الصفحة الأساسية > الأخبار > لمن تكون الغلبة في صراع فرقاء الحزب الحاكم بمقاطعة كيفه ؟

لمن تكون الغلبة في صراع فرقاء الحزب الحاكم بمقاطعة كيفه ؟

الجمعة 4 أيار (مايو) 2018  07:02

ظل الاصطفاف السياسي القبلي بمقاطعة كيفه منذ الانتخابات البلدية 1986 يدار من طرف قطبين كبيرين تقود أحدهما قرية كندره غربا وتتزعم الآخر قرية ديسق في الشرق فكانت المكاسب سجالا بينهما يوم لهذا الجانب ويوم عليه.

وتمكن هذان القطبان خلال العقود الثلاثة الماضية من قيادة المشهد السياسي عبر صراع قوي داخل أحزاب السلطة على تعاقبها من أجل الاستحواذ على أكبر جزء من كعكعة التعيينات الحكومية وعلى المقاعد الانتخابية وحول مختلف المصالح والامتيازات.

وكانت الغلبة تأتي لأحد هذين القطبين من درجة نجاحه في كسب أصوات المجموعات القبلية الأخرى التي ظلت تمثل الوزن الحاسم في ترجيح كفة هؤلاء أو أولئك.

وعلى طول هذه الحقبة الزمنية الطويلة من هذه الثنائية جرت عدة محاولات لاستحداث كتلة سياسية ثالثة لا شرقية ولا غربية غير أن ذلك لم ينجح واستمرت الهيمنة لهذه القطبين.

ويمكن القول بأن ترشح السيد محمد محمود ولد الغوث في انتخابات 2013 قد أفرز قوة انتخابية جديدة مثلت البداية الفعلية لتحقيق حلم الطامحين في خلق "القطب الثالث" بمقاطعة كيفه، غير أن وجود الرجل خارج حزب "الدولة" وابتعاده عن المشهد فيما يشبه الانعزال السياسي خلال السنوات الأربع الماضية فوت عليه فرصة تأطير وتنمية تلك القوة السياسية حتى يشتد عودها و تتجذر استقلاليتها مما أفسح المجال لاستمرار سيطرة القطبين التقليديين.

واليوم تبدأ عملية تنصيب هيئات الحزب الحاكم بهذه المقاطعة الكبيرة بعد انتهاء عملية انتساب طبعها الصراع القبلي والتجاذب الضيق فلمن تكون الغلبة وأي فريق يتمكن من اختطاف النصيب الأكبر في هيئات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية؟

لم تعش الساحة السياسية في تاريخ مقاطعة كيفه درجة الغموض كما هي عليه اليوم فقد تميزت المواقف بالتقوقع على النفس ومراقبة ما يجري فكل واحدة من القبائل تدبر أمرها وتعد عدتها ولا تريد أن تكشف أي سر لأي طرف من الأطراف، ويكمن السبب في ذلك - من خلال تجارب الماضي - في تتبع هذه المجموعات لمواقع القوة من جهة ولتلمس إيحاءات السلطة التي غالبا ما يعود إليها الأمر النهائي في توجيه البوصلة.

وحتى كتابة هذا العنصر فإنه لا أحد بإمكانه أن يتحدث عن النتائج التي سيسفر عنها تنصيب الهيئات بهذا الحزب، والملاحظة الوحيدة التي يمكن الآن استنتاجها هي أن كافة المجموعات السكانية ستتوزع بين القطبين المذكورين كما كان يحدث سابقا عبر تحالفات منفعية بالدرجة الأولى وعلى أساس وعود وتعهدات انتخابية ، وإن كان لابد من الدخول في مغامرة التحليل فإننا نعتقد أن قوتين لافتتين ستحسمان الصراع لصالح الشرقيين أو الغربيين في حالة تنسيقها مع أحدهم ويتعلق الأمر بالمجموعات التي يقودها رجل الأعمال الشاب لمرابط ولد الطالب ألمين والمجموعة الوازنة التي يؤطرها السادة : دحماده ولد الشيخ أحمد، زينب بنت اعل سالم ، يعقوب ولد عبد الله وجمال ولد كبود.

أما في حالة توزع هاتين القوتين على القطبين القديمين فإن ميزان القوة سيتقارب على حد كبير وسنكون أمام مزيد من الغموض.

ويبقى عامل آخر مهم للغاية في السيطرة على زمام الأمور في هذه الظرفية القاسية وهو المال خاصة إذا استمر الحزب في إصراره على حضور كافة أعضاء الوحدات القاعدية وهو ما يتطلب الحصول على أساطيل نقل سريعة وعلى إمكانات مادية باهظة لاستضافة الآلاف الذين لا يوجدون الآن في أماكن انتسابهم، فضلا عن شراء ولاءات الناس والاستجابة لأطماعهم المتنوعة.

ومهما تكن مآلات الأمور في الصراع المحتدم اليوم بمقاطعة كيفه وفي غيرها من مقاطعات ولاية لعصابه فإن الساحة السياسية تعود القهقرى وتستسلم للأساليب والاعتبارات القبلية الهدامة ويهيمن عليها الخوف من "المخزن" والطمع فيه وهو ما يؤخر ميلاد اللحظة الديمقراطية والمجتمع المدني المندمج وتبقى مدينة كيفه عطشاء، مهمشة ويظل الخاسر الوطن.

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016