الصفحة الأساسية > الأخبار > في ذكرى رحيل مؤرخ لعصابه المرحوم إسلم ولد محمد الهادي

في ذكرى رحيل مؤرخ لعصابه المرحوم إسلم ولد محمد الهادي

الخميس 10 أيار (مايو) 2018  16:42

اليوم تحل الذكرى الأولى على رحيل مؤرخ لعصابه الأبرز واستاذها الأجل اسلمو ولد محمد الهادي .

ولد اسلم لوالده سيدي محمد بن محمد بن محمد الهادي بن سيدي بن الجلالي بن اعلات بن لمين بن عثمان بن اليزيد البومالكي القلاوي .

ترعرع الوالد اسلم رحمه الله تعالى في بيئة علمية وشعرية مرموقة ، فأخوه الأكبر العلامة القاضي سيدي المختار بن شعيب وهو شيخه ومعلمه الأول، ووالده سيدي محمد بن محمد الهادي فارس مغوار وشاعر حساني مجيد .

ووالدته مات أحمد خطري المرأة التقية الصالحة ، والمربية الناجحة.

في هذه البيئة كانت نشأته وتربيته مما أعطاه دافعا قويا ليكون ذلك الأستاذ الشاعر الذي كرس حياته لطلب العلم ونشره ، وخدمة الناس بتفان قل نظيره .

أولا : التعليم المحظري

نشأ اسلم وتربى في أحضان بئته الإجتماعية ذات الإهتمام بالعلم والعلماء مماجعل ذلك البعد حاضرا لديه منذ نعومة أظافره حيث ولى وجهه شطر محاظر أرگيبة لينهل من معين علومها الجمة ليزداد قربا من الله ، فلم تكن ظروف البداوة والظعن تلك السمة البارزة لدى المجال الموريتاني آنذاك لتأخذ بينه وبين الأخذ بناصية العلم والتطلع في الثقافة المحظرية الناصعة ، ومن أهم المحاظر التي تردد عليها ونهل من معبنها:

محظرة أخيه لأمه القاضي سيدي المختار شعيب في علوم القرآن والفقه.

و محظرة العلامة محمد محمد الهادي علوم القرآن .

محظرة القاضي العلامة محمد عبد الرحمن سيدي عالي "الفقه"

محظرة أهل أحمد الهادي : الفقه

محظرة العلامة حمود متار : علوم اللغة وأصول الفقه.

ثانيا : التعليم النظامي

هاجر الوالد اسلم إلى أبي تلميت يوم كان تألقه الثقافي والعلمي في أوج ازدهاره .

وفي معهد بوتلميت الشهير حط الرحال بين نظرائه من أبناء الوطن الوافدين ، لتتم إعادة وترتيب المعارف والعلوم المحظرية ، فغزارة هذه العلوم التي نال والدنا حظا وافرا منها جعلت من المعهد موجها ومرتبا لأولوياتها لا غير.

هنا وفي ذلك الجو وبين رعيل من نخبة المجتمع الشنقيطي حديث العهد بالمدارس النظامية ، برزت شخصية والدنا الفكرية والثقافية وأطلع أقرانه علي حدة ذكائه وفطنته وطرافته ، ليكون بذلك محط أنظار الجميع .

أكمل المرحوم دراسته وتخرج بشهادة(الكفاءة) كما تسمى في ذلك الوقت ، بعدها رحل إلي الديار السورية معقل الثقافة العربية الإسلامية ، ليعود بعدها برصيد معرفي غزير وطموحات عميقة.

وكان ذلك سنة ١٩٦٩ ثم التحق بالمدرسة العليا للأساتذة والمفتشين بأنواكشوط سنة ١٩٧٠ ، وتخرج منها أستاذا للأدب العربي والتاريخ.

كان مؤرخنا من رواد حركة التعريب في موريتانيا ، وقد سعى إلى تكوين جيل وطني متشبث بثقافته وهويته العربية والإسلامية .

- عمل أستاذا للتاريخ والجغرافيا والأدب العربي في لعيون - وكيفة علي مدي خمسة عشر عاما ، وعين عضوا في المجلس الإقليمي في لعصابه حتي سنة ١٩٧٨ ثم عين في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي مستشارا في المعهد التربوي الوطني ، ثم عين مديرا للمركز التربوي الجهوي في لعصابه إلى أن أحيل إلى التقاعد مع منتصف تسعينيات القرن العشرين.

وعلى مستوى محيطه الإجتماعي جعلت هذه المكانة العلمية من المرحوم قائدا وزعيما لمجتمعه الذي أوتي ملكوت التعرف على نسيجه المتشعب وإن كان لا يرغب ولا يرى في نفسه أحقية على غيره . ، ولكن شواهد الواقع وقرائنه تستوجب ذلك بشكل تلقائي .

ومن أهم أدواره الإجتماعية والإقتصادية والسياسية :

* المساهمة في تأسيس حواضر أهل بو مالك منذ نهاية الستينيات .

* افتتاح المدارس النظامية في هذه الحواضر

* تأسيس التعاونيات والمشاريع التنموية في المنطقة

* أقام أول مشروع لمكافحة التصحر في لعصابه

* من مؤسسي بلدية احسي الطين وشغل منصب عمدتها

من اهم مؤلفاته : " موريتانيا عبر العصور ؛ وتاريخ لعصابه "

في ليلة الأربعاء في تسع خلون من مايوم ٢٠١٧ ، الموافق ١٣شعبان ١٤٣٨ أسلم الروح لبارئها، وفي موكب جنائزي مهي)

ووري الثرى في مقبرة بولنوار الشهيرة مع ذويه

رحمه الله برحمته الواسعه واسكنه فسيح جناته.

بقلم:المهندس عبدالله ولد يعقوب

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016