في رثاء الشيخ العالم الففيه "افاه بن البشير"
وكالة كيفة للأنباء

لَبَّى نِداءَ الْمُنَادِي الْمَاجِدُ افَّاهُ ** فَأسْلمَ الرُّوحَ للْبَارِي وَلَبَّاهُ

وَكَانَ يَدْعُوهُ لَا يَبْغِى بِهِ بَدَلًا ** وَكَانَ بَينَ الرَّجَا وَالْخَوْفِ يَخْشَاهُ

وَكَانَ يُوقِنُ مِنْ لُقيَاهُ مَوْعِدةً ** فَكَيفَ يَغفَلُ عَنهُ كَيْفَ يَنْسَاهُ

كُنَّا نُؤَمِّلُ أَنْ نَحْظَى بِهِ زَمَنًا ** فَلَمْ يَرُعْنَا سِوَى نَاعيهِ يَنعَاهُ

فَانْهَدَّ مَا كَانَ مِن آمَالنَا سَنَدًا ** صِرْنَا نُرَدِّدُ فيه حَسْبِيَ الله

لَوْ كَانَ يُفدَى عَزيزٌ مِن مَنِيتهِ ** كُنَّا بِأَرْوَاحِنَا مِنْهَا فَدَيْنَاهُ

أوْ كَانَ يَنفعُنَا فِي فَقْدِهِ جَزَعٌ ** أَوْ كَانَ يُجْدِي بكاءٌ مَا تَرَكْنَاهُ

و"افَّاهُ" كَانَ لَنَا حِصْنَا نَلُوذُ بِهِ ** فَمَا أَحَنَّ وَمَا أَحْنَى وَأَزْكَاهُ

يُعلِّمُ النَّاسَ لَا يَرْجُو نَوَالَهُمُ ** لَكِنْ عَطَاءَ إِلهٍ قَدْ تَوَلاَّهُ

دَوْمًا يُرَتِّلُ آيَ الذِّكْرِ مُتَّئِدًا ** وَقَائِمَ الَّيْلِ لَا يَنسَدُّ جَفْنَاهُ

قَدْ عَاهدَ الله أن يَلْقَاهُ مُعتَصِمًا ** بِمَنْهَجِ الْحَقِّ، ذَاكَ الْعَهْدُ وَفَّاهُ

لَا يَحْمِلُ الْحِقْدَ لِلْجَارِ الْقَرِيبِ ولا ** تَرَاهُ يَحسُدُ ذَا زهو بدُنْيَاهُ

ولَايُقِيمُ عَلى عَسْفٍ يُرادُ بهِ ** مُعَزَّزُ الَّنفْسِ ينْفِى الضَّيْمَ يَأْبَاهُ

مُخَلِّدًا نَهْجَ آباءٍ غَطارِفَةٍ ** قُضَاةِ عَدلٍ فَذَاك الْمَجْدُ يَرْعَاهُ

سَقَتْ ضَرِيحًا بِذِي الأنْوارِ غَاديةٌ ** سَحَّا وأَكرمَ ربُّ العرشِ مَثْواهُ

يَارَبِّ أَلْحِقْهُ بِالْعَلْيَاءِ فِي رَغَدٍ ** مِنَ الَّنعِيمِ وطّيِّبْ دَارَ سُكْنَاهُ

وارْزُقْهُ فِي قَبْرِهِ أُنسًا لِوحْشتهِ ** وارْزُقهُ جَنَّاتِ فِرْدَوْسٍ بِأُخْرَاهُ

واحْفَظْ بَنِيهِ مِنَ الْمَكْرُوِه أَجمعهِ ** فَنَهجُهمْ نَهجُهُ فِي حُسْنِ مَسْعَاهُ

وصَلِّ يَاربِّ تَسْلِيمًا وتَزْكِيةً ** عَلَى الْحَبيبِ الذِي طَابَتْ سَجَايَاهُ

المصطف بن بَيَّهْ

الرباط 28/01/2018


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2018-01-29 09:56:26
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article20755.html