بنت خنفور لوكالة كيفه: عندما انقلبت المقاييس وتعرت الحياة من الجمال والنبل فضلت التواري في البادية وتركت أهل كيفه وشأنهم !!
وكالة كيفة للأنباء

انتقلت وكالة كيفه للأنباء إلى الوجيهة والسياسية والمرأة القوية المعروفة في المنطقة السيدة فاطمة بنت خنفور في محل إقامتها بقرية ولد الصوفي الواقعة على بعد 85كم جنوب شرقي كيفه وأجرت معها مقابلة شاملة تحدثت فيها بنت خنفور عن تجربتها في حركة النهضة وعن التاريخ السياسي لمقاطعة كيفه منذ الاستقلال وعن الكثير من المحطات والأحداث الهامة وهذا هو نص المقابلة كاملا:

وكالة كيفه : ما اسمك الصحيح المعروف عند الجميع ؟

بنت خنفور : اسمي فاطمة بنت سيد المختار ولد خنفور

وكالة كيفه : متى ولدت ؟

بنت خنفور : أنا مولودة خلال السنة التي وقعت فيها حرب الحموية أو السنة التي قبلها . وكالة كيفه : وفي أي مكان ؟

بنت خنفور : ولدت في لعيون عند " اتوميات " غرب " لمبيديع " .

وكالة كيفه : ما هو سبب وجودكم هناك ؟

بنت خنفور : كيف ؟ أنا أمي بنت لبات ولد عبد رب من هذه الولاية .

وكالة كيفه : والدك نشأ في كيفه أم في لعيون ؟

بنت خنفور : والدي ذهب من كيفه إلى لعيون مع " قز" المختار ولد خطرة للبحث عن" قز التناكه " وبعد ذلك استقر في خاي بدولة مالي مع لمرابط ولد أحمدو .

وكالة كيفه : أين تربيت ؟

بنت خنفور : تربيت في لعيون حتى بلغت السنة الرابعة عشر ذهبت كما هو حال مثيلاتي من بنات العمومة إلى أبي في "خاي " بمالي الذي كان يجمع "العشر" لولد حم ختار، وكان متزوجا آنذك من امرأة تدعى أعويشه بنت صالحي ، وفيها اتصلت بجماعة من حزب النهضة مثال لمرابط ولد أحمدو واحديد ولد عبد الله وكثير من الموريتانيين يجمعهم حزب لنهضة .

وكالة كيفه : ما الذي أتى بهم إلى هناك ، هاربون أم ماذا ؟

بنت خنفور : نعم بسبب خلاف مع محمد الراظي ولد محمد محمود وانتمائهم لحزب النهضة جعلهم يفرون إلى هناك . وبدعم من الوالي الفرنسي " فيرال "تم تهجير لمرابط ولد أحمدو ومعه مجموعة قبلية معروفة بسبب ذلك الخلاف إلى ولاية "خاي" بمالي حيث أقام بها وكان زعيما لمناضلي النهضة هناك .

وكالة كيفه : هل تعرفت على آخرين فارين بسبب انتمائهم لحركة النهضة ؟

بنت خنفور : أساس المجموعة كان لمرابط ولد أحمدو ومعه بياكي ولد عابدين والكثير من الموريتانيين الأوائل أمثال أمير اترارزه ولد عمير الذي كان مسجونا في داكار من طرف المختار ولد داداه بسبب انتمائه لحزب النهضة وانتميت إليهم في حزب النهضة هناك وكنت أتنقل بين باماكو وكازا ابلانكا وقمنا بضرب كنكوصه في تلك الفترة .

وكالة كيفه : ماذا كنتم تفعلون بخاي ؟

بنت خنفور : كنا نمارس العديد من الأنشطة السياسية تحت غطاء تجاري ، نعد المناشير ونكتتب الموريتانيين الراغبين في الانخراط في النهضة ونجهز لهم الأوراق للسفر إلى المغرب من أجل التكوين العسكري هناك أمثال أحديد ولد عبد الله وآخرين وكان لمرابط ولد أحمدو يتنقل بين المغرب وباماكو وكل عواصم الدول الإفريقية الأخرى وكنا نخابر على الدولة الموريتانية ونحاربها ، وفي ذلك قمنا بقصف مدينة كنكوصه بالسلاح وحاول زملائي آنذاك أحديد ومحمد فال وآخرين قتل قائد الدرك بها الذي يدعى لحريطان لولا تدخل مني حيث أشفقت فيه واكتفينا بحرق سيارته فقط وتمكنا بعد ذلك من الفرار حتى وصلنا دولة مالي كما ضربنا كذلك مدينة النعمه مرتين وبوصطيله ومناطق أخرى .

