كيفه وكيدار والحلم الجميل (الحلقة الثانية)

استيقظ كيدار من هذا الحلم العجيب على وقع رنين الهاتف وإذا به أحد الأصدقاء يلومه على التأخر.. تنحنح كيدار وأخبر صديقه أن الموعد سيكون في توجنين لأنه غير قادر على الرجوع لكبيتال الشيء الذي سيجرح مشاعر سيارته العجوز.
انطلق الجميع من توجنين عند الساعة التاسعة صباحا يحدوهم الأمل على طريق الأمل، مستمتعين بما جادت به حنجرة المرحوم ول عوّه من أنغام لا يعكر صفوها سوى "حكْمات" الشرطة الممتدة على الطريق كأزرار قميص من "رَبـَاخَ".
مر الأصدقاء على كثيب عليه بعض القمامة المتناثرة، فطرأت لهم فكرة مشروع مؤقت، وأنشأوا مبادرة شعبية لتنظيف الكثبان، لكنهم عندما طلبوا الدعم المادي والجسدي من سكان القرى كانت الإجابة موحدة: "خلُّ عنكم الحال اعلَ صيفْتُ".
ذهبوا غير مبالين، ودخلوا "لعصابه" عابرين من مثلث الأمل، ولما دخلوا كيفه بسلام آمنين، ووقفوا عند بقالة "ميارة" ارتفعت درجة حرارة السيارة، فقد كانت مصابة بـ"ـحمة الناموس" إضافة إلى وسواس السيارات..
كانت الفكرة جاهزة في رأس كيدار، فقد قرر مع أصدقائه استقبال الرئيس في تظاهرة حاشدة حاملين "بيدونات" فارغة كتعبير عن حالة العطش المزرية التي تعيشها المدينة، وكان بالفعل ما أرادوا، ولوح لهم الرئيس بيديه في وداع قبل أوانه !!
استبشر كيدار ورفاقه وتيقنوا أن المشكلة محلولة، وقرروا عدم الذهاب لانواكشوط حتى تنتهي أزمة العطش، ولما سمع كيدار أن الرئيس سيعقد مؤتمرا صحفيا تلخيصيا لزياراته، كاد يغمى عليه من الفرح، وقال لأصدقائه: "أمّالي الَّ گلتهالكم" ؟ تابع الرفاق المؤتمر الصحفي بخشوع كخشوع عروة ابن الزبير لما قـُطعتْ ساقه وهو يصلي، وعندما سُئل الرئيس عن قضية البيدون الفارغ قال بكل أريحية: "هذا ليس مهما عندي ولا يدل على أي شيء". حينها سقطت صواعق من الحزن على الرفاق، وخرج كيدار واستند على سيارته التي كانت تقول في تلك اللحظة: "قلبي الصغير لا يـتـحمَّل". ركب الرفاق بسرعة في سيارتهم الحبيبة وانطلقوا نحو انواكشوط هربا من صيف كيفة المجنون، وشغلوا ول عوه مرة أخرى وهو يشدو في حديقة "البُـلْه الكبير" منشدا "سألتني بديلة" قائلا:
منعتْ منك سبت كتلك – وانت دمعك صبابـتَـنْ
يعگـلِ ذِ لا تخلگ لك – أرضُ الله واسعــــــــــتـــــــَــــــــــــــــنْ.... يتواصل.

1 مشاركة