الصفحة الأساسية > الأخبار > مضايقات وعمليّات تحايل على الحدود الموريتانية الماليّة

مضايقات وعمليّات تحايل على الحدود الموريتانية الماليّة

الأربعاء 12 نيسان (أبريل) 2017  05:27

الموريتانيون الذاهبون إلى مالي و كذلك الماليون القادمون من موريتانيا عبر وسائل النقل العمومي يجدون أنفسهم عرضة لشتى أنواع التحيّل سواء تواجدوا على هذه الجهة من الحدود أو على تلك ( ڨوڨي موريتانيا و ڨوڨي مالي ) ... فالمراكز الحدودية الخمس الواقعة على الجهة الموريتانية انطلاقا من كوباني و كذلك الخمس الواقعة على الجهة المالية هي عبارة عن مناطق رمادية يلتقي فيها المسافرون بمختلف مشاربهم و بها تعدّ كل أنواع التحيّل عليهم مباحة.

عناصر الشرطة و الدّرك و خفر الحدود الموريتانيون و الماليون لا يتردّدون في احتجاز المسافرين لما يزيد عن الأربع و العشرين ساعة و لا يتوانون عن ابتزاز أموالهم حيث يضطرّ المسافر المالي لدفع 5000 أوقية موريتانية، أي حوالي 13 يورو بينما يتعيّن على المسافر الموريتاني دفع 10.000 فرنك من عملة المجموعة الافريقية، أي ما يقارب 15 يورو كما أنهم يسلّمون هذه المبالغ دون الحصول في المقابل على أي إيصال يثبت قانونية العملية. هذا التحيّل يتم بشكل متواز على هذه الجهة من الحدود و على تلك. و يتولّى المراقبون التابعون لوكالات النقل و الذين يتناوبون على مختلف المحطّات جمع الاوراق النقدية ثمّ يسلّمونها في ما بعد إلى قوّات النظام. من ذلك مثلا ما يقوله هذا المراقب مخاطبا المسافرين بمحطّة ڨوڨي : " إذا أردتم أن تسير الأمور بسرعة، أدخلوا أيديكم إلى جيوبكم... ليس لدينا الكثير من الوقت لنضيّعه... هيا أسرعوا ! ".

هذه الممارسات تثير حنق مامادو الذي يقول متذمّرا : " أسافر عبر هذه الطّريق منذ ما يزيد عن العشرين سنة و لم أعرف أبدا وضعا أسوء من هذا الذي أصبحنا نعيشه خلال هذه السنوات الأخيرة. لقد بتنا نشعر كما لو كان البلٙدان في حالة عداء معلن بحيث يستوجب الأمر كل مرّة دفع المال من أجل الدّخول إلى موريتانيا أو الخروج منها... كل هذا لا يمكن السكوت عنه ".

الرمي باتفاقية التنقل الحر عرض الحائط

هذه الممارسات تصبح أكثر بشاعة إذا ما علمنا أن موريتانيا و مالي أمضيتا معاهدة بشأن حرّية التنقل و الاستقرار للأشخاص و الممتلكات و أن رئيسي البلدين كانا قد ذكّرا في نواك شوط سنة 2014 بضرورة التطبيق الصّارم لهذه الاتفاقية التي بموجبها لا يخضع المسافرون لأي إجراء باستثناء المراقبة الأمنية و التسجيل بالمراكز الحدودية. غير أن الإجراء الأمني بات ثانويا و أصبحت الورقة النقدية وحدها التي تؤمن العبور، بل و حتى المسافرون الذين تكون وضعياتهم قانونية و تكون بحوزتهم كل الوثائق المطلوبة لا يقع استثناؤهم من هذا الابتزاز.

وحول هذه الأساليب تقول السيّدة ديارّا بغضب واضح : " أنا عسكريّة أعمل برتبة ظابط بالجيش المالي و ها هي بطاقتي المهنية... بحوزتي كذلك جواز سفر دبلوماسي كما أنني زوجة دبلوماسي مالي يباشر عمله حاليا في موريتانيا... لكن كلّ هذا لا يجدي نفعا إذ تتم معاملتي مثل أي امرأة عادية... ".

من باب المعاملة بالمثل ...

خفر الحدود المتمركزين في ڨوڨي الماليّة يلقون بالمسؤولية على ما أسموه " وقاحة زملائهم الموريتانيين "، إذ يشرح لنا أحدهم و هو يستلم ال 20.000 فرنك من العملة الإفريقية التي كان أحد المراقبين يضعها في يده : " أبناء وطننا يعانون الأمرّين في هذا البلد و يعانون من الاحتقار و من شتى المضايقات ... الموريتانيون الذين يأتون إلى بلدنا يعرفون حقّ المعرفة أن موقفنا منهم لم يتغيّر إلا بعد ورود العديد من التشكّيات من قبل أبناء وطننا. لقد قرّرنا معاملتهم بالمثل عسى أن نجعل زملاءنا الموريتانيين يعودون إلى رشدهم تجاهنا".

المقصف الذي يطبخ فيه كل شيء

في ڨوڨي الموريتانية يمثّل المقصف محورا للجاذبية يلتقي عنده الجميع و فيه تتهاطل على المسافرين الوافدين لتوّهم الخدمات و السّلع، يعرضها عليهم سائقو دراجات الأجرة و تجار التفصيل و بائعو شرائح و بطاقات شحن الهاتف الجوال و يبيعونهم إياها بضعف سعرها. لكن من بين كل هؤلاء، الأخطر على الإطلاق هم بالطبع تجار العملة ... فهم بالإضافة إلى سعر الصّرف المشطّ الذي يفرضونه على الحرفاء، يشتغلون كذلك مخبرين و وسطاء لفائدة رجال الشرطة. و في هذا المقصف كذلك تنطلق ألسنة المسافرين المستمتعين بأخذ قسط من الرّاحة بعد أن سدّوا رمق بطونهم الجائعة فتسمع العديد من القصص ...

من بين هذه القصص هذه التي يرويها موسى كوليبالي الذي تجاوز الثلاثين بعدّة سنوات : " أنا من مالي و أسافر صحبة أربعة من الأصدقاء. سنلتقي بمجموعة أخرى تتكوّن من ستّة ماليّين كانوا قد سافروا قبلنا. هدفنا الوصول إلى أوروبا عبر المغرب ". موسى و أصدقاؤه الذين استبدلوا النقود التي كانت بحوزتهم ببضعة دراهم مغربية ثمينة يقولون أنهم مستعدّون لمواجهة مصيرهم ... " أنا متأكّد أن العديد من العوائق ستكون في مواجهتنا لكن، و لأننا نؤمن بالقدر، فلن نستسلم أمامها ... و لدى وصولنا للحدود الموريتانية المغربية، سنجد حتما الفرصة لاستغلال غفلة من رجال الدّرك و الولوج إلى الأراضي المغربية ". هكذا تحدّث موسى الذي في ما يبدو مرّ في السّابق بمثل هذه التجربة.

ذلك أن رجال الشرطة و خفر الحدود ، بالرّغم من مهارتهم الفائقة في ابتزاز الموال من المسافرين، يبدون أقل خبرة بكثير عندما يتعلّق الأمر بالتفطّن إلى محاولات اجتياز الحدود خلسة... و الدّليل على ذلك مثلا أن أربعة كونغوليّين كان قد وقع طردهم من موريتانيا تمكّنوا، انطلاقا من هذا المقصف تحديدا، من العودة إلى الأراضي الموريتانية سالكين سبلا ملتوية ساعدهم على عبورها مهرّبون على متن درّاجاتهم النّارية.

dune-voices

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016