الصفحة الأساسية > الأخبار > ما هكذا ياسعد تورد الإبل : حُداءُ المزارع في منطقة ابرودة"

ما هكذا ياسعد تورد الإبل : حُداءُ المزارع في منطقة ابرودة"

الجمعة 27 كانون الثاني (يناير) 2017  09:32

سد ابروده

"ما هكذا ياسعد تورد الإبل" : حُداءُ المزارع في منطقة ابرودة

يحكى أن سعد بن زيد منات أورد إبلا لأخيه مالك إلى الماء فاشتمل بثيابه ولم يحسن القيام عليها والرفق بها فقال مالك : (أوردها سعد وسعد مشتمل ​​ما هكذا يا سعد تورد الإبل)

وأصبح مثلا فيما بعد عند العرب يضرب لمن لا يحسن ما تهَمَم له ولا يجيد ما توجه إليه .

تذكرني بهذا البيت وقصته شركة (باتير) المكلفة بإصلاح سد ابرودة تلك الشركة التي نالت بقدرة قادر صفقة بناء السد وترميمه ولم تكن لها على ما يبدو أي خبرة، ولا تملك أي إمكانات تخولها خوض هذه المغامرة فتلاعبت بمصالح الناس وأرزاقهم وضيعت عليهم فرصة ترميم هذا الصرح التنموي العتيد تبخرت أحلام الساكنة وتبددت آمالهم بعد سنين من التسويف والتلاعب .

ولا يحدثك اليوم أحد من ساكنة المنطقة في شأن سد ابرودة إلا ورأيته منكسر الخاطر يتخلل كلماته المثل أعلاه، إما بلفظه وإما بمعناه ولولا أنه يقرأ في كتاب الله [ لا تقنطوا من رحمة الله ] لكان فاقد الأمل بالكامل فقد أثبتت السنون وثبت للحاضرين والغائبين عجز الآليات المتخذة لإنجاز هذا المشروع الهام إلى درجة أن ارتبط بذكرها الإحباط وخيبة الأمل وأصبح تكليفها بالمهمة يساوي – في نظر البعض – الإهمال وعدم المبالات بقضية تهم كل المواطنين في بلدية أحسي الطين .

وكلما تحرك القوم وانبعث الأمل من جديد بدأت آليات "باتير" العرجاء تزحف على العصى متوجهة نحو ابرودة لتطفىيء جذوة الحماس وتقلل من نتائج أي حراك، وما إن ينتهي الحراك حتى تتوقف عن العمل .

وكانت بداية هذه اللعبة سنة ألفين واثنتى عشر (2012) وبعد محاولة لإنهاء معاناة دامت عقودا من الزمن شارك فيها الأطر والوجهاء والمثقفون وبعد أن تم إعلان القضية أمام رئيس الجمهورية في أول زيارة له لولاية لعصابه في لحظة يأمل المواطن حل مشاكله و تلبية مطالبه لحظة اتخاذ القرارات الجريئة ، وتطهير البلاد من الفساد والمفسدين والقضاء على الصفقات المشبوهة التي دفعت بشركة باتير ومثيلاتها من الشركات العاجزة إلى الواجهة، وتلبية للمطالب المتكررة الداعية لإصلاح سد ابرودة، تم تكليف مشروع التنمية المستدامة (الواحات) بتمويل المشروع لتتولى شركة (باتير) تنفيذ الأعمال.

وغمرت الفرحة جميع المواطنين الأيام الأولى من عمل الشركة رغم وجود مشككين في قدرتها على القيام بالمهمة الموكلة إليها .

ومع نهاية سنة ألفين واثنتى عشر (2012) أنهت الشركة أعمالها مدعية إصلاح السد وإنهاء المشكلة .

وفي الخريف الموالي تنادت السيول على ملتقى الوديان "تنشيبة، ولخنك، والحفر العمية، والحيمر و فوق" ... تحيي المجاري الصغيرةُ بالرقرقة والهدير هواها، تردد متهكمة على شركة (باتير) وأشغالها السيزيفية :

ماهكذا ياسعد تورد الإبل

ماهكذا ياسعد تورد الإبل

مسطرة بالبند العريض على سلسلة جبال تكانت :

"إنها النهاية والرحيل للسنم الضعيف ومفرجته المتهالكة".

