لاأدري هل حقا حين يجلس رئيس الجمهورية على منصة رسمية تأمنها "بازب"، بجانبه صحفي أو اثنان من المواليين والمقربين من إعلام التطبيل والتزمير لسيادة الرئيس وحكومته وحزبه وبرلمانه .....هل حقا يتحقق القاء مع الشعب؟

هل الشعب سيادة الرئيس رئساء احزاب الموالات الذين وصلتهم دعوات حضور هذا اللقاء في مكاتبهم الخاصة ؟هل الشعب أعضاء حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في ولايات الداخل الذين يشرف ولات الدولة على إختيارهم وتنقيتهم ليحضرو إلى غرف البث المباشر التي منها يخاطبونك.هل الشعب سيادة الرئيس المتصلين من كنترول التلفزيون الوطني ليثنوا على سيادتك ويتفننون في مدحكم.

سيادة الرئيس هل تضحك علينا ،نحن المواطنون البسطاء ،الطلاب المعلمين حملت الشهادات حملت الالام والاحلام ،حملت الأكفان والبأس والكدح والشقاء ،نحن اصحاب الدكاكين وسائقي سيارات النقل العمومي ،وأصحاب عربات المياه ،نحن رعات المواشي (التي قتلها الجفاف وعلفكم الفاسد)....نحن الذين نسكن في "الترحيل" والكبات نحن اهل القرى والحواضر والبوادي والمدن والقبور...

سيدي الرئيس هل تصدق أن شعبا كانحن وأمة كأمتنا ودولة كنحن ،تنتشر فينا البطالة ويتفشى فينا الفقر والمرض والظلم ...هل تعتقد أن كل همنا حين نلقاك ،وأنت المسؤول ــ بوصفك رئيسا للجمهوريةــ عن كل مانحن فيه، هل تعتقد أننا حين نلقاك ونواجهك سنصفق لك ونهنئك ونستفسر عن دكاكين التضامن وبرنامج أمل ومشروع الوثائق المأمنة .

سيادة الرئيس هل تضحك علينا ، أم يضحك المسؤولون عليك ، ويوهمونك أنّك رئيس الفقراء ورجل المرحلة والفاروق في زمانه. ألم يقولوا لك أن هناك شعبا يتضوّر جوعا من الخصاصة والفقر ، ويتلوى ألما على أسرّة مستشفيات تمرض ولاتشفي.

حملتكم دبابة إلى السلطة ووجدنا نحن المواطنون الاّمنتمون في خطابكم متهالك المبنى الداعي على الفساد والفقر ملجئا ، من خطابات زعماء المعارضة التي عرفناها وألفناها ردحا من الزمن لم تسمن ولم تغني من جوع، فخترناك زعما بسمنا وعلى رأسنا ، وبعد وصولك ثانية لسلطة بصفة شرعية ديمقراطية ، إن قلبت علينا وهي سجيتك "والطبع أملك" فقد إنقلبت من قبل على ولي نعمتك "إبن أطار" التي منها ستلتقي أعضاء حزبك ورهطك المقربين .

نتذكر في لقائك الثالث أبرز إنجازاتك طيلة مامضى من مأموريتك الأولى :

صفقة مشؤومة لإعطاء ثروتنا السمكية للصين ، والمقابل في جيبك الذي ينتفخ يوما بعد يوم من أموال هذا الشعب المغلوب على أمره.

إحتجاجات وإضرابات متكررة في قطاعات التعليم والصحة والنقل والعاطلين عن العمل...والرد من حكومتكم لايأتي متأخرا فمسيلات الدموع والضرد اوالفصل من العمل حلول جاهزة.

دبلوماسية فاشلة ومتخبطة جرّت علينا الكثير من المشاكل ،طبعتها مساندة أنظمة فاسدة لفظتها شعوبها ولأنكم من جنسها إحتضنتموها وساندتموها.

فمن سياستكم الخارجية سيدي الرئيس عائدون من ليبيا و المغرب وكوديفوار ...والسبب دائما التخبط والارتجالية الأحادية في قررات السياسة الخارجية ، التي يحتاج تعاطي معها للكثير من الوعي السياسي والثقافي لايتوفر في شخصكم الموقر.

وحدة وطنية على كفّ عفريت ،نتيجة للظلم والغبن والحيث ، وغياب الحرية والمساوات . تمركز السلطة في يد فيئة معينة من انصارك الذين يتقلصون يوما بعد يوم .

سيدي الرئيس عاش الفساد في عهدك كما كان موجودا في عصور الأظمة السابقة ، لكن الجديد والخطير أن عهدك يشهد فيه العالم ثورة شعبية ضد الظلم والفساد وتكميم الأفواه ...وفي الوقت الذي تستبق فيه الأنظمة ثورة شعبها بالإصلاحات تصرون انتم على أن توجدوا ظروفا مناسبة لقيام هذه الثورات ، إنه التفنن في احتقار الناس،فدم المشطوفي مازال نارا تلظى ودما يفور في عروق كل ابناء الوطن الشرفاء الأحرار الحالمين بالمستقبل .

سيدي الرئيس أرجوا أن تأجل لقاء الشعب هذا حتى ينتهي شهر رمضان الكريم ففي الحديث الشرف أن من لم يدع قول الزور والعمل به ليس له من صيامه سوى الجوع والظمى.رمضان كريم.