الصفحة الأساسية > الأخبار > أنقذوا المنمين في لعصابة !/ عبد القادر ولد الصيام

أصداء كيفه

أنقذوا المنمين في لعصابة !/ عبد القادر ولد الصيام

الخميس 17 أيار (مايو) 2018  05:05

تُعتَبَر الثروة الحيوانية ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني حيث يقدّر عددها بأكثر من ثلاثة و عشرين مليون رأس - طبقا لوزارة البيطرة (٢٠١٧) بل إن إحصائيات وزارة التنمية الريفية (٢/٢٠٠٦) تشير إلى أن هذا القطاع يساهم بنسبة ١٣٪؜ من الناتج الاجمالي الخام و يوفر ٢٥٣ ألف وظيفة.

و بالنسبة لولاية لعصابة فإن التقديرات تشير إلى أن قرابة ثلثي سكان الولاية (٧٠٪؜) يعتمدون بشكل رئيسي على التنمية الحيوانية، و هو ما يعني أن أي أزمة يتعرض لها هذا القطاع تعرّض الأمن الاقتصادي و الاستقرار في الولاية إلى مشاكل خطيرة.

و مع استفحال الجفاف و تناقص الأمطار و ندرة المراعي يعاني المنمون من مشاكل حقيقة في سبيل الحفاظ على ثروتهم الحيوانية التي هي عِمادُ حياتهم.

و قد عبّر أستاذُنا- و مربّي الأجيال- بدّين ولد آمّين عن بعض تلك المآسي و المعاناة في مقاله المنشور على وكالة كيفة للأنباء بعنوان :" علف ولاية لعصابه .. لعن الله الكاذب ولو كان مازحا " حيث تزاحمت المواشي على مراعي لعصابه و أصبح المرعى هشيما تذروه الرياح؛ مما اضطرهم للنزوح إلى الحدود الماليّة، و حيث تم توزيع خنشة واحدة (٥٠ كغ) لكل منمّ قبل أن يتم إصدار قرار بتوقيف التوزيع إلى إشعار آخر.

و قد نبّه رئيس رابطة المنمين في كيفة الوالد : أحمدو ولد حمّد على ذلك مرارا و تكرار في مقابلات و تقاريرَ نشرتها وكالة كيفة للأنباء.

الخطة الاستعجالية.. جعجعة بلا طحين!

أعلنت الحكومة الموريتانية في ٢٨/١٢/٢٠١٧ على لسان مفوضة الأمن الغذائي السيدة: نجوى منت الكتّاب عن خطة استعجالية عُرفت باسم "برنامج دعم الثروة الحيوانية لصالح المنمّين” PAC 2018 من أجل توفير و توزيع الأعلاف عن طريق حوانيت "أمل" البالغ عددها ١٤٠٠ حانوتا على المستوى الوطني، و مع ذلك فلم يتم توزيع الكثير من الأعلاف -كما ورد في رسالة أستاذِنا بدّين ولد آمّين- و كما نقلت وكالة كيفة للأنباء.

و بحسب السيد أحمدو ولد حمّد - رئيس رابطة المنمين في كيفة- فإن الخطة الاستعجالية لسنة ٢٠١٢ كانت أكثر فعالية رغم أن تكاليفها كانت إثنا عشر( ١٢ ) مليارا فقط، و لم يتم توزيع أكثر من ثلثيها (٢/٣) فأين الخلل؟ و ما الذي أصاب الخطة الاستعجالية الحالية ؟

توزيع لا يُسمن و لا يُغني من جوع:

بحسب المكتب الوطني للإحصاء و البرنامج الجهوي لمكافحة الفقر (٢٠٠٠) فإن مجموع قطعان ولاية لعصابة هو :

١٠٩.٦٨٩ رأسا من الإبل

١.٦٢٧.٤٦٤ رأسا من الغنم

٢٤٤.١٦٩ رأسا من البقر

و بحسب وزارة الشؤون الاقتصادية و التنمية فإن نسبة النمو الحيواني في موريتانيا هي ٣٪؜ سنويا، و مع ذلك فقد تم توزيع خنشة واحدة (٥٠ كغ) لكل منمّ قبل أن يتم توقيف التوزيع إلى إشعار آخر، و ليست لعصابة ببِدْعٍ في ذلك، فهذه الخطة الاستعجالية ذات الأربعين مليارا "عدلت في الظلم و الغبن" بالنسبة للولايات الرعوية و سوّت بينها و بين غيرها في التوزيع، فمثلا تم توزيع عشرين طنا (٤٠٠ خنشة من فئة ٥٠ كغ) في باسكنو التي يوجَدُ بها أكثر من ٢٤٠ ألف رأس من الغنم، و ١٠٥ آلاف رأس من البقر، و آلاف أخرى من الإبل!!