وكالة كيفه : لماذا تحاربون دولتكم ؟

بنت خنفور : نحن مواطنون موريتانيون لكن كنا محاربين وقد شجعنا على ذلك الخلاف بين المغرب وموريتانيا حيث كنا نمارس تجارة الشاي والحيوان بين الدولتين في الوقت الذي نحارب .

وكالة كيفه : من كان يزودكم بالسلاح ؟

بنت خنفور : كنا نحصل على الأسلحة من المغرب وأوصلناها بكثرة إلى موريتانيا .

وكالة كيفه : كنت تشتركين في المعاك أم لديك دور أخر ؟

بنت خنفور : طبعا أنا كنت أحمل البندقية وكنت أسبق الرجال في القوة والشجاعة .

وكالة كيفه : هل كان هناك من النسوة غيرك ؟

بنت خنفور : كنت الوحيدة من النساء في التنظيم .

وكالة كيفه : كم قضيتم من الزمن في هذا العمل ؟

بنت خنفور : قضينا سنوات قد تصل إلى 10 وتزيد .

وكالة كيفه : وبعد ذلك ؟

بنت خنفور: بعد ذلك عاد جنودنا الموجودون في المعسكرات المغربية و التحقوا بنا وكان القانون المغربي يقتل كل من خان جيشه ، مما جعلها توفد 5 ضباط من جنودها للتخابر على الجنود الفارين منها والملتحقين بنا .

وفور وصول هؤلاء الضباط أخرجت الحكومة المالية لمرابط من خاي إلى باماكو وعندما قضى أيام بها قمنا نحن باحتجاج أمام الإدارة المالية في خاي وعبرنا لها عن أسفنا لعدم تعاطفها مع صديقها لمرابط في هذه المشكلة المتعلقة بملاحقة المغاربة لجنودنا في خاي واتصل حاكم خاي بالعاصمة باماكو فسمح له بالعودة إلى خاي .

بعد ذلك قرر قائدنا لمرابط ولد أحمدو أن يعود إلى موريتانيا واستدعى عندها سمح للمرابط بالعودة إلى خاي وقبل عودته فكرفي العودة إلى أرض الوطن (موريتانيا ) وأرسل لي رسالة مع امرأة تدعى بنت باريك كان مضمونها يتعلق بإخفاء كلما بحوزتنا من عتاد وفور وصول الرسالة قمت بإخفاء كلما كنا نمتلك من أسلحة وذخائر ومتفجرات وبعد عودته بدأ أحديد ولد عبد الله يفكر في حيلة تمكننا من الخروج بعيدا عن أعين المخابرات المغربية .

وطلب الإذن من إدارة خاي بالذهاب إلى موريتانيا ليعالج زوجته المريضة ، ولم يكن ذلك إلا مبررا من أجل العودة إلى موريتانيا بطريقة سرية .

وقبل أن يذهب سأل الجنود المغاربة عن حاجتهم من المؤونة وأعطاه إياهم وسألوه عن ما إذا كانت زوجته بنت العريبي حية فأجابهم بأنها لازالت حية ، وقال لهم لمرابط أنتم ستظلون اليوم ضيوفا عند فاطمة بنت خنفور وأكرمتهم بالمشوي واللبن "الرائب" حتى نال منهم النعاس وأعطينا أوامر لخمسة من جنودنا بمراقبتهم وإطلاق النار على كل من أراد منهم التحرك . استغرق ترتيب الأمور أربة أيام وفي اليوم الخامس بعد أن تم ترتيب كل شيء أخذنا كلما بحوزتنا من العدة والعتاد وصحبنا معنا 305 ممن جاء على طريقنا من المزارعين والمنمين والتجار وغيرهم من الماليين خشية أن يطلع علينا أحد وتوجهنا إلى سيلبابي في طريق العودة إلى الوطن .

