يعيش مركز التكوين المهني بمدينة كيفه وضعا سيئا للغاية بعد أن تحول بسبب الإهمال إلى وكر طارد للطلبة والأساتذة على حد سواء.

فمنذ أكثر من سنتين تم اختيار مديره من طرف الحزب الحاكم عمدة لبلدية الرياض بانواكشوط ولم تقم الجهة الوصية على المركز لأسباب بعيدة كل البعد عن المسؤولية والنزاهة وتغليب مصلحة المركز بتحويل مدير جديد ليجمع المدير القديم في يده وظيفتين كبيرتين.

ولم يعد بإمكانه الإطلاع بمهام المركز الكثيرة والمتشعبة واكتفى فقط بزيارات موسمية خاطفة.

صحيح أنه ينوب أحد الأساتذة الجيدين لكن يده مغلولة إلى أبعد الحدود وهامش تحركه لا يمكنه من فعل الحد الأدنى مما ينفع المركز ويبقيه حيا.

ويشكو التلاميذ من ضعف وترهل المواضيع المقدمة وعدم انتظامها ويشعرون بالإحباط و تخلي الدولة عن هذا المركز مما جعلهم يشكون في مستقبله ولا يرتاحون للاستمرار في الدراسة به بعد أن فقد تماما صفات المؤسسة الدراسية الجادة التي تخلق جوا حماسيا لدى طلابها من المنافسة والجدية والأمل.

ويسري بين عمال المركز التبرم والغضب من تأخر الرواتب ويشعر أساتذته بالمرارة بسبب خضوع التعيينات به لأمزجة خاصة لا تراعي أبسط أبجديات المعايير وغياب التقدمات وكافة الظروف الضرورية المحفزة. كما يشكون من حرمانهم من الزيادة (2014-2015).

لقد أضحى هذا المركز في موت اكلينيكي ولم تنفعه شراكات سخية مثل مشروع الطاولات و تمويلات أخرى مختلفة في تحسين صورته وظل يسير مسرعا نحو الأسوء.

العاملون بالمركز طلابا وأساتذة وعمالا وكافة الجهات ذات العلاقة وسكان مدينة كيفه يستغربون ترك هذه المؤسسة التعليمية الحيوية دون رأس والإحجام عن تعيين مدير ينقذها من الوحل الذي تتخبط فيه ويعيد لها بريق سنواتها الأولى مما ولد لديهم الكثير من السخط.

قد "يستحق" مدير المركز على الدولة أن تغدق عليه بالامتيازات أو تعامله بأصناف التدليل والتبجيل وأن تجمع بيده ألف وظيفة غير أن الذي يحز في قلوب الجميع هنا هو التلاعب بمصير مئات الشباب بهذه الدرجة المكشوفة والوقحة والعمل على تخريب هذا المركز دون أي مبرر !!

هذا الوضع المحير للجميع ، الباعث على الدهشة فرض الكثير من الأسئلة التي يتحرك بها كل لسان هنا: هل المركز ضيعة لهذا المدير وشيء من أشيائه ؟

هل المحافظة عليه من أجل استمرار نهضة نادرة حققها للمركز؟

أم يتعلق الأمر بافتقار موريتانيا لأستاذ يحل محل المدير المشتغل في مهمة تسيير بلدية أخرى في ولاية أخرى؟