ورشات و نقاشات ... و لا تأثير أو عمل!

مع استفحال الجفاف وتناقص المصادر الرعوية و المائية للمنمّين تقوم السلطات بتنظيم ورشات و ندوات حول القطاع و تطويره دون أن يكون لذلك تأثير إيجابي على المنمين أنفسهم!!

و في هذا الإطار يجدر التنبيه إلى أنه في يوم ٤ مارس ٢٠١٧ احتضنت مباني المندوبية الجهوية للبيطرة بولاية لعصابة ندوة حول "دراسة تشخيصية للموارد الرعوية بولاية لعصابه" تحت إشراف المندوب الجهوي للبيطرة الدكتور محمدا ولد السيد، و شارك فيها ممثلون من "البرنامج الجهوي لدعم الوسط الرعوي في دول الساحل PRAPS” و آخرون.

و قبل نهاية الشهر نفسه ( يوم ٢٥ مارس ٢٠١٧) تم تنظيم ندوة أخرى -في كيفة- خاصة ب"التشاور حول الخطة الوطنية لتطوير قطاع الثروة الحيوانية" تحت إشراف المستشار الفني لوزيرة البيطرة المكلف بالانتاج الحيواني المهندس : محمد الأمين ولد حكّي و بتمويل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة الFAO، فأين نتائج هذه الورشات سوى ارتفاع أسعار العلف و عدم توفّره في الأسواق؟!!

ارتفاع أسعار العلف ، و عدم توفّره في الأسواق:

بحسب وكالة الأخبار إنفو ( ١١/ يناير ٢٠١٨) فإن أسعار العلف ارتفعت بنسبة ٤٥٪؜ (من ٣٨٠٠ إلى ٥٥٠٠ أوقية للخنشة الواحدة بالنسبة لعلف "البركة") فأين هي الخطة الاستعجالية لسنة ٢٠١٨؟ و ما هي آثارها الإيجابية على المواطنين سوى عدم توفير العلف -الذي يرى كثير من المنمين بأن الدولة اشترت كميات كبيرة منه و قامت بتخزينها مما أدى إلى ارتفاع الطلب عليه في السوق و غلائه بشكل كبير؟!!

من يُنقذ المنمين و أهل لعصابة ؟!

كما ذكرتُ-سابقا- فإن بعض التقديرات تشير إلى أن حوالي ٧٠٪؜ من سكان لعصابة يعتمدون بشكل مباشر على التنمية الحيوانية، و إذا لم يتم إغاثتهم -قبل فوات الأوان-فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الفقر و عدم الاستقرار في الولاية، هذه الولاية التي يبلغ عدد سكانها -حسب المكتب الوطني للاحصاء- سنة ٢٠٠٦: ٢٤٢.٢٦٥ شخصا منهم : ١٢٨.٤٦٦ من الإناث ( و ١١٣.٨٩٩ من الذكور) و من الأطفال تحت سن الرابعة عشرة ١١١.٤٦٩ . و من سكان لعصابة ٤.٢٤٨ معاقا، و ٩٥.٤٢٥ أميا ! فكيف لو ساءت أحوال المنمين و ارتفعت نسبة الفقر ؟ فمن سيُعيل هذه الآلاف المؤلفة من الإناث و المعاقين و الأميين و الفقراء الذين لا حول لهم و لا قوة و ليس لهم من يسدّ خلَّتهم ويكفي مؤونتهم؟!!

فهل ستستجيب السلطات؟ و هل ستتدخل قبل فوات الأوان ؟ و لما ذا لا يتحرك السكان و يُعلنوا رفضهم للظلم و الفقر و التهميش؟

اللهم أغثنا!

2 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016