الصفحة الأساسية > الأخبار > إكــذب عَلَيْ فأنا مجرد مواطن من مواطني كيفه

إكــذب عَلَيْ فأنا مجرد مواطن من مواطني كيفه

الأربعاء 29 كانون الأول (ديسمبر) 2021  04:00

قرأت عن الكذب والكذابين والدجل والدجالين، فلم أجد أكذوبة على مر التاريخ أكبر من أكذوبة أقرؤها مطلع كل شهر ويقرؤها معي آلاف الضحايا من اهالي مدينة كيفة، إنها الأكذوبة التاريخية المدونة على فاتورة الماء وهي: ” الماء الصالح للشرب”، أكذوبة العصر وأعجوبة الزمان ومهزلة القرون.

يمسك الضحايا هذه الفاتورة وتتجه أعينهم عن قصد أو غير قصد نحو الثمن مباشرة، أما بالنسبة لي فالأمر مختلف شيئا ما لأنني أبدأ بالعنوان هل تم تصحيحه أم ليس بعد، وأقول في كل مرة إنه مجرد خطأ مطبعي تسببت فيه آلة النسخ المجرمة وسيتم تصحيحه في الشهر المقبل لأن العبارة الصحيحة طبعا هي ( الماء الطالح للشرب )وربما ( الماء المالح للشرب) . لكن مع بالغ الأسف طال انتظاري وبقيت تلك العبارة الحزينة تتردد على مرآي ومسمعي كل شهر ” الماء الصالح للشرب ” ولا زالت آلة النسخ الحقيرة تكذب علينا. قلت في نفسي عار علينا نحن أهل مدية كيفة الذين بلغت سمعة “طيبتنا” كل انحاء الوطن أن نعتدي على الماء الصالح للشرب بهذه الطريقة وأن نطلق هذه العبارة البريئة على هذا السائل المر المالح العجيب الذي يسري في أنابيب بيوتنا أحيانا وينوب عنه الهواء أحيانا أخرى, هذا ان وجد اصلا.

فكرت مليا : ما العمل؟ إنه سؤال بريء لكنه قد يجرني إلى مشاكل لا تحمد عقباها… وردت على ذهني فكرة، وهي أن أنزع عني ثوب المواطن “الخجول” لبرهة من الزمن وأقصد أحد المسؤولين المحترمين وأقول له : يا سيدي ” جئتك قاصدا راغبا ولا تعتبرها مني قلة صواب” فأنا مواطن بسيط “متْبَدِّي” أكفل أسرة وأكافح من أجل العيش ولا أعلم شيئا عن السياسة ولا أنتمي إلا لعائلتي. أنا فقط اقرأ على فاتورة الماء عبارة خاطئة وجئت لأنبه سيادتكم كي لا “يضحك علينا البراني”، من فضلكم غيروا تلك العبارة أو زودونا بالماء... الماء الصالح للشرب ، وإن كنت يا سيدي أحبذ الحل الثاني ” إن جاء على خاطركم طبعا” لأنني يا سيدي أدفع ثمن فاتورة الماء غير الصالح للشرب وأيضا فاتورة الماء الصالح للشرب الذي أشتريه بالتقسيط عند “مول شاريت”، كما أن الماء الطالح يغيب لفترات طويلة، فلا أجد ما أنظف به ثيابي وصحون مطبخي فأعيش وضعا مزريا في بيتي وأجدني محرجا مع أهلي وضيوفي.

أنا يا سيدي لا أطلب وظيفة ولا أطلب مستشفى جامعيا ولا جامعة ولا أطلب مرافق رياضية وترفيهية لأنني أعلم أنها مطالب غير مشروعة لأنني مجرد مواطن في ثاني مدينة بعد العاصمة حسب التعداد السكاني (كيفة) ، يعني مواطنا من الدرجة الرابعة يريد البقاء على قيد الحياة فقط ويرضى ب”النصيب” ويردد دائما عبارات الولاء للوطن الحبيب من قبيل “الوطن نعمة من الله أنعمها علينا” “ بالروح والدم نفديك يا وطن ” ” حب الوطن من الإيمان” …

لقد أعجبتني كثيرا فكرة زيارة المسؤول وإن كان الصواب أن المسؤول هو من عليه زيارة المواطن وتفقد أحواله ورصد همومه ومشاكله، لكن لا بأس فنحن في كيفة فقط.

توضأت وصليت ركعتين وودعت أهلي وأوصيتهم وصية المودع ثم انطلقت نحو مقر المسؤول في سابقة تاريخية من احد ساكنة كيفة ، كلماتي تتلعثم وجسدي يرتعد، لكن لحسن الحظ لم أجد المسؤول في مكتبه، ثم جئته مرة ثانية لكنه مشغول وليس مستعدا لاستقبالي… جئته مرة ثالثة فقال لي حارس البوابة : ” يا أحمق أتريد ان تيتم أطفالك؟” نظرت إليه باستغراب شديد فاسترسل قائلا: أنت جئت تطلب الماء الصالح للشرب يعني أن الآخرين سيفعلون مثلك، إذن أنت تحرض الآخرين على التظاهر يعني أنك (#عميل #عنصري #معارض #إيراوي #فيسبوكي) وتسعى للفتنة، وبالتالي أنت ثوري وتتلقى دعما خارجيا وتريد زعزعة استقرار الوطن وزعزعة الثوابت وخرق الدستور…

قلت له : الحمد لله أنك لم تحملني مسؤولية ثقب الأزون وتأسيس داعش وتنظيم القاعدة، والحمد لله أنك لم تتهمني بامتلاك أسلحة الدمار الشامل… ثم عدت أدراجي فقلت في نفسي إن هذا الغبي لا يدري أن في السجون ماء صالحا للشرب، أما كيفة فهي سجن واسع مفتوح ليس فيه ماء صالح للشرب… لقد قلتها في نفسي فقط لأنني وكغيري من الجبناء في كيفة لا نستطيع أن نطلب شربة ماء نرتوي بها كأبسط شرط من شروط الحياة. وحق لنا أيضا أن نغير الألقاب والجهات التي ننتمي إليها لتصبح ألقابنا “نحن مواطنين من مدينة كيفة إذن نحن غير موجودين.

#أروايت_كيفه

#يتواصل

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016