الصفحة الأساسية > الأخبار > يحي ولد منكوس .. مواقف جليلة وآراء جريئة

يحي ولد منكوس .. مواقف جليلة وآراء جريئة

الجمعة 3 تموز (يوليو) 2015  08:49

غالي بن الصغير
  • قرأت في (مسارحافل بالتقلبات)؛ مواقف إدارية جليلة؛ وآراء سياسية جريئة؛ للإداري يحي ولد منكوس ؛ أحببت أن أتحف القارئ الكريم بعضها:
  • فمن مواقفه الجليلة:
  • عند ما حول حاكما لشنقيط ؛ وجد فيها أصعب وأقدم نزاع في (امحيرث)؛أوشك أن يسبب شجارا بين القرويين ؛ وبما أنّ الخلاف يتعلّق بفضاء قاحل ؛ قرر تقسيمه وطلاء خط فاصل أبيض بينهم ؛ لتمييز نصيب كلّ طرف منه؛فرفض أحد الأطراف هذا القرار ؛ بل شكاه إلى حاكم دائرته ؛ الذي استفتى فيه العلامة محمد السالم ولد عدود ؛فزكّى القرار بدوره واعتمده من الناحية الشرعية؛ وصار(خط ول منكوس) معلما معروفا ؛ وشاهدا عدلا يروى حنكة الرجل عبر الأجيال؛ وحاجز أمن يحمي الأحفاد.
  • أمّا حين كان حاكما لمقاطعة لعيون ؛ وجد أنّ الخط الحدودي بين مالي وموريتانيا غير واضح المعالم ؛ ويسبب مناوشات وحوادث مؤسفة أحيانا بين قرى البلدين ؛ وأحسّ بغياب الدولة؛ إلى درجة أنّ الأهالي أصبحوا يظنون أنّهم في أراض مالية؛ لكثرة تردد الدرك المالي عليهم؛ وزاد شيخ عامة أولاد إمبارك العبء على الحاكم؛ فطلب منه إعادة مزارع على الحدود المالية؛كانوا قد طردوا منها في عهد المستعمر؛ وهي المعروفة بكوكي الزمال ؛ وبحنكة الرجل ولباقته السياسية ؛استطاع إقناع الحاكم المالي برسم الحدود ولجم الخروقات المالية ؛ والسماح لكوكي الزمال باحتضان أهله .
  • فشرع أولاد إمبارك يبنون ويرحلون إلى قريتهم كوكي الزمال في أجواء من البهجة ؛ مما أثار حفيظة القرى المالية المجاورة؛ فأمرته وزارة الداخلية وتحت ضغط هائل من الماليين بترحيل أولاد إمبارك عن حيّهم ؛ فرفض أوامرها؛ لأنّها أراضي موريتانية؛ كانت مسلوبة.
  • ذاع خبر كوكي الزمال؛ وخور وزارة الداخلية معها؛ وشاع رفض حاكم لعيون ترحيل أهلها قسرا؛ وزاد الاحتقان في أولاد إمبارك.
  • حتى صارت كوكي الزمال قضية وطنية هو بطلها ؛ والمسيرات الشعبية في انواكشوط ولعيون جنودها ؛ وقضية دولية لكتابة جون آفريك آنذاك عنها ؛ حتى أذعنت السلطات الموريتانية والحكومة المالية من ورائها للأمر الواقع ؛ وبقيت كوكي الزمال وإلى الأبد موريتانية كما كانت؛ بفضل حنكة هذا الإداري .
  • ومن آراءه السياسية الجريئة :
  • يقارن يحي ولد منكوس بين الدولة الحديثة التي تعاقب عليها العسكر والإمارات الموريتانية السائدة قبل مجيء المستعمر بقوله :( قادتنا لم يشبعونا حرية في موريتانيا ولا في إفريقيا طيلة خمسين سنة منصرمة .... وقبل الاستعمار كانت لدينا إمارات وزعماء تقليديون ... ثم إن العدالة كانت مقدسة عندنا فأحكام قضاتنا نافذة ....زيادة علي هذا كان بإمكاننا دائما التحدث بصراحة أمام أعظم أمرائنا ، كان بالإمكان إذن تركنا ننعم بحريتنا! )ص 102
  • وفي تساؤل لا يخلو من رفض الواقع الذي نحن نرزح تحته؛ يقول فيه: ( لماذا نظل مستكينين بل راضين بأي نوع من الحكام مهما كان ؟ ألسنا رجالا أحرارا ؟ أم أننا لا يهمنا كل ما يحدث لنا ؟ )
  • وفي الختام يصل إلي قناعة راسخة بقوله: ( هذا بالذات هو ما جعلني أنعت آنفا قادتنا بالمحتلين الجدد بعد الاستقلال ) ص 104 .
  • Mdghally@gmail.com
  • غالي بن الصغير

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016