الصفحة الأساسية > الأخبار > أحزابنا و القبيلة ...!

أحزابنا و القبيلة ...!

الأربعاء 25 تموز (يوليو) 2018  06:44

تقترب الاستحقاقات و الشعب لايزال في وهن مما أصابه من قحط وجفاف في هذه السنة العجفاء ، و في نكد من التطلع إلى غد مشرق لا فقر فيه و لا غبن .

و لقد كانت حملة الإنتساب الأخيرة للحزب الحاكم اختبارا قيما للفاعلين السياسيين ، و للناخبين الكبار الذين لم يفهموا القصد ، و إن كانت الدولة من ورائه أصبحت على بينة تامة من حجم الكتل (القبائل) مكرسة بذلك القبلية المطلقة و مشجعة النعرة الجاهلية المقيتة .

في هذه الأيام يتخندق الجميع خلف لافتات مموهة لا تحجب الواقع عن المتأمل ..فليست الأحلاف التي ظهرت مؤخرا إلا قبائل و عشائر وليس الوجيه و الفاعل السياسي إلا زعيم قبيلة أو فارسها المغوار .. و ليست الأحزاب السياسية إلا واجهة مزخرفة تدثرت خلفها قبيلة غاضبة على اختيارات الحزب الحاكم القائم أصلا على مبدإ التوازنات القبلية ..إنها واجهة سياسية بخلفية قبلية .

و إن كان من المفروض أن تسعى هذه الأحزاب إلى النأي عن القبيلة ،و عن فرض إملاءاتها الإقصائية ، فإن المفارقة أغرب حين يكون المثقف الحاذق هو الفارس المقدام و البطل الهمام الذي تتكسر رماح التغيير "الشحيحة" فوق دروعه المحصنة بالفكر تنظيرا للشرف و الحمى و الوجود .

و إن كان بالإمكان أن ننتصر لهذه الأحزاب "الورقية" على أنها رفعت الحرج -قليلا- عن المثقفين المؤمنين بمفهوم الدولة - لا هي - يوم يعارضون أو يحاضرون .. الكافرين بها يوم يوالون أو حين تتعارض مع مصالحهم الذاتية الآنية ، فإنها قد ساهمت في تكريس القبلية بأبشع الصور و تحولت إلى قبائل بأسماء مستعارة .. . و لا تختلف الأحزاب ذات المرجعيات التقدمية أو الإسلامية أو الإشتراكية أو القومية عن غيرها ، فقد أضحت - جهارا نهارا - تتناقض مع مبادئها و هي تتفنن في طرق اقتناص القبليين المغاضبين ؛ أولئك الذين لا يؤمنون بها فكرا و لا منهجا ...

و مع أزمة التناقضات التي تسيطر على المشهد السياسي في البلد ، يغدو المواطن ضحية ، ينتظر تصويته لاختيار آكله من ذئاب غابتنا السياسية .

إن عدم احترام الأحزاب لمبادئها و نظمها يؤدي إلى وجود إدارة غير مكترثة لمعاناة المواطن و لا إلى تطلعاته و آماله ؛ فحين تغيب الثوابت ترتبك المعطيات ، و لا تتحقق الأهداف . و عندها يسيرنا اللامقبول كفاءة باللامعقول منطقا ، فنتيه -كما كنا- مع التائهين في بلاد "السيبة" ، لا ندري أي مسلك يوصلنا إلى بر الأمان . فالحذر .. الحذر من متاهات الرجعيين و سفسطة السياسيين.

و اعلم أيها الناخب أن خطاب أغلب رجال السياسة حلو معسول و أداؤهم مر زقوم .

و أن الوطن يستجدينا كي نحسن الإختيار لئلا ننجر وراء المغريات نحو المجهول مرة أخرى .

و أنه لن تكون هناك تنمية ناجحة مالم يكن هناك تحليل حقيقي للواقع و تخطيط واضح يرسم أهدافا منطقية قابلة للتحقق في المستقبل المنظور ، بعيدا عن التوازنات القبلية و عن فلسفة أحزابنا السياسية ..

الحسن محمد الشيخ

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016