تعزية :
علمنا اليوم في منتدى منظمات المجتمع المدني بلعصابة ببالغ الحزن و الأسى نبأ وفاة العلامة الشيخ محمد عبد الرحمن ولد أحمد "الملقب ولد فتى".
تأثرنا كثيرا لدى سماعنا لهذا النبأ المُحزن، ففقد مثًل هذا العالم الرباني، و الذي يٌعتبر فقده خسارة أمة، لأن العلماء ورثة الأنبياء وذلك بأنهم جمعوا الموروث الديني عن النبي عليه أفضل الصلاة و السلام و فقه الصحابة و التابعين لهم بإحسان.
فضيلة الفقيه جمعتني معه رحلة عندما سافرنا معا، عبر وكالة الفتح لأداء فريضة الحج سنة 2012 م
و كان رحمه الله يقيم محاضرات و حلقات داعيا و مرشدا للحجاج من أجل تمكينهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
لاحظت من خلال هذه المحاضرات و الردود على أسئلة السائلين أن الرجل حاضر ذهنيا و متمكن فقهيا
و في إحدى الليالي أجرى محاضرة أخيرة قبل رحلة العودة و كنت من بين الحضور، فبعثت له ورقة تتضمن سؤالا و كنت قد أخذت حجرا أبيضا أعجبني شكله أخذته من جبل أحد و ذهبت به إلى مكة المكرمة على نية العودة به إلى بلدي لجعله في الغرفة لغرض التيمم، و أثناء محاضرته خطر ببالي أن اسأله هل يجوز نقل هذا الحجر
من بلده المقدس إلى بلد آخر ؟
كتبت السؤال في ورقة و بعثته مع أحد الطلاب المرافقين للمجموعة و عند ما سلمه الورقة و نظر فيها خاطبني قائلا بارك الله فيك هذا السؤال ينم عن دِراية و ورع، و الحكم أنه لا يوجد نص شرعي يمنع الذهاب بهذا الحجر من هذه الديار إلى بلد آخر، و الرأي عندي أن الأفضل تركه في بلده، مخافة حصول بعض الكرامات أو الأمنيات، و يتشكل إعتقاد أن البركة حصلت عن طريق الحجر.
و ضحك الفقيه و قال ( أهل لعصابة لا تنفكع أعليكم أحجاركم برفود لحجار للكدية ) فاجأني الحضور الذهني و المعريفي له، رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا .
و بهذه المناسبة الحزينة نتقدم بإسم منتدى منظمات المجتمع المدني بلعصابة لأسرة الفقيد و إلى تلاميذته و محبيه و للشعب الموريتاني و إلى جميع أبناء الأمة الإسلامية بتعازنا القلبية، سائلين المولى عز و جل أن يتغمده بواسع رحمته و يلهم أهله و محبيه الصبر و السلوان و إنا لله و إنا إليه راجعون، و حسبنا الله و نعم الوكيل.
زينب منت سيديني رئيسة منتدى منظمات المجتمع المدني بولاية لعصابة .