قامت السلطات المالية بالبحث عنا في كل مكان مستخدمة الطائرات والدبابات لكن بد أن تمكنا من الدخول إلى حدود دولتنا موريتانيا متوجهين إلى سيلبابي .

وبها تم استقبالنا من طرف حكومتها وبدأ الجيش بقيادة قائد فرنسي آنذاك بتلحين النشيد الوطني كما خصصت لنا مجموعة "ازبيرات" احتفالا خاصا ضربت فيه الدفوف وقصفت المدافع وبدؤوا يهتفون مرحبا مرحبا أقبل لمرابط ولد أحمدو واحديد ولد عبد الله وفاطمة بنت خنفور وقام لمرابط ولد أحمدو بالتعويض للمواطنين الماليين الذين اصطحبناهم كرهائن معنا عن متاعبهم وأمرهم بالعودة إلى وطنهم .

واتصل حاكم مقاطعة سيلبابي آنذاك سيدي محمد ولد عبد الرحمن بالعاصمة نواكشوط وأخبر بقدومنا وسألوه عن الحاجة من السيارات لنقلنا فأجابهم بأن تكفينا سيارتان كبيرتان وحملونا إلى قاعدة عسكرية فرنسية هي التي تولت التحقيق معنا في كمية الأسلحة التي بحوزتنا وتم التوقيع على عددها من طرف قائدنا لمرابط ولد أحمدو من جهة ومن وقائد القاعدة العسكرية الفرنسية من جهة أخرى .

وحملونا مع كمية الأسلحة تلك إلى فرقة للرماية وجدنا أمامنا الحاكم سيدي محمد وطلبوا منا المنافسة في الرماية فأشار علينا سيد محمد أن نرفض ذلك لكننا فضلنا المشاركة معهم وبدأت المسابقة في الرماية معهم وكان النصر حليفنا ، وفي المساء توجهوا بنا إلى مقر ضيافة خاص بنا عند الحاكم سيدي محمد .

وكالة كيفه : أنتم إذا تخليتم بهذا عن النهضة ؟

بنت خنفور : طبعا تخلينا عن النهضة بعد عودتنا إلى أرض الوطن وتكريم قائدنا لمرابط ولد أحمدو . وكالة كيفه : كان ذلك في عهد أي الحكام إن كنت تتذكرين ؟

بنت خنفور : لا أتذكر .

وكالة كيفه : إذا فاطمة بعد عدتك هنا إلى كيفه كم كان عمرك ؟

بنت خنفور : عمري 25 سنة تقريبا .

وكالة كيفه : متزوجه ؟

بنت خنفور : لا ، تزوجت في خاي بمالي ورزقت ولدا وبنتا تركتهم عند أهلهم في خاي وبعد

فترة أجرت مجموعة وكلفتهم باختطافهم لي من هنالك وطلبت من قائد فرقة الدرك آذاك بسيلبابي شيخنا ولد تراريت أن يساعدهم بإرسالهم إلي في كيفه فور تسلمه لهما من طرف تلك الجماعة وهو الأمر الذي تحقق بالفعل .

وكالة كيفه : ما أسمهما ؟

بنت خنفور : البنت تدعى أم جالو تزوجت من رجل من "فلابه " والولد اسمه المختار وهو الآن يعمل في الشركة التي تعمل في الطريق الرابط بين كيفه وكنكوصه .

وكالة كيفه : بعد قدومك إلى كيفه ماذا كنت تفعلين بها ؟

بنت خنفور : كنت اشتري الغنم وأبيعها بين كيفه وخاي ، وهو ما قادني إلى زيارة ابن خال لي يدعى سيد عبد الله ولد عبد رب في سيراليون ومضيت معه أشهر أبحث عن الحجر "بافريتاون "ومنها سافرت في الطائرة إلى "بانجول" حيث وجدت بها رجالا عرفوا بالكرم والسخاء هم التقي والسالك ولد أحمد عاتي وابراهيم ولد أجب الذين قال فيهم الشاعر :

آت كولخ كانك تنزاد ==== العاد السالك فمــــــــات

والل وال أحمد عات ==== والعاد ماهم فمات لا تات

ومنها ذهبت إلى داكار وبعد ذلك عدت إلى كيفه حتى اليوم .

