قام مشروع PRAPS قبل 6 سنوات ببناء مربط للمواشي عند المدخل الشرقي لمدينة كيفه وحين طلب من تجار الماشية الانتقال من السوق القديم إلى الجديد رفضوا ذلك فهذا المكان لا يسعهم لضيقه فضلا عن افتقاره للظل اللازم للدواب وللماء والكهرباء وتعاقب وزراء على القطاع وولاة على الولاية دون أن يتمكن أي منهم من إيجاد حلول تقنع هؤلاء بالرحيل.
اليوم أُدخل الماء إلى هذا المكان وزود ببعض الألواح الشمسية وطلب من هؤلاء الانتقال فبحسب السلطات لم تبق حجة لهؤلاء وقد آن أن ينفذ القرار القديم.
"التيفايه" طالبوا بإمهالهم 3 أشهر حتى ينقضي فصل الصيف القاسي غير أن الوالي رفض وأمر بالرحيل بحلول غدا الخميس. وبين رفض "التيفايه" للرحيل الفوري وإصرار الوالي تتفجر أزمة توجت بإضراب هؤلاء عن البيع والشراء.
وبين الموقفين يجد المتابعون لهذا الملف حلولا قريبة تصون مصالح كافة الأطراف خاصة أن الناس على عتبة عيد الأضحى حيث تلح الحاجة إلى توفير الأضاحي بأسعار معقولة وفي ظروف مواتية.
- يجب على الوالي أن يباشر الضغط على الجهات المعنية بمد الكهرباء إلى هذا المرفق الحيوي في أسرع وقت ممكن.
- عليه أيضا أن يكلف المشروع الباني للمرفق أصلا بإنشاء عنابر جديدة لتوسيع المكان وتوفير الظلال المناسبة أو أن تتولى البلدية أو وزارة التنمية الحيوانية هذه المهمة ذات التكاليف البسيطة .
تخصيص أمكنة بجنبات المرفق للمطاعم والمحلات التي لا يستغني عنها المئات من مرتادي هذا السوق فضلا عن كونها مصادر عمل ورزق لعشرات النسوة معيلات الأسر.
وفي انتظار إتمام هذه الأشياء على السلطات أن تقبل طلب هؤلاء وتركهم شهرين أو ثلاثة حتى تنتهي هذه الأشغال ويومئذ لن يكون هناك أي مانع للانتقال إلى المكان الجديد، وفي هذه الحالة يمكن أن توقع السلطات محضرا مع نقابة التيفايه ينص على جميع المقتضيات والحيثيات التي تمكن من رحيل سلس وفي وقت محدد.
يجب على تجار الماشية من جانبهم أن يعوا أن الأمر يتعلق بالحياة في مدينة وليس غابة أو حيا بدويا يرحل.
عليهم أن يفهموا أن تنظيم المدينة ونظافتها هو مصلحة الجميع وأن الوقت حان لأن ننتقل من مسلكيات البداوة إلى عادات التحضر وما يفرضه من ممارسات وأساليب للعيش.
إن جذور هذه الأزمة تعود في الأصل إلى تلاعب مشروع PRAPS بهذا المرفق فلم يستشر أحدا من المعنيين في طريقة البناء ولم يسأل المستهدفين بالمنشأة عن حاجتهم، ولم يؤسس المبنى بمعايير تمكن تجار الماشية من استغلاله عند أول يوم حين رمى تلك القاعات الضيقة في مكان قفر يفتقر إلى كافة مقومات الحياة، وهو ما جعلنا اليوم بحاجة إلى أموال إضافية لتأهيل جديد رغم ما أهدر من مال على هذه المنشأة الله وحده العالم بحجمه.