شركة الكهرباء بذلك، و خوفا من انقطاع الكهرباء عن إقامتكم في مقر الولاية فقد قامت بتوفير مولد كهربائي خاص يضمن لكم استمرار الكهرباء طيلة إقامتكم المؤقتة بالمدينة!!

ثالثا: الطرق:

يحتاج سكان كيفة -و زوار الولاية- إلى بناء طريق يفكّ العزلة عن المستشفى الجهوي الجديد - و الذي يخدم عدة ولايات- و ذلك بربطه بطريق الأمل (المدخل الشرقي للمدينة)، و هو طريق لا يتجاوز أربعة كيلومترات،و قد وعدتْ حكومتكم بإنجازه منذ سنوات، و لم تفِ بوعدها حتى كتابة هذه الحروف.

رابعا: البنى التحتية التعليمية:

تحتاج المدارس - في كيفة- إلى ترميمٍ لفصولها الدراسية و توفير المياه و المقاعد للتلاميذ الذين يفترش كثير منهم الغبراء، و يُعانون من شدّة الحر و العطش في صيف المدينة القاتل!!

سيادة الرئيس:

هذه بعض المطالِب الملحّة التي يحتاجها سكان المدينة -بشكل عاجل- و قد لا تصلكم عن طريق السلطات الإدارية أو "المنتخَبين" المحليّين أو "الأطر" ، و قد أمْلَى عليّ واجب النصح لكم أن أذكِّركم بها ، و أرجو أن تصلكم عبر أيد أمينة (أو عبر تقارير BR/ الدرك) و أن يتم تحقيقها في القريب العاجل مما سيحقّ الخير و التنمية و الاستقرار للبلاد و العباد.

سيادةَ الرئيس:

أعانكم الله على أداء الأمانة، و جنّبكم الغلول و الخيانة، و وفقكم لخدمة بلدكم و شعبكم، و رزقكم البطانة الناصحة، و يعلم الله -تعالى- أني أخلصتُ لكم النصح، و أني لا أريد منكم جزاء و لا شكورا، و لكني قمت بواجبي الشرعي و الأخلاقي، و الله المستعان.

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016