وكالة كيفه : متى كان ذلك ؟

بنت خنفور : لا أتذكر .

وكالة كيفه : إذن أقمت بكيفه ، وتزوجت بها ؟

بنت خنفور : نعم تزوجت من هذا الرجل الذي بجانبك ( في إشارة إلى دافيد )

وكالة كيفه : تعرفت عليه هنا في كيفه ؟

بنت خنفور : نعم تعرفت عليه معلما بكيفه وهو والد أبنائي وبناتي . وكالة كيفه : كيف كان نشاطك بكيفه ؟

بنت خنفور : كنت أمارس التجارة والسياسة ضمن مجموعتي القبلية .

وكالة كيفه : هل اتصلت بالمختار ولد داداه إبان حكمه ؟

بنت خنفور : ذهبت إلى نواكشوط للقائه ووجدته يستعد للسفر إلى بوركينا فاسو وكان رئيسها آنذاك موريس مايكو وأخذت الطائرة وتوجهت إليها لاستقباله وكان بها ابن خال لي يدعى المامي ولد المامي ممثل الجالية الموريتانية هناك .

وكالة كيفه : أتتذكرين حزب الشعب ؟

بنت خنفور : نعم أتذكره وسبق وأن انتسبت فيه .

وكالة كيفه : ما هو الدور الذي كنت تلعبينه في هذا الحزب ؟

بنت خنفور : كنت في هياكل الحزب على رأس 1400 أسرة وكنت في الفيدرالية مع اشريف ولد محمد محمود الذي كان عضوا في الفدرالية إلى أن اكتظت المدينة بالسكان وقل أهل الفضل بها وساد غيرهم خاصة بعد المشاكل التي وقعت بين طرفين من مجموعتي القبلية ففضلت الخروج عنها إلى هنا . لقد افتقدت الحياة أخيرا إلى الجمال والنبل فاخرت الانزواء بنفسي ومساعدة ذوي بهذه البادية,

وكالة كيفه : هل تتذكرين انتخابات نعم ولا وبأيهما صوت ؟

بنت خنفور : أنا كنت صغيرة آنذاك لكن أتذكر بأن تلك الانتخابات كانت بين ولد حرمه وولد يحي انجاي وكان ولد أمين فاعل سياسي بالمدينة وذا نفوذ سياسي قوي وكان يدعم ولد حرمه . وكالة كيفه : بدأت الانتخابات في موريتانيا 1986 وكنت آنذاك حليفة سياسية للمختار ولد بسيف ، ما هي علاقتك به ؟

بنت خنفور : كانت علاقتي بولد بسيف بسبب خلاف مع محمد الراظي ، ذات يوم سأل أحد محمد الراظي عني فقال له : (هذه ابنتي ) فأجبته والله لست ابنتك أنت ابن ولي وأنا والدي لا يصلي ، بعد ذلك طلب منه والده في المنام أن يعتذر لي عما قال وأتاني في السوق أمام دكاكيني واعتذر لي وقبلتها منه وأصبنا أصدقاء حتى توفي رحمه الله تعالى .

وكالة كيفه : تحالفت معه إلى متى ؟

بنت خنفور : تحالفت معه حتى نجح وبعد ذلك تخالفت مجموعته فيما بينها حينها فضلت النأي بنفسي عن ذلك الخلاف .

وكالة كيفه : كيف كانت علاقتك بمحمد محمود ولد محمد الراظي ؟

بنت خنفور : كانت علاقتي بمحمد محمود ولد محمد الراضي مبنية على الاحترام والتقدير رغم الخلاف السياسي بيننا ، فمحمد محمود عرفته رجلا عاقلا يحترم الآخرين مع أنه تربطنا علاقة قرابة وكنت من أوائل مستقبليه يوم قدومه في الطائرة إلى كيفه مع جنازة والده قادما من نواكشوط و كنت بجانبه في السيارة التي أقلته من المطار وإن لم تخني الذاكرة كان بصحبتنا صغير ولد السالك وتوجهت معه إلى دسق .

