- تطلق الجهات الرسمية الكثير من الدعاية حول مشروع الخضروات بمدينة كنكوصه ويجري توصيفه من قبل السلطات وكأنه مشروع عملاق واستثنائي غير حياة السكان وأزال عنهم الفاقة والفقر إلى الأبد.
- وقد بذل القائمون عليه جهودا مضنية من أجل زرع ذلك الانطباع في نفوس الجميع متخذين لذلك كافة الطرق بما فيه جر الرئيس لزيارته مرتين.
- لقد كانت ثلاث سنوات على قيامه كافية ليكتشف الناس أن جعجعة المشروع صاخبة جدا لكن طحينه كان تافها إلى أبعد الحدود وأن مردوديته على حياة الفقراء كانت متردية جدا بالمقارنة مع ما رصد له من أموال هائلة ويتجلى ذلك من خلال النقاط التالية :
- 1- يتبع المشروع من خلال مديره بشكل مباشر لوزير الزراعة في تجاوز خارق للنظم الإدارية المتعارف عليها حيث تقصى المثلية الجهوية للزراعة من أي رأي أو وصاية أو مشورة وهو الأمر المتعارض مع حسن التسيير والشفافية وأدى إلى تغييب الفاعلين المحليين الشيء الذي أنعكس سلبا على أداء المشروع وأفقده خبرات وتجارب أطراف مهمة.
- 2 - اقتصرت مدة زراعة الخضروات بالمشروع على الموسم التقليدي المعروف خلال أشهر الشتاء وهي الفترة التي ينتج فيها المزارعون المحليون الكثير من القلات تضيع بسبب مشاكل التسويق وقلة الطلب مما يحول منتوجهم إلى سلعة استهلاكية تنفد في غضون أسابيع وهو الأمر الذي أتبعه المشروع بشكل تام حيث افتقدت سياسته إلى توفير الخضروات بشكل دائم طيلة أشهر السنة كما في كافة بلدان العالم وبانتهاء ثلاثة أشهر هي عمر الشتاء يغلق مشروع كنكوصه ويبدأ الناس في استيراد الخضروات من المغرب ، وهو الأمر المثير للاستغراب إذ كيف بمشروع بمليارات الأوقية لا يمكنه أن يصمد غير عدة أسابيع مثل كل البساتين المحلية التي لا تمتلك أي مقدرات.
- 3 - لم يكن في سياسة المشروع أي شكل من أشكال التجفيف وتعبئة الخضروات وبالتالي يضيع المتنوج ويتعفن كما يحدث كل سنة دون أن يستفيد منه السكان في الفترات التي لا توجد بها زراعة للخضروات وهو الشيء الذي يبعث على الكثير من الأسئلة إذ كيف لا يكون للمشروع مصنعا لذلك الغرض؟
- 4- تتسم الطريقة التي يسير بها المشروع بالفوضية والارتباك وقصر النظر فعلى سبيل المثال قام خلال الموسم الماضي ببيع متنوجاته بأسعار زهيدة حيث كان يسابق الزمن قبل تعفنها معرضا منتوجات المزارعين المحليين للإفلاس .
- 5- يفتقر الشروع لوسائل التبريد والتخزين مما يضطره إلى التخلص من المنتوج في أسرع وقت في أسلوب يكشف عن العبثية وعدم المسؤولية وغياب سياسة ناجعة تضع في الحسبان ترشيد موارد الشعب ومصالح المواطنين.
- 6- لم تكن للمشروع للأسباب الآنفة أي مردودية اقتصادية على سكان المنطقة تستحق الذكر ولن تصدق أن سقف قيمة ما حصد خلال موسمه الماضي كان في حدود 11 مليونا لعشرات الاتحادات التي ينضوي تحتها مئات التعاونيات و من دواعي السخرية حقا أن نصيب التعاونية من المشروع لم يتجاوز 10آلاف أوقية في أحسن الأحوال وهي التي تولت الكثير من الأعمال والحراسة وشتى أصناف التكايف.
- هو مشروع في الاتجاه الصحيح لأنه لا مستقبل ولا حل للتنمية بهذه البلاد إلا بواسطة الزراعة وهو الأمر الذي لم يكن مشروع كنكوصه قطعا نموذجا له فقد أخفق في تحقيق الحد الأدنى مما يطلبه المواطنون وتلح الحاجة إليه.
- لقد أثيرت حوله دعاية صاخبة ومدوية ولمن يريد اكتشاف زيفها وكذبها وإغراضها فليتوجه إلى كنكوصه اليوم ويقف بأرض المشروع ويسأل فقراء المنطقة عن فائدته وما إذا كان قد أضاف جديدا على حياتهم.