وفي الصباح الباكر ودعت الأهالي وفتحت صفحة جديدة من اليأس وخيبة الأمل بين صفوف المزارعين ليتكرر المشهد نفسه في السنة الموالية ألفين وثلاثة عشر (2013) بعد زيارة وزير الزراعة : إبراهيم بن محمد أمبارك .

وفي سنة ألفين وخمسة عشر (2015) أعلن عن زيارة لرئيس الجمهورية السيد : محمد بن عبد العزيز سيؤديها إلى منطقة ابرودة من أجل معاينة السد والإطلاع على مراحل العمل في ترميمه : بناء السنم والمفرجة من جديد .

وعادت الفرحة لسكان المنطقة مرة أخرى وجاءت البشرى مكان اليأس وخيبة الأمل وأمام هذا المشهد وأمام الحشود المتوافدة من كل أرجاء الوطن وعلى وقع الزغاريد والأناشيد تقديرا لزيارة العمل والإطلاع أبت شركة (باتير) إلا أن تواصل تغطيتها على العجز الحاصل مقدمة في ذلك نفسها على مصلحة المواطن غير أنها لم تسعد في تلك اللحظة بمواصلة ألاعيبها ؛ توقفت آليتها (الحفارة) قبل وصول رئيس الجمهورية لعين المكان.

ولدى وصوله ابرودة بدأ زيارته بقراءة لوحة البيانات الفنية المنجزة من طرف مشروع الواحات ثم استوى على السد وشاهد الآلية المتهالكة وحجم السد : طوله وعرضه وأدرك مدى الأهمية الاستراتيجية له كأحد أهم أقطاب التنمية في البلد، حينها جاءت لحظة الحقيقة وقيل: الآن حصحص الحق، ولن تنتهي الزيارة حتى تسحب صفقة إصلاح السد من شركة (باتير) ونؤتى بقوة قادرة على أن تجعل لنا سدا دونها.

لكنهاالأماني التي لم تتحقق بعد ، بل على العكس من ذلك، كسبت الشركة ثقة الوزارة المعنية ونجحت في التغطية على عجزها أمام رئيس الجمهورية وأمام الجميع، لتواصل تخييب الآمال وإحباط النفوس فترة أخرى من الزمن.

وفي سنة ألفين وستة عشر (2016) شهدت المنطقة حراكا شعبيا كبيرا ختم بمسيرة تطالب بإصلاح السد وإلغاء العقد مع الشركة ، انطلقت المسيرة من تجمع قرى ابرودة حتى وصلت عاصمة الولاية كيفة قاطعة مسافة ١٠٠ كلم، في نضال سلمي متحضر .

نتيجة لذلك الحراك سارعت الحكومة بإيفاد وزيرة الزراعة ومدير مشروع الواحات -الجهة الممولة- وأٌخذ العهد على الشركة من جديد بإصلاح السد قبل فصل الخريف لكنها رفضت – صامدة – إلا أن تثبت عدم جديتها في العمل و مواصلتها التلاعب بمصالح المواطنين وغابت عن المشهد لفترة لتظهر بالأمس مسرحية جديدة يروج لها العاملون في الشركة.

وقالوا غـــدا بــشرى لــكم ولأهلكم ​​(وردوا له سفعاء فدعاء فاقدا

على ذي سمات أخرم الأنف خاشع ​​تعود ألا يــبرح الدهر ناشدا)

فإلى الله – أولا - نشكو حالنا، عسى أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده، وإلى رئيس الجمهورية السيد : محمد ولد عبد العزيز وحكومة معالى الوزير الأول: يحي ولد حدمين نرفع مطالبنا المنحصرة في معنا واحد :

إصلاح سد ابرودة الكبير وإنهاء المشكلة في أقرب الآجال حتى نسمع صرير الماء يزف البشائر والمسرات ونرى الموج يعود ليصافح الأهالي ويعانق صفراء الرمال وطوال النخيل وتغمر الفرحة جميع المزارعين (( ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون )) .

العمدة المساعد لبلدية احسي الطين

أ. محمد الأمين ولد محمد الطالب

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016