نظم مركز السفير للاستشارات والإعلام والعلاقات العامة، مساء أمس الإثنين، ندوة فكرية بفندق الخاطر في نواكشوط تحت عنوان: "تنمية المدن والنفاذ إلى الخدمات"، بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والفكرية، إلى جانب حضور وازن من الأكاديميين والخبراء والمنتخبين والإعلاميين.
الندوة التي تأتي في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى عصرنة المدن وتوسيع قاعدة النفاذ إلى الخدمات، تميزت بجلسات متعددة ناقشت قضايا جوهرية تتعلق بالتخطيط الحضري، والتحديات المرتبطة بالعمران، وأدوار الفاعلين المحليين والإعلام في هذا المسار.
الجلسة الأولى: عصرنة المدن والنفاذ إلى الخدمات
افتتح الجلسة الدكتور الناني ولد المامي، الذي تناول مفهوم عصرنة المدن من زاوية شاملة، داعياً إلى وضع الإنسان في قلب السياسات الحضرية، من خلال مقاربات تدمج الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
كما شدد الدكتور محمد أحمد ولد إسلم، المنسق الوطني لقطب "البركة: تعمير"، على أهمية التحول السلوكي والمدني، لافتًا إلى وجود أكثر من 8,000 تجمع سكني يفتقر معظمها إلى الحد الأدنى من البنى التحتية.
من جهته، تطرق الناشط عبيد ولد إميجن إلى البعد الثقافي والاجتماعي، معتبرًا أن الطابع البدوي لا يزال عائقًا أمام التمدن الحقيقي، داعيًا إلى تمكين البلديات وتعزيز قدراتها في التخطيط العمراني.
الجلسة الثانية: الرؤية التنموية لمشروع العصرنة
قدمت الدكتورة فاطمة بوتبيب رؤية نقدية للواقع العمراني، مؤكدة أن تجاوز العقليات التقليدية والاعتماد على اللامركزية والمشاركة الشعبية يمثلان مدخلاً لتطوير مدن عصرية مستدامة.
أما الدكتور أحمد سالم محمد فاضل، الأمين التنفيذي في حزب الإنصاف، فأوضح أن تحقيق أهداف العصرنة يواجه تحديات في التخطيط، رغم التقدم المحرز في البنية التحتية وتوجيه الاستثمارات نحو الفئات الهشة.
الجلسة الثالثة: دور الإعلام في دعم مشروع العصرنة
تناول الإعلامي الهيبة الشيخ سيدات دور الإعلام في التوعية بمضامين المشروع ومواكبته ميدانياً، في عرضٍ تفاعلي تلاه نقاش ثري شارك فيه الدكتور نور الدين محمد والإعلامي البشير عبد الرزاق.
الجلسة الرابعة: الشفافية والفهم المجتمعي
أبرز السيد محمد عبد الله بليل أهمية الشفافية وإشراك المواطنين في تنفيذ المشاريع، كعامل رئيسي لتعزيز الثقة ومكافحة الفساد، فيما أكد الإعلامي موسى حامد على ضرورة تضمين بُعد الصيانة في السياسات العمرانية لضمان ديمومتها.
واختُتمت الجلسة بمداخلة لعمدة بلدية لكصر السيد محمد السالك عمار، الذي طالب بدور أكبر للبلديات في إنجاح المشروع الحضري، باعتبارها الأقرب إلى المواطنين.
كلمة رئيس المركز
وفي تصريح خاص للوكالة الموريتانية للأنباء، أكد رئيس المركز السيد عبد الرحمن الزوين أن هذه الندوة تعتبر الأولى من نوعها من حيث التناول المتخصص لقضايا تنمية المدن والنفاذ إلى الخدمات، تماشياً مع الخطة الاستعجالية لتنمية نواكشوط والبرنامج الوطني لتوسيع الخدمات الأساسية.
وأضاف أن المركز يسعى من خلال هذه المبادرة إلى إشراك مختلف الفاعلين في بلورة رؤية شاملة لعصرنة المدن، من خلال الإنصات إلى الخبراء والمنتخبين والمجتمع المدني.