الصفحة الأساسية > الأخبار > موريتانيا: حَملةُ الشهادات من ذوي الاحتياجات الخاصة يبحثون عن التوظيف

موريتانيا: حَملةُ الشهادات من ذوي الاحتياجات الخاصة يبحثون عن التوظيف

الثلاثاء 20 كانون الأول (ديسمبر) 2016  12:08

فاطمة تحمل شهادة البكالوريوس في القانون. لتحصل عليها تحدت الإعاقة الحركية رغم اكراهاتها واستطاعت مواصلة دراستها في ظروف قاسية ، وبعد تخرجها شاركت في مسابقات توظيف حكومية عدة، وكانت في كل مرة تتجاوز الامتحان الكتابي بتفوق لكنها تُصدَم بإقصائها من قبل اللجنة المشرفة على امتحانات التوظيف ،بحجة أنها غير قادرة بدنيا على مزاولة هذه الوظيفة. وتؤكد "فاطمة " أن إرادتها ازدادت صلابة كالصخور، رغم حرمانها من العمل لسنوات ،حيث باشرت رفقة زميلاتها من نفس الفئة بإطلاق سلسلة نشاطات اعلامية عبر الصحف وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بمعاناة هذه الفئة بغرض انصافها ،وهو ما تجسد بعد عام من النضال، إذ قررت الحكومة الموريتانية بداية 2015 بالتزامن مع إحياء اليوم العالمي للمعاقين تنظيم مسابقة اكتتاب لذوي الاحتياجات الخاصة كانت الإعاقة فيها شرطا للقبول ،لا للإقصاء كما كان شائعا في نظام المسابقات.

و تُضيف فاطمة التي التقيناها داخل معهد التعليم التكنولوجي بنواكشوط ،أين تزاول أول دفعة من ذوي الاحتياجات الخاصة من حملة الشهادات العليا تدريبها، في انتظار اكتتابها كموظفين في مختلف الوزارات الموريتانية : "قبل سنوات كان وُلوجنا كفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى سلك الوظيفة العمومية، أشبه بحلم بعيد المنال، حيث كانت كل المسابقات تُقصينا بسبب الإعاقة التي قدرها الله لنا ولم نخترها بأنفسنا. وجاء قرار الحكومة الموريتانية في 2015 والقاضي بدمج 100 من حملة الشهادات المعاقين في الحياة النشطة ،بمثابة معجزة أخرجتنا من ضيق اليأس الى رحابة الحياة وفسحة الأمل".

أحمد الجيلاني يمثل مثل فاطمة قصة إصرار و نجاح أخرى. سيكون خلال شهور قليلة أول ضرير موريتاني يشغل منصب مفتش شغل و هو لا يخفي سعادته بدمجه ورفاقه في الحياة النشطة، لكن في المقابل يرى أنه سيكون عاجزا عن تأدية مهامه الوظيفية.

ويعزي "الجيلاني" ذلك في حديثه لـ"أصوات الكثبان" إلى افتقاد الدولة الموريتانية للأجهزة التكنولوجية التي تعين المكفوفين على مزاولة عملهم ،وهو ما يجعل الصورة قاتمة عنده بالنسبة لمستقبله الوظيفي ، متسائلا عن ماذا ينتظرهم شهر يناير المقبل موعد دمجهم في الوظائف ،هل ستقوم الدولة بتوفير تلك المعدات لهم ؟ أم أنها ستجبرهم على البقاء في منازلهم ودفع رواتب رمزية تعينهم وعائلاتهم على مصاعب الحياة ؟.

هواجسُ عدم التوظيف لدى "الجيلاني ،"تتقاسمها معه "خديجة ومريم" زميلاته في الدفعة ، حيث عبرن في حديثهن ل"أصوات الكثبان" عن خوفهن من تخلي الدولة عنهن في هذه الظرفية ،خاصة أن الأشخاص المكفوفين والمعاقين إعاقة كاملة وهم الغالبية قدمت لهم وعود بتوفير وسائل لوجستية وتكنولوجية ستعينهم على تأدية مهامهم على الوجه المطلوب ،وهي الوعود التي بقت حبرا على ورق.

وتقول "خديجة" ل"أصوات الكثبان" إن اليأس بدأ يتسلل إليها، بعد مرور 6 أشهر على قطع المنحة الدراسية لشعبة الموثقين من حملة الشهادات المعاقين.

وتقاطعها رفيقتها "مريم" من جهتها بالتأكيد، على أنها لم تعد تثق في الوعود الحكومية التي تتحدث عن اكتتابهم بشكل نهائي شهر يناير المقبل، وذلك بعد أن تم قطع منحهم الدراسية طيلة الـ6 أشهر المنصرمة قائلة : "كيف تطاوعهم أنفسهم على قطع منحنا الدراسية التي لا تتجاوز 12 ألف أوقية للشهر" (40 دولار أمريكيا) ،مضيفة أن من يعجز عن دفع هذه المنح الزهيدة، سيكون عاجزا عن دفع رواتب كاملة لفئة أغلبها من المعاقين.

وكانت الحكومة الموريتانية، قد أعلنت عام 2015 عن اطلاق مسابقة لاكتتاب 100 شخص من حملة الشهادات من ذوي الاحتياجات الخاصة في وظائف عليا، توزعت بين الاداريين المدنيين ومفتشي الشغل والمالية والإداريين في مجال التوثيق.

وتلقى الناجحون في هذه المسابقة تكوينا عامهم الأول داخل المدرسة الوطنية للإدارة والمعهد التكنولوجي ،ومطلع العام 2016 تم تحويلهم كموظفين متدربين الى مختلف القطاعات الحكومية ، في انتظار اكتتابهم النهائي في الفترة ما بين يناير و مارس 2017 على أقصى تقدير.

وتؤكد وزارة الشؤون الاجتماعية و الطفولة و الأسرة في تقرير أطلعت عليه "أصوات الكثبان"، أن السنوات القليلة الماضية عرفت اهتماما غير مسبوق بذوي الإعاقة من طرف الدولة مدعومة من طرف برنامج الأمم المتحدة للتنمية، وتجسد ذلك الاهتمام في العمل على ترقية الجانب المؤسسي والتنظيمي؛ حيث تم تشكيل مجلس وطني خاص بذوي الإعاقة، وتدشين مركز للتكوين والترقية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يستقبل 300 طفل، كما تم اكتتاب 100 من حملة الشهادات في الوظيفة العمومية واعتماد تمييز ايجابي يقضي بمنح نسبة 5 % من كل مسابقة وطنية يفوق عدد مقاعدها 20 لحملة الشهادات المعاقين.

يشار الى أن عدد المعاقين في موريتانيا تقدر بـ 27.000 حالة إعاقة حسب آخر إحصاء رسمي، ووفق نفس الاحصاء تُمثل النساء حوالي نصف هذا العدد، في حين تصل نسبة غير المتعلمين في صفوف هذه الشريحة الى أكثر من 90 في المائة .

سيد محمد ولد لخليفه

dune-voices

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016