معارك "غاوه" تفجر خلافا بين موريتانيا وحركة ازواد

قام العقيد محمد اغ ناجم رئيس اركان قوات الحركة الوطنية لتحرير ازواد بزيارة سرية خاطفة إلي انوكشوط خلال اليومين الماضين التقي خلالها بقيادات عسكرية وامنية موريتانية. وقال مصدر مطلع ان العقيد محمد اغ ناجم وهو من قبيلة "إيدنان" حاول توضيح ملابسات اندلاع معارك غاوه بين قواته وقوات تابعة لأنصار الدين تدعمها عناصر محسوبة على "التوحيد والجهاد". وقد فاجأت هذه المعارك جهات التنسيق الموريتانية التي لم تكن لديها اية معلومات مسبقة عن الموضوع والتي كانت تتوقع وفق معلومات مستقات من قيادات الحركة الوطنية لتحرير ازواد ووفق التزامات سابقة ان تندلع عمليات عسكرية لاستعادة تمبكتو اولا تسندها مجموعات من عرب ازواد هدفها إزاحة القاعدة وانصار الدين من المدينة التي تكتسي اهمية رمزية خاصة للموريتانيين لطبيعة ساكنتها وقربها الجغرافي ولتواجد عناصر تابعة لكتيبة الملثمين بقيادة ابو الهمام في محيطها تعتبرها موريتانيا عدوها الاول لتحرك عناصرها بصورة دورية عبر الحدود الموريتانية.

واكدت مصادر عليمة ان الموضوع ادي إلي خلافات بين الطرفين يحاول العقيد ناجم تجاوزها. وحسب ما تسرب من معلومات فإن العقيد ناجم اكد ان معركة "غاوه" فرضت عليهم وانهم مقبلون على محاولة استعادة المواقع التي خسروها وطلب مساعدات لوجستيكية وتمويلية قالت المصادر انه حصل على بعضها وانه قد يكو ن عاد بالفعل إلي شمال مالي للإشراف مباشرة على مجريات العملية العسكرية المتصاعدة هناك.

وتاتي زيارة العقيد محمد اغ ناجم في وقت نقل فيه بلال اغ شريف زعيم الحركة الوطنية لتحرير ازواد إلي بركينا افاسو ليعالج من اصابته في حادث سير كما تقول حركته وبجروح بالغة في معارك حسب روايات انصار الدين.

ويري المتابعون ان معارك "غاوه" قد تمثل منعطفا داخليا لخلق موازين قوي جديدة على الارض وتوقعوا ان ترجح في النهاية كفة من تدعمهم الجزائر ولا يصل سقف مطالبهم حد المطالبة بالانفصال والاستقلال، كما يتوقع ان تلعب عناصر "القوة الثالثة" التي ترعاها الجزائر والتي يقودها العقيد "الهجي" والعقيد "ولد ميدو" دورا مهما في الحسم الميداني.

وتؤكد وتيرة تفاقم الاحداث ان واقع الاستقطاب السياسي والعسكري في ازواد دخل مرحلة جديدة وحاسمة كان لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها.

الري المستنير