بعد فترة هدوء وغياب شبه كامل عن الساحة السياسية المنشغلة بالصراع الدائر بين السلطة ومنسقية المعارضة، فاجأت المعارضة المحاورة الرأي العام بإعلانها عن تنظيم مؤتمر صحفي يوم الأحد القادم. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف التوقعات والتسريبات التي ذهبت في اتجاهات متعددة لمحاولة الكشف عما تخبئه أحزاب الحوار وما إذا كانت قد توصلت إلى خلاصة جديدة بشأن حوارها "المتعثر" مع السلطة.

بعضهم يتوقع أن تكون المعارضة المحاورة قد قررت أخيرا أن تنأى بنفسها عن السلطة وتتصرف باعتبارها معارضة جادة بعد مرحلة من الاختفاء تحت ستار نتائج الحوار ومحاولة إظهارها كبرنامج بديل، وضمن هذا الاطار تحدثت تسريبات عن أن المؤتمر الصحفي ليوم غد سيكون نقطة تحول في مسار تلك الأحزاب بما سيشهده من هجوم مركز على الرئيس عزيز ومحاولة تحميله المسؤولية عن الالتفاف على نتائج الحور.

بعضهم الآخر يعتقد أن المؤتمر الصحفي لن يكون أكثر من فرصة للمعارضة المحاورة لتذكر خلاله بأنها ما تزال موجودة وبأن الاستقطاب الحاصل بين المنسقية والسلطة لم ينجح في التغطية على وجود طرف ثالث يمثل صوت العقل وسط التجاذبات التي تهدد وحدة البلاد واستقرارها، وأن هذه المعارضة ستجدد تمسكها بنتائج الحوار وتثمينها بشكل خاص للتنازل الذي قدمه لها عزيز مؤخرا والمتمثل في أنه لم يعد هو من يختار "الحكماء السبعة" الذين سيقودون لجنة الانتخابات من بين ال 14 عضوا المقترحة من طرف المعارضة والأغلبية بالتناصف، حيث نص المرسوم المحدد لإجراءات تعيين اللجنة القيادية للجنة الانتخابات، على أن الأعضاء ال 14 هم من سيختارون من بينهم لجنة الحكماء، وليس الرئيس عزيز حسب ما تم الاتفاق عليه في وثيقة الحوار.

وتضيف تسريبات أخرى بأن المؤتمر الصحفي سيكون مناسبة للاعلان عن إطار سياسي خاص للتشاور تحت اسم "منسقية المعارضة الموريتانية"، لتمييز المعارضة المحاورة عن تلك المنضوية تحت لواء منسقية المعارضة الديمقراطية.

أهمية مواقف المعارضة المحاورة برزت وسط الاحتقان الذي تعرفه البلاد نتيجة القطيعة الحاصلة بين السلطة مع كل منسقية المعارضة وبعض الحركات الاحتجاجية الساعية لتغيير جذري. ومع أن المعارضة المحاورة أعلنت أكثر من مرة رفضها لإجراء حوار جديد، إلا أن هناك من لا يزالون يعتقدون بأنها قادرة على لعب دور مهم في التقريب بين وجهات نظر الأطراف المتصارعة.

اقلام