أعلنت مجموعة فاغنر الروسية، الجمعة، انتهاء مهمتها في مالي وسحب مقاتليها بعد ثلاث سنوات من العمل إلى جانب الجيش المالي. وأوضحت المجموعة في بيان على تيليغرام أن انسحابها يأتي بعد "نجاح المهمة"، في حين أكدت مصادر روسية وغربية أن معظم مقاتلي فاغنر سيواصلون العمل ضمن "فيلق أفريقيا"، التابع لوزارة الدفاع الروسية.
يأتي هذا الانسحاب الرمزي في سياق إعادة هيكلة قررها الكرملين بعد مقتل مؤسس فاغنر، يفغيني بريغوجين، عام 2023. ويعد "فيلق أفريقيا" قوة نظامية تهدف إلى ضبط الأداء الميداني وتوسيع الدور الروسي في القارة عبر إطار قانوني ورسمي.
ورغم الانسحاب الاسمي، تحتفظ روسيا بوجود عسكري واسع في مالي، حيث يواصل فيلق أفريقيا تقديم التدريب، وتشغيل الطائرات المسيرة، وتأمين المنشآت الاستراتيجية. وتشير التقديرات إلى أن 70 إلى 80% من مقاتلي فاغنر السابقين انضموا إلى التشكيل الجديد.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الخسائر، أبرزها في يوليو 2024 عندما قتل أكثر من 130 عنصرا من فاغنر والجيش المالي في كمين نصبه متمردون شمال البلاد، ما عجل في إعادة هيكلة الوجود الروسي.
وفي حين ترى باماكو في التعاون العسكري مع موسكو بديلا عن الشراكات الغربية السابقة، يحذر مراقبون من أن استمرار الاعتماد على القوة الروسية، بصيغتها الجديدة، لا يعالج الأسباب العميقة للصراع، ما يهدد بتجدد العنف رغم تبدل الرايات.