وكالة كيفه : ما هي الأسباب التي جعلتك تبتعدين إلى هذه البادية ؟

بنت خنفور : من الأسباب التي شجعتني إلى الخروج إلى البادية شعوري أن المدينة لم يعد بها الرجال وقل بها أهل الفضل وكثر بها أهل السوء والمنكرات مما جعلني ابتعد عن هذه الأجواء السيئة وقضيت هنا ما يربو على 7 سنوات وأنا في حالة محارب أبيت أتوسد بندقيتي و أحفر الآبار وأغرس النخل وأنشئ السدود مع أبناء عمومتي حتى ازدهرت قريتهم ازرافية .

وكالة كيفه : إذن بنت خنفور اعتزلت السياسة ؟

بنت خنفور : أنا لا يمكنني أن انتهي من السياسة في كيفه ، بل كنت حاضرة في جميع المناسبات حيث كنت من مستقبلي ولد عبد العزيز أثناء زيارته الماضية إلى كيفه ضمن جمهور كبير أتيت به من "ازرافية" .

وكالة كيفه : رأساء موريتانيا بدءا من ولد داداه إلى ولد عبد العزيز في نظرك أيهم أفضل ؟

بنت خنفور : لم أجد من بينهم من حقق شيئا لهذا الشعب ، ومع أن ولد هيدالة كان سخيا مع المواطنين والأرزاق في عهده كثيرة إلا أنه أخطأ حين فكر في بناء دولتين على حساب دولة واحدة وفي عهده جاءنا والي لم يكن يرغب في مجوعتي القبلية حيث أساء على محمد الراظي وبسبب ذك ترصدت له جماعتي كل مرصد من أجل الانتقام منه حتى قضى شهرين محاصر هنا . أما معاوية فقد كان يبطش في البعض ويتعامل مع البعض الآخر لكنه لم يقتل أحدا ولم يعتدي على آخر .

أخيرا جاء هذا الرئيس الذي لم يكن معروفا من بين الضابط المشهورين ولم يكن يميز بين الناس ، واستقبلناه أثناء حملته الرئاسية في لعيون التي كان يقودها ولد جلفون على أساس خطابه الذي استهوى الجميع والذي اعتبر فيه نفسه رئيسا للفقراء وكنت ضمن مجموعة من أطر ووجهاء ولاية الحوض الغربي من بينهم ولد اسويدات ولد محمد الراظي والفرفار وولد إدي ولد محمد الراظي ويحييه ولد جعفر وآخرين وتكلفت في حملته بمليوني أوقية وقد تدخلت في حضرته بعدما أخذ زملائي الكلام وكان يستمع إلى مداخلاتهم وهو جالس وعندما أخذت الكلام طلبت منه أن يجلس ليستمع إلي كلامي ، وقلت له أن لا يعتقد بأنني عجوز جئت طمعا في دراهم بل أنا فاعلة سياسية جئت للتحدث في الشأن العام للمواطنين وأود أخذ ما أقوله بعين الاعتبار وجلس وقال بأنه يحب الصراحة وعبرت له عن مشاكل المواطنين وتقدمت إليه بمطالب عامة تهم الجميع .

وكالة كيفه : ما الذي حققه من تلك التعهدات ؟

بنت خنفور : لم يتحقق من ذلك شيء بل لم يعد يعرف أحدا بعد نجاحه ويحتقر الناس وعبرت له عن ذلك بصراحة في لعيون .

وكالة كيفه : ما هو رأيك في أطر كيفه و منتخبيها ؟ أترين بأنهم حققوا شيئا لهذه المقاطعة ؟

بنت خنفور : لا أعلم أحدا منهم حقق شيئا لضعفاء هذه المدينة سوى كابه ولد اعليوه في كنكوصه .

وكالة كيفه : هل شاركت في الانتخابات الماضية بكيفه ؟

بنت خنفور : حضرت فقط لدعم ابنتي مريم دافيد في البلدية .

وكالة كيفه : دعمك لها بسبب كونها ابنتك أم أنك منتسبة لحزب الإسلاميين ؟

بنت خنفور : أنا من حزب الإسلاميين ودعمتها من خلاله .

وكالة كيفه : إذا أنت منتسبة لحزب تواصل ؟

بنت خنفور : أنا منتسبة لحزب تواصل لكن بشروط .

