قال أسامة بوعجيلة، مسؤول المناصرة بمكتب شمال إفريقيا لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، إن حرية الصحافة في موريتانيا تواجه جملة من التحديات البنيوية والعملية، رغم ما وصفه بـ”الالتزام الجاد” من الصحفيين الموريتانيين بتقديم محتوى إعلامي محترف.

وفي تصريح خاص لقناة TTV، أوضح بوعجيلة أن من أبرز هذه التحديات تأخر إصدار مرسوم البطاقة الصحفية، ما أثر سلباً على ترتيب موريتانيا في المؤشر العالمي لحرية الصحافة. كما أشار إلى هشاشة التكوين الصحفي، وغياب التخصصات الدقيقة، ما يفتح المجال أمام أفراد غير مؤهلين ويدّعون صفة الصحفي دون امتلاك الكفاءة المهنية اللازمة.

وأضاف أن “المناخ العام لا يعكس تراجعاً خطيراً في حرية الصحافة، بل إن هناك إرادة سياسية يجب ترجمتها على أرض الواقع”، لافتاً إلى أن الحكومة الموريتانية حريصة على تحسين ترتيب البلاد في المؤشرات الدولية، وقد التقى خلال زيارته الأخيرة إلى نواكشوط عدداً من المسؤولين والفاعلين في المشهد الإعلامي، بينهم وزير الإعلام.

وحذر بوعجيلة من أن الأوضاع الاقتصادية ونقص التمويلات المخصصة لوسائل الإعلام تؤثر بدورها على استقرار المؤسسات الصحفية، كما أشار إلى أن القوانين الجديدة، مثل قانون الرموز، تفرض قيوداً إضافية تعزز الرقابة الذاتية وتغذي الغموض حول بعض المواضيع، خصوصاً ذات الطابع الاجتماعي والسياسي.

وختم بالقول: “نأمل أن تتم ترجمة النوايا الحسنة إلى إصلاحات عملية تضمن حرية الصحافة وتحصين الصحفيين من كل أشكال التهديد والتضييق.