وكالة كيفه : ما هي تلك الشروط ؟

بنت خنفور : بشرط الالتزام بالعدالة والديمقراطية ولست معهم فيما يثير مشاكل بالبلد كما هو الحال في بعض البلدان الأخرى وإذا لاحظت خلاف ذلك سأتكلم بشكل واضح لأنني لا أحب خيانة الوطن والأخلاق الغير حميدة كما أقدر الخدمات التي عجز عنها أطرنا وقدمتها لنا منظمات خيرية لها صلة بحزب تواصل كحفر الآبار مثلا .

وكالة كيفه : بماذا تنصحين أطر ووجهاء ومنتخبي هذه المدينة ؟

بنت خنفور : من تقصد ؟

وكالة كيفه : الكل ، كل من له أمر في الشأن العام .

بنت خنفور : بشكل خاص أوجه رسالة إلى النائب محمد محمود ولد الغوث أنصحه من خلالها بالتشبث بدينه وبالكرامة التي تركها له أسلافه ولم أعرفه إلا على ذلك . أما سيدي محمد ولد محمد الراظي لا صلة بيني معه سوى رابطة القبيلة .

وكالة كيفه : هنالك الكثير من الموريتانيين يطالبون بترشح ولد عبد العزيز ، هل ترغبين في ترشحه ؟

بنت خنفور : لا أبدا لا أرغب في ترشحه لأنه لم يفي بتعهداته ، لكن ومع ذلك وبطبعي لا أكره أحدا من أبناء الوطن ولا أرغب في من يجر لموريتانيا الشحناء والخلافات .

وكالة كيفه : تاريخ قدومك إلى كيفه هل كانت بها منشآت آنذاك ؟

بنت خنفور :لا يوجد بها سوى بعض المباني بالقديمة أما الجديدة فقد بنيت على رأسي وكان مخططها آنذاك اسويدي ولد ماصه .

وكالة كيفه : وجدت التجان سلا ؟

بنت خنفور : نعم أعرفه فقد كان شيخ "جامبور " .

وكالة كيفه : إذا مدينة كيفه كان أولها القديمه ؟

بنت خنفور : نعم كان أولها القديمه أما ما سواها فهو حديث وقد بنيت بعد قدومي إليها ، أولا كنت أسكن في "اتميشه "وبعد ذلك في "اقليك ولد سلمه" التي مازال بها منزلي ومنازل أولادي .

وكالة كيفه : إذا عدنا إلى التاريخ قليلا ، ما هو أخطر موقف قد واجهك ، و هل شعرت بالخوف يوما من الأيام ؟

بنت خنفور : أنا لا أعتقد أنني قد شعرت بالخوف سوى مرة واحدة .

في الفترة التي زرت فيها ابن خالي سيد عبد الله ولد عبد رب في سيراليون كنا نبحث عن الحجر في ظروف مليئة بالمخاوف حيث كنا نتعرض لقطاع الطرق والحيوانات المفترسة والأفاعي بشكل مخيف .

وأتذكر مرة كنت في قرية وأردت الخروج منها إلى "سراليون" ولم أجد من أسافر معه سوى رجل واحد عرفت فيما بعد بأنه من أهل سيدي محمود وكان بحوزتي متاعي ومسدسي وانطلقت بنا السيارة وكانت تسير بسرعة غير عادية كنت أعتقد بأنهم يحاولون اختطافنا في اتجاه جبل فجهزت مسدسي عندها لاحظت بأنهم يخشون من مجموعة من قطاع الطرق ونجينا منهم بفضل الله .

وكالة كيفه : هل من كلمة أخيرة تنصحين بها سكان كيفه ؟

بنت خنفور : أقول لك كلمه واحدة أوصيك بها وأوصي بها مجموع الصحافة وهي التمسك بالحق وأن تكونوا بالمرصاد لمن يريد النيل من وطننا الحبيب ، كما أؤكد بأن سكان كيفه فاسدون للأسف وأخص بالذكر سكان القديمة الأولى في المدينة باعتبارها مثال للوحدة الوطنية وتجمع كافة الأجناس والقبائل وأنصحهم بثبات المواقف .


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2015-05-19 05:43:